وعادت الحياة
بقلم دلال اديب
عندما قررا سوية سفره لم تكن تعرف أن الغربه ستأخذه منها طيلة السنين وهو العاشق لها،ولكن صعوبة الحياة أجبرته على السفر طمعاً بحياة أفضل..
ومضت الايام والشهور وعدت سنيناً وهو غائب عنها ربت وكبرت وكانت لأسرتها أباً وأماً وأدت جميع مهامها على أكمل وجه..انتظرت عودته بفارغ الصبر وكم قاست من مرارة غيابه وقسوة الحياة ببعده عنها لكنها كانت أقوى من ظروفها الى أن أتى ذلك اليوم الذي انتظرته طويلا وعاشت على أمل لقائه…
هيأت نفسها وتجملت محاولة اخفاء آثار السنين ووقفت في المطار تنتظره أن يطل بقامته الطويله وبوجهه المليء حيويه وعلى فمه تلك الابتسامه التي كانت تسحرها ..وأخذت تستعيد صورته بداية حياتهما سوية..
كم كان رائعاً وشردت وتاهت بين أكداس الذكريات ومر الوقت وهي لم تشعر إلا وصوت يناديها باسمها…
فتحت عينيها التي أغمضتها وهي تتذكره لترى رجلا أشيب محني الظهر على ملامحه أثار السنين مدت يدها لتصافحه احتضنها ثم ابتعد عنها ونظر اليها وكأنه يراها للمرة الاولى وهي التي عاشت معه سنين طويله قاسمته مرارة الايام ولوعة السنين والغربه…امعن في تقاسيم وجهها وملامحها جيداً
قال لها : كم أشتاق لهذا الوجه..كم أشتاق لأيام الصبا التي كانت تسعدنا فيها أصغر الاشياء وقد تبكينا أيضاً أتذكرين ياغاليتي
قالت له (بعد ان امسكت بيديه) :وهل تعتقد أنني نسيت ذلك ، لكن لماذا تنظر الي هكذا وكأنك تراني للمرة الاولى أخبرني وقل لي بربك ماالامر
ابتسم ابتسامة العاشق المشتاق
قائلا : لم تغيرك الايام ، أراك جميلة كما كنت رغم الحزن والتعب الذي يملأ تلك العينين الجميلتين فأنت مازلت رائعه في كل شيء،لم تثنك الحياة عن بقاؤك قوية ومتماسكه.
تتمتعين بروح شفافة تمنحين الفرح للجميع وتخفين وجعك وراء مجاملات ، تقدمين مافي وسعك وربما اكثر لكل من تعرفينهم ، كنت أتابع كتاباتك وحواراتك وكم كنت سعيداً بها وبك تتحدثين بإيجابيه مع أولئك الذين يجالسونك وتبثين الامل في الارواح المتعبه وأنت بأمس الحاجه لذلك ، تزرعين الفرح في دروب الاخرين وتنثرينه كما ينثر الورد في الطرقات وقلبك يشتعل حسرة وحزناً وألما ، تكتبين حروفاً مليئة بالمحبه والتفاؤل…
لله درك كم أنت رائعه يارفيقة العمر والسنين…
ضحكت ملء قلبها كطفلة صغيرة سرها كلمات الاطراء واستدركت قائلة:
لاعليك مني لقد نسيت كل ذلك التعب ويكفيني اعترافك لي بأنني مازلت جميلة ورائعه؛ ووجودك ينسيني مرارة غيابك
التعليقات مغلقة.