ودعتهـــا بقلم.. بشـير أبـو سـالم
(١)
نظرَتْ إليَّ وحدقَتْ قبـل الــوداع..
بلحـظـــــةٍ ، آهٍ مــــن النظــــراتِ.
(٢)
نظـرَت إليَّ ، غرقـتُ في نظراتـها..
فبعينـــــها بحــــرٌ مــن الكلمـــاتِ.
(٣)
أوصت فؤادي أن يظل على الهوى..
وكأنــها تقضــي بحـــــــــــزنٍ آتِ.
(٤)
نظـرتْ ليصـرخ كـل جُـرحٍ داخلي..
والجُــرح أهوَنُ من أنـــين الـذاتِ.
(٥)
آهٍ ، فقـــد همسـت إلي حبيــبتي..
بتوجــعٍ ، مـا أوجـــــعَ الهمسـاتِ!
(٦)
قالــت بشــوقٍ يا حبيبـي ضُمَّـني..
أحتاج دفــــئـًا من هــواك فهــاتِ.
(٧)
فضممتُها والدمـع ينــزف فوقــها..
وبكيـتُ قلبـي وانتظـرت وفــاتي.
(٨)
وطويتهــا طيَّ السجــــل كتــابَهُ..
وعزفتُ لحـــــن الحــب بالنايـاتِ.
(٩)
نامــت وقــد قبَّلتهـــا في لهفـــةٍ..
تاهــت يــدايَ بشعــــرها ساعـاتِ.
(١٠)
لكـــنْ أراني كلمــــا قبَّـــــــــــلتها..
أحسستُ طعم الموت في القُبُلاتِ.
(١١)
لقد اختفــت من ساحتي وكأنــها..
شمس الضحى قد ودَّعـت أوقاتيِ.
(١٢)
ودعتُــها والعيــن تذرف دمعَـــها..
والقلب منفطــرٌ من الحسـراتِ.
(١٣)
لا تحسبـــــوا يومــًا بأني قاطـــعٌ..
بعــد الحبيــبة أبحـــــر العبـــراتِ.
(١٤)
لا زلت أبكــي والدمـــــوع كأنهـــا..
مطرٌ تراكَـــــمَ في سمــــاء حياتي.
(١٥)
حتى السماء تأثــرت من فقـــدها..
وبكت لها سُحُــــبٌ من الآهـــــاتِ.
(١٦)
ورأيت بــــدرًا تختـفي أضــــواؤه..
وتبدلتْ من بعــــــــــدها ظلمــاتِ.
(١٧)
ولقد سمعتُ الرعد يســأل نفسـهُ..
من أين جئــتُ بهـذه الأصــواتِ؟!
(١٨)
فاتتـك يا رعـد السـماء مصيبـتي..
ما الصوت إلا من صدى صرخاتي.
(١٩)
ودَّعــتُ من بالروح أذكــر حبهـــا..
فوداعها شبــــحٌ على الطـرقـــاتِ.
(٢٠)
ولقد خلـوتُ من الحيـاة بفقـدهـا..
كقصيــدةٍ تخلـــو من الأبيـــــاتِ.
(٢١)
ودعتها ، غابت وما غاب الهــوى..
فالحب يبـــقى طيب النسمـــاتِ.
……………………………………………
التعليقات مغلقة.