وجهة نظر..
علي الجورانى
وجهة نظر:
…………….
من الآفات التي تقصم ظهر الامة وتنخرها هي ( العمالة) التي تمزق مجتمعها المتماسك فكم من امة انتهت وأفلت بأيادي عقوق بعض ابنائها حين تعاملوا مع دول الجوار معاملة التابع والذيل…
ومن القصص القوية التي تناولت هذا الموضوع باختصار ذي معنى وارف ومؤثر هي ققج الاستاذ الاسمر من مدينة البصرة الفيحاء مدينة الادب والفنون: الاديب الشاب (علي الجوراني) التي فازت بالمرتبة الاولى في منتدى مجلة القصة…وكما يلي:
………………..
المتن
تدارك
لم يكن رقصها على مايرام، حبكة هجينة تثير سفك الدم، تقصّينا مسرح العرائس، وجدنا أسلاك الماريونيت ممتدة من خارج الحدود.
.....علي الجوراني.....
………………………..
العنوان:
تدارك: كلمة نكرة مصدر للفعل الماضي (أدرك)…ومعناه ان شخصا ما تدارك امرا خاطئا بأمر صحيح او لحق فلان بصاحبه وما الى ذلك…
…………………………
لم يكن رقصها على ما يرام:
هنا ربما كانت فتاة او أمة او مجموعة كان رقصها والمراد فعلها وعملها وتوجهها ليس كالعادة وكان شاذا مربكا كأن شيئا او امرا كبيرا حدث لها او مرضا او عارضا اصابها بسوء لتكون بتلك الحالة الغريبة…
…………………………
حبكة هجينة تثير سفك الدم:
اي طبخة غريبة أو خلطة مشبوهة من كل حدب وصوب قد دخل فيها و اعدها إعدادا مثيرا لسفك الدماء والقتل مابين الشعب الواحد…
……………………….
تقصينا مسرح العرائس:
اي بحثنا عن مصدر هذا التناقض والهرج والمرج في مسرح العرائس اي ساحة ولاة الامر وقادتهم،
اعتقد ان الكاتب استخدم هذا الرمز في هذه المفارقة لتبيان مدى ضعف ودعة هؤلاء بأنهم عرائس ليس الا وظيفتهم ان يلهو الشعب على حساب ما يريدون من عيش رغيد لانهم تبع للاخربن الذين وظفوهم لخدمتهم بدلا من خدمة بلدهم .
……………………..
وجدنا اسلاك الماريونيت ممتدة من خارج الحدود:
هنا الدهشة والقفلة المباغته التي جاء بها الاديب علي الجوراني، حين تبين لنا بان هؤلاء الولاة الذين هم عبارة عن ماربونيت عرائس تحركهم ساداتهم من خارج حدود بلادهم…
………………………….
خلاصة:
من الناحية الشكلية، الققج عبارة عن اربعة جمل مكثفة تناولت قضية مهمة من قضايانا الإشكالية، الا وهي قضية الدوران في فلك الاخرين وتنفيذ مآربهم و اهدافهم داخل اوطانهم على حساب فائدة الشعب والوطن…ومن ثم تأتي جملة الدخول للنص، التي بينت ذلك المرض والاصابة به، وجملة تنامي الحدث، التي اظهرت اعراضه وما سيفعل او فعل في الشعوب، وجملة المفارقة التي اظهرت فحوى العنوان لتدارك الخطر والمرض، واخيرا جملة الدهشة او القفلة، التي كشفت ان من ساق الينا العدوى تحركهم اجندات خارجية وضيعة تبحث عن مصلحتها على حساب مصلحة الشعوب لتشكل ققج مترابطة ذات فاعلية متناسقة، ومتماسكة.
كان العنوان موفق الى حد ما، حسب وجهة نظري من الممكن ان يكون العنوان عنوانا اخرا مقترحا مثل: كلمة (ماريونيت) كان اوقع في ققج الكاتب… ولكن هذا لا ينفي جودة عنوان الققج (تدارك).
كما تميزت ققج الجوراني بمفارقة ممتازة ودهشة رائعة وسلاسة بالكلمات وقوة في المعاني… وظف الكاتب الرمزية في المفارقة (مسرح العرائس)، و (الماريونيت) في القفلة وقد كان توظيفه متسما بالابداع و عاكسا لما يريد من هدف في الققج…
………………………………..
من خلال عكس حكاية شعب عانى ما عانى من ولاته السابقين وحين احتفل بالانفراج كانوا على شكل ذيول تابعين للاخرين فأصبح ذو غصة كبيرة لأن كل احلامه ذهبت ادراج الرياح…
……………………………
مع تحياتي للكاتب الاديب الواعد ….علي الجوراني.
احسان علي العارضي / العراق.
التعليقات مغلقة.