موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

وطنٌ يغيّر لقبَه بقلم .. د.عبد المجيد المحمود

428

وطنٌ يغيّر لقبَه بقلم .. د.عبد المجيد المحمود


يقتلني ما يسمونه الوطن
و قد كنت أسميه الوطن
يطعن قلبي بخنجر ملطخ بسُّمٍ غريب
يسمونه ( أحبك)
يطلق إلى رأسي رصاصات حفرت عليها كلمة( أخوة)
و إلى عنقي يرسل سهاما طبع على فُوقِها
( يا بنيَّ العزيز)

يقتلني ما يسمونه الوطن
و قد كنت أسميه الوطن
و أحضنه في قلبي مثلما يفعل العاشق برسائل محبوبته المعطّرة
مثلما تفعل الدائرة المغلقة حينما تضم في فؤادها نقاطا لا متناهية
و كما تحتضن السماء في سكونها كل المجرات الملتهبة
أرسم وشمه على تامور قلبي ليكون( ماركة) مسجلة
أزين دمي بقصائد الولَهِ الذي لا ينتهي
و في رئتي أختزن عطره بديلا للأوكسجين
و أما عيناي فلقد أضحتا
واحدةٌ شمسٌ لنهاره
و ثانيةٌ قمرٌ لليله
لكنه يقتلني و أنا أسميه الوطن

قل لي: ماذا أن يكون لك دم مقدس؟
ماذا أن يكون لك عطر مقدس؟
ماذا أن يكون لك ملامحُ لا يبدع رسمها سواه؟
ماذا أن ترضَعَ أحرفَه أغنيةً تعزفها أوركسترا جسدك بكل معجزاتها؟
ماذا أن تهفو و أنت في أقاصي الأرض إلى زقاقٍ ضيقٍ
في حارةٍ صغيرةٍ
في قريةٍ منسيةٍ في مداه؟
ماذا و أنت لأجله تُلبِسُ ابنك رداءَه الأبيضَ الأخير
و أنت تزفّه إلى مثواه الأخير
بزغرودةٍ و دمعة
لكنه يقتلك و أنت تسميه الوطن؟

يا أيها الوطن الأميُُ
الذي يجهل حروف الحب
يا أيها الوطن المسبيُّ لرغبة الكرسيّ
و على أعتابك تقدم الذبائح
زهرةً زهرة
يا أيها الوطن الأميُُ
الذي تمتلئ سماؤُه بأسرابِ العصافير المهاجرة
لا صيفَ و لا شتاءَ و لا فصولَ لديك
لاحتضانِها
لا شيءَ لديكَ سوى أن تحبَّ ذاتَك
و تريد أن يتقنّعَ الجميعُ وجهَك
مهما اعتراهُ الشحوب
و تريد أن يظلوا يسمونك الحبيب


و هم يسمونك الوطن الذي يقتل


التعليقات مغلقة.