واو الثمانية..بقلم فتحي محمد علي
واو الثمانية
بقلم فتحي محمد علي
تتعدد انواع الواو في اللغة العربية من حيث أثرها الإعرابي وكذا من حيث معانيها.
من ذلك مايعرف ب”واو الثمانية”،وهي من حيث أثرها الإعرابي عاطفة،لكنها سميت بهذا الاسم كما بين”ابن هشام”الأنصاري المصري النحوي في كتابه”مغني اللبيب عن كتب الأعاريب”أن بعض النحويين ذهبوا إلى ان العرب كانوا يعتقدون ان السبعة عدد تام وان مابعده مستأنف.
ومن الجدير بالذكر ان هذا الأمر قريب منه ماهو معروف باللغة الإنجليزية وكذا الفرنسية من مجئ حرف العطف الواو قبل آخر كلمة معطوفة.
ومن أبرز الشواهد القرآنية في ذلك ماجاء:
بسورة”التوبة”:”التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين”. وبسورة”الكهف”:
“سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم”.
_وبسورة”التحريم”:
“عسى ربه إن طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وابكارا”.
هذا وقد توسع البعض في إطلاق لفظة واو الثمانية على مالاتنطبق عليه؛ذلك لأن الأصل في واو الثمانية أنها تستخدم في العد.
ومن ذلك التوسع الخاطئ مافسره البعض بشأن ماجاء بسورة”الزمر”من ذكر الواو مع اهل الجنة”حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها”بينما لم تذكر الواو مع اهل النار”حتى إذا جاؤوها فتحت ابوابها”معللين لذلك ان أبواب الجنة ثمانية بينما أبواب النار سبعة؛فلاشك ان هذا توسع به تكلف ومجانبة الصواب؛ذلك انه لايوجدتسلسل في العد هنا.
وقد فند ابن هشام ذلك الزعم في كتابه”مغني اللبيب بقوله:
“…آية”الزمر”إذ قيل”فتحت”في آية النار لأن أبوابها سبعة،”وفتحت”في آية الجنة إذ أبوابها ثمانية،وأقول:لو كان لواو الثمانية حقيقة لم تكن الآية منها؛إذ ليس فيها ذكر عدد ألبتة؛وإنما فيها ذكر الأبواب؛وهي جمع لايدل على عدد خاص،ثم الواو ليست داخلة عليه؛بل على جملة هو فيها،وقد مر ان الواو في”وفتحت”مقحمة عند قوم،وعاطفة عند آخرين،وقيل في واو الحال:أي جاؤوها مفتحة أبوابها؛كما صرح بمفتحة حالا في”جنات عدن مفتحة لهم الأبواب”،وهذا قول المبرد والفارسي وجماعة،قيل:وإنما فتحت لهم قبل مجيئهم إكراما لهم عن أن يقفوا حتى تفتح لهم”انتهى.
(ص419،مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري،الجزءالثاني ط.بيروت).
التعليقات مغلقة.