وجهة نظر…أحسان علي العارضى

وجهة نظر…أحسان علي العارضى

وجهة نظر:
……………..
من القصص القصيرة جدا الجميلة قصة الكاتبة المبدعة فاطمة المخلف التي تدور حول (صلة الرحم) وعواقبها الكبيرة حين قطعها والتخلي عنها وما يؤول اليه الفاعل من عقاب رباني قاسي في الدنيا قبل الاخرة وخاصة عقوق الوالدين الذي نهى عنه الله في القرآن الكريم …وكما يأتي:
……….
ق.ق.ج.
جزاء
ركبِ مجونَ فكرِه متجاهلاً نصائح الوالدين ،لمَّا أمطرت دنياه سجيلا ،امتشقَ لسانَهُ قاطعاً رَحِمهِ ،
عاش جدبَ الإنعزال واليأس. أهداهُ القدر … العقم..

               فاطمة المخلف .سورية

………..
العنوان:
جزاء: كلمة نكرة تمثل معنى سلبي أو ايجابي حسب ما يقدمه المرء من عمل صالح او طالح ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
…….
المتن:
ركب مجون فكره متجاهلا نصائح الوالدين:
اي قام بما يمليه عليه فكره الشاذ من عمل سيء وماجن وقد تجاهل نصائح والديه اليه متكبرا عليهم بحيث رمى كل نصيحة منهم وراء ظهره ساعيا الى الطريق المنحرف لايأبه لاي شيء بحيث صدق عليه المثل ان لم تستحي فأفعل ما شئت…
…………………….
لما أمطرت دنياه سجيلا:
اي لما آلت الامور معه الى طريق الهلاك والبلايا امطرت على رأسه في دنياه التي تحدى الاخرين في خوض غمار طرقها الملتوية…
…………………
امتشق لسانه قاطعا رحمه:
هنا سل سيف القطيعة واي قطيعة قطيعة الرحم التي امر الله بها وكان ذلك بلسانه الفاحش السليط المتعجرف…
……………………..
عاش جدب الانعزال واليأس:
بعد ان قطع رحمه كانت النتيجة انه اصبح منبوذا يائسا منعزلا عن الاحبة والارحام يحف به اليأس والاكتئاب لذا ترى حياته جدبا بلا حب ولا وئام ولا أحد يسأل عنه لانه هو من بدأ بذلك… هنا المفارقة التي اتت بها الكاتبة فاطمة…
……………………..
أهداه القدر… العقم..

هنا الدهشة المميزة التي جاءت بها الكاتبة حين منح القدر المكتوب عقم كل شيء ذرية أو الحب او الرحم او الصلة بحيث طواه الانعزال والوحدة القاتلة بعيدا عن الاحبة والوالدين الذين امر الله بطاعتهما في كتاب الله العزيز ..
فكانت الدهشة جوابا للعنوان…
……………………….
لقد اجادت القاصة فاطمة المخلف في قصتها جزاء وبصورة سلسة وانسيابية وكانت بسيطة واضحة نوعا ما، امتازت ايضا بالتكثيف ماعدا الجملة الاولى كان من الممكن حذف (متجاهلا نصائح الوالدين) و تيقى الجملة جيدة، لكن ربما الكاتبة اضافت ذلك كواحد من مفاتيح فك شفرة القصة ولو ان الجملة الثالثة قي الققج قامت بهذه المهمة (… قاطعا رحمه) ولكن تبقى وجهة نظر والرأي الاخير للكاتبة المبدعة فاطمة المخلف…
ارجو للكاتبة دوام التوفيق والنجاح…شكرا جزيلا…
…………………………….
احسان علي العارضي/ العراق.