موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

وحشتوني في مقاربة التجربة…قاسم عابد

259

وحشتوني في مقاربة التجربة…قاسم عابد

لا اعلم أن كان ثمة أحد من الاصدقاء والصديقات الأحياء في هذا الفضاء الافتراضي قد شعر بغيابي أما أنا فمنذ أن فقدت جوالي الآي فون يوم الخميس الماضي الموافق ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠م فأشعر بوحشة غيابكم اعزائي وعزيزاتي. ربما كانت هذه التجربة- أقصد- تجربة الغياب القسري عن صفحتي هي تجربة لأول مرة اخبرها في حياتي فانّا صديق الفيسبوك منذ عشر سنوات حد الإدمان للأسف الشديد. نعم احسست بحالة من القلق والاضطراب والوحشة بسبب الحرمان من الحضور والتواصل الفضائي الفعّال. ولا شيء من وسائط التواصل الاجتماعي ما هو افضل من الفيسبوك لأشباح الرغبة في التواصل الإنساني الفوري المباشر مع اشباهنا من الناس الأحياء ولا ادري ما إذا كانت هذه الحاجة الرغبة للحكي مبعثها شهوة الحضور للذات المتكلمة كما يسميها الدكتور أحمد برقاوي أم حاجة حيوية للتواصل الاجتماعي والتشبث الاخير بالمرئي بعد أن باتت حياتها محاطة بالغموض والمجهول اللامرئي الذي من كل الاتجاهات لاسيما بعد فيروس كورونا توكفيد ١٩ وانعدام الرؤية يعني العماء والظلام الكالح، والسير في ظلام كالح ما زال يستدعي أعمق المخاوف البشرية، ولا سيما أنه لا يوجد آخر لمساعدتك، بل إن الآخر هو ذاته جزء من المشكلة التي قد تنتهي بموتك. ويتجلى ثانيًا في أنه عدو مجهول لا دواء له، ولا شيء يضمن الشفاء منه، إذ إنه قَتلَ من الرياضيين والأصحّاء مثلما قتل من المرضى والمدخنين، وقتل من الكبار والصغار. وجهلُنا بمدى مقاومة جسمنا له لا يفعل سوى تأجيج تلك المخاوف العميقة.
إن الأسئلة التي يقود إليها التفكير الفلسفي في مجمل ما سبق قد تأتي على النحو الآتي: كم عدد الأشياء المخفية واللامرئية؛ مثل الفيروس، التي تحكم حياتنا وتُسيّر قراراتنا وخياراتنا في الحياة، في الوقت الذي لا نعطي فيه قيمة إلا لما هو مرئي، مفيد، قابل للاستخدام، براغماتي، مُيسّر للبقاء، اقتصادي.. إلخ. لكن هل الله مرئي! هل الحرية، الكرامة، الحبّ، الخوف، القلق، الخوارزميات، القانون، اللاوعي.. أشياء مرئية؟ لا شيءَ من ذلك مرئي، المرئي هو التأثيرات التي يتركها علينا الإيمان أو الخوف أو اللاوعي، المسارات التي نسلكها نتيجة الخوف أو السعي للحرية أو الرغبات اللاوعية. إن حياة الإنسان المعاصر محكومة بالرموز أكثر بكثير من احتكامها للبيولوجيا والحاجات الأولية، المفيدة، العيانية، والاقتصادية. بحسب تعبير ماهر مسعود في مقاله المهم: جائحة اللامرئي وفلسفة الغياب. ولا شيء يجعلنا نقدّر ما لدينا مثل فقدانه، إن كان شخصًا أو ملكًا أو شيئًا أو قيمة مجردة، فلا يعرف قيمة الحرية مثل السجين، ولا قيمةَ البيت مثل المشرّد، ولا قيمة شخص عزيز كمن فقده. ولا بقيمة الدولة الوطن الإ بعد ضياعه ولا بقيمة الفيسبوك الا بالحرمان منه. مررت ومازلت بتجربة غريبة وعجيبة إذا لأسباب تقنية أجهلها لم أتمكن من فتح صفحتي الأثيرة. أراها قريبة جدا مني ولكن منعت من دخولها حال العطشان وهو يرى الماء يجري بجانبه ؛ الماء بجنبي وأنا ميت ظمأ! ربما يمكنكم الدخول إلى صفحتي بينما أنا ما زلت منتظر على بوابتها. وتلك هي حدود الحرية في العالم الرقمي. التقنية كبلتنا بقيود بالغة الشفافية والرمزية.
فما قيمة أن يشعر المرء بالحرية إذا لم يتمكن من ممارستها وكلما عرفنا أكثر عن تلك الرموز اللامرئية التي تحكم حياتك؛ استطعتنا التحرر منها.
فمن يعلمني طريقة الدخول إلى صفحتي؟

التعليقات مغلقة.