موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

وحْدَها … في وحدتها…!

207

وحْدَها … في وحدتها…!

محمــد عبــد المعــز

…………….

الشعورُ بالناس نِعمة، والتعاطُف معهم واجِب، والتخفيفُ عنهم فَرْضُ عين، على مَـنْ يستطيع، والآيات والأحاديث، الدالة على ذلك، والْـمُرغِّبة في الخيرات، لا حَصْـرَ لها، ويعلمها مُعظمنا، بفضلِ الله، لكن ينقصنا التطبيق…!

لأن الأرملة، مثلاً، ستغلق بابها عليها، وعلى أبنائها في النهاية، ولن يحملَ همَّ أيتامها، من أكل ومشرب وملبس وتعليم وعلاج وغيرها إلا هي، حتى مَنْ يكبـر منهم، يكون هذا الهمُّ بانتظاره، كي يحملَ مع أُمه أو عنها، لا عليها شأن كثيرين…!

والمريض، كذلك، يزوره كثيرون، لكنه ينام الليل وحده، ويعاني وحده، وهاجِس عدم رؤية ابنه أو ابنته أو أخيه أو أخته، أو غيرهم، مرة أخرى، يزيد مُعاناته، ويُشعِره بالوحدة، لكنه يقرِّبه من الواحِدِ الأحد، وتلك مِنْحة جعلها اللهُ في الْـمِحنة.

أما المظلوم، فحاله لا يخفى على أحد، والمظلومة كذلك، بصرف النظر عن الأسباب، لأن ضعفها يؤلمها، وعجزه يزيده قهراً، وتخلي كثيرين عنهما، يحتم عليهما التحلي بالصبر، واللجوء إلى الله، فدعوة المظلوم، ليس بينها وبين الله حجاب، واثقين بوعد الله “لأنصرنك ولو بعد حين”.

لن يشعرَ بكَ أحد، قدر شعورِك بالألم، ولن يُعانيَ أحد، مهما كان قريباً منك، مُعاناتك، ولن يُخففَ عنكَ ما ألمَّ بك وآلَـمَـكَ، إلا اللطيف الخبير، الذي يعلمُ خائنة الأعيُـن وما تُخفي الصدور.

نحن بحاجة إلى أُمةٍ تُراعي دورَها، وتعي مكانَها، وتُدرِكُ مكانتها، فنكون كالجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، نتواد ونتراحم، نحمل عن بعضنا، لا على بعضنا، ونسمع من بعضنا، لا عن بعضنا، ونتقي الله، في غيرنا، وقبل ذلك، في أنفسنا، كي يُصْـلِحَ اللهُ حالَنا، ويَخْتِمَ بخاتمةِ السَّعادةِ آجالَنا.

…………….

التعليقات مغلقة.