وجيه وسلاتي يكتب : أحبُّكَ كما أنت

وجيه وسلاتي يكتب : أحبُّكَ كما أنت

أبي هو ذلك الرّجلُ الذي قارب السبعين من عمره..
بالأمس كنت أراك جَلْدًا شديدًا لكن بطيبة الوالد العطوف، واليوم يا أبتِ انقلب نور الوجه إلى تجاعيد تملأ الأركان ما خفي منها أبلغ من ما بان،والشيبُ قد فاق السواد،وقارٌ عندي لا تقلق، أبي بالأمس تحملني على ظهرك،تمازحني تلاعبني تعاندني ولا أسكت، تتابعني إذا أدرس..تشجّعني تحمّسني ولا أسمع، عنيدًا كنت في صغري..فذاك الأمس قد عشنا طفولةً كيف ما كانت، بِحُلْوِها الحَامِتِ أو مُرّها المُمْقِرِ، ورغم أنّي اليوم في الأربعين من عمري، ولي زوج وأبناء، لازال أبي يراني ذلك الطّفل المدلّل(في نظره بالطبع)يُؤنّبُني ولا يخجَلْ…غريب أنت يا أبتِ!!!

أبي بالبُلْهِ ينعتني ويشتمني ويصفعني
أنا بالحبّ أكرمهُ وَأرْمُقُهُ فيُضحكُني
أبي قد شِخْتَ ما هذا؟ فذاك الشيبُ أبهرني
فردّ القولَ مجتهدًا لعمري أنت تكبُرُني
فضاقتْ عندها لغتي وبالضَّحْكاتِ أسكرني