“وفاء كلب ” سامي حنا
وفاء كلب
“من الحكايات التراثية يحكيها لكم : سامي حنا “
عاد أسامة الصياد الشجاع إلى بيته عند غروب الشمس وكان سعيداً لأنه رجع بصيد طيب ورزق وفير ، وعندما همّ بفتح الباب الأمامي لمنزله صعق لرؤية بعض بقع الدماء على العتبة فاندفع كالمجنون يبحث عن ابنه الوحيد الذي تركه مع كلبه الوفي بمفرده وذهب يسعى لرزقه.
ناجى نفسه قائلاً : ياترى ماذا حدث للصبي ، ألعل الكلب قتله ؟ وفي تلك اللحظة دخل الكلب يهز ذيله مرحباً بسيده وكان فم الكلب ملوثاً بالدماء.
وهنا لم يحاول أسامة أن يفهم شيئاً سوى أن الكلب قتل ابنه الوحيد، وفي الحال صوب بندقيته نحورأس الكلب وأرداه قتيلاً فسقط الكلب صريعاً يتمرغ في دمائه.
اعتصر الحزن قلب أسامة على ابنه وراح يبكي وينتحب ولما خارت قواه ، قام ليستريح قليلاً في فراشه وهناك استرعى انتباه وجود ثعبان ضخم يرقد ميتاً على أرضية الحجرة ثم سمع صوت ابنه قادم يضحك مهللاً بوصول ابيه فقام الأب واندفع بكل حنانه الأبوي وحمل ابنه في أحضانه وراح يقبله وهو غير مصدق أن ابنه مازال حياً .
قال الابن لابيه: يا أبي ، لقد كانت ليلة مفزعة تلك التي قضيتها أمس . كنت على وشك الموت حينما هاجمني هذا الثعبان الملقي ميتا على الأرض لكن كلبنا الوفي هاجمه بضراوة وقضى عليه ، لقد أنقذني من موت محقق وأنا مدين له ولوفائه.
لكن الأب غرق في صمته وندمه وشعر الصبي أن شيئاً سيئاً حدث وسأل أبيه: مالامر يا أبي ، ماذا حدث ياأبي ، هل ظننت أن الكلب قتلني ، فانتقمت منه وقتلته؟ ولم يرد الأب وظل صامتاً وحزينا ، أما الصبي فقد ظلت ذكرى كلبه الوفي تعيش معه في عقله ويحكيها لاصحابه وجيرانه .
( يقال أن هذه القصة حقيقة وحدثت في أسكتلندا منذ زمن بعيد) بتصرف في الاسم
التعليقات مغلقة.