موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

وقت الغروب بقلم منى الشوربجى

214

وقت الغروب بقلم منى الشوربجى

سمع همهمة بجواره وكأنها حلم وربت على كتفه ثم زادت الهمهمة ليسمع : ياأستاذ الطيارة وصلت المطار والمفروض حضرتك تصحى .. عجب لما سمع وفوجئ بأن الطائرة بالفعل وصلت أرض المطار ..هم مسرعا مستيقظا قائلا هو انا كنت نايم ؟ نظرت له المضيفة مستعجبة مبتسمة وردت عليه : لا ابدا حضرتك كنت سرحان ..تلعثمت كلماته شاكرا سعيدا متلخبط ماذا يقول وماذا بعد غياب كل السنين هذه وأى فرحة تعتريه .. سيرى أخوته وأمه وأولاد إخوته ياااااه نظر حوله لم يجد غيره بالطائرة نزل مسرعا ليلحق ما تبقى من ثوانى الزمن أو من لحظاته ليرتشفها ويغوص فى قطراتها ..وصل لصالة إنهاء الإجراءات مارا بموظفى المطار الكل يرحب به ..رجل فى بداية العقد الخامس يرتدى حلة بللون الكحلى وحذاء نظيف لامع وكأنه لتوه اشتراه ..رجل أسمر البشرة ناعم الشعر مهندم عليه من الأناقة ماعليه ..وصل لمكان إنهاء الاجراءات وفى انتظار دوره شرد بذهنه يوم وفاة أبيه المحامى البسيط الذى توفى وأراد الله أن يتركه وكان هو أكبر أولاده حسن فى دراسته الجامعية ومحمود ومحمد بالثانوى ونهى بالاعدادى والأم ربة منزل ست طيبة لا تعمل وشغلها الشاغل أولادها ..طلب حسن من عم جمال السمسار : شوف لى بالله عليك ياعم جمال فرصة عمل انا عارف انك كنت صاحب أبويا وأكيد هتساعدنى لكن عم جمال استنكر الأمر وقال له ليه ياابنى طب وكليتك قال له الحمل تقيل على امى ومعاش ابويا مش هيكفينا من فضلك تساعدنى ..لم يتردد بعدها عم جمال الرجل الوفى الكريم وبالفعل لم يجد سوى فرصة عمل بدولة عربية عائدها مجز جدا ولكنها لا تناسب حسن ولكنه عرضها عليه وهى فاعل بناء وافق حسن واستعان بالله وقرر السفر وقرر عول أخوته وأمه وأغلق صفحة حب الجامعة ليبدأ حياة إخوته .. ذاق الأمرين وأكل منه الزمن وشرب حتى أصبح محمود دكتور وتزوج من زميلته وأسس له شقة فى مكان راقى والتحق محمد بالحقوق وأصبحت نهى فى الثانوية العامة وحال الأم لا يسر فعينيها لا تيأس من البكاء ولا تهدأ لبعد ابنها وتضحيته من اجلها اولا ثم من اجل اخوته الذين اعتبرهم أولاده بعد وفاة أبيه ..فى يوم من الأيام رن حسن على تليفون أخيه محمود سائلا عن امه فتردد : هى بخير اطمن ..معلش يامحمود خدها اكبر مستشفى وطمنى ضرورى ..رد محمود : اطمن دى اعراض شيخوخة متقلقش ..مرت السنون وتزوجت نهى وعاشت مع والدتها بعدما تخرج محمد والتحق بالنيابة وجهز له حسن مسكنه الذى تزوج فيه وكانت سعادة حسن لاتقدر بأى ثمن وأرسل له جميع الاحتياجات والنقود التى سيحتاجها لشراء ملابس جديدة تليق بالمنصب الجديد والبيت الجديد.. وليس بجديد انه يرسل لهم مايكفيهم طول السنين الماضية لشراء ملابس مدارس وملابس أعياد شقق تجهيز أفراحهم وحتى أغراضهم الشخصية .. فى ذلك الوقت أصبح حسن فى حلة وظيفية عالية حتى وصل لمنصب محترم بعد تدرجه فى العمل هناك وإعجاب رؤسائه به ..ففى يوم من الأيام أثناء الدوام اليومى لحسن أحس بوخز فى قلبه ونادى زميله : الحقنى ياعيد ..مالك ياحسن سلامتك ياخويا ..مش عارف حاسس بألم فى صدرى ..لازم ترتاح ياحسن انت شغل شغل ..وعمل حسن فحوصات وتحاليل اكتشف اصابته بالمرض الخبيث واضطرت الشركة التابع لها أن تنهى تعاقده لأنه أصبح فى أجازات دائمة .. قرر ان يعود لوطنه وسط اخواته لأنه أدرك أنها محتمل تكون النهاية .. ارسل لأخوته بموعد حضوره ووصول الطائرة ..صوت همهمة أخرى تقول له : ياأستاذ دورك ..أدرك أنه شرد كثيرا ووجد نفسه أمام شباك انهاء الإجراءات وكيف وصل الى هذا الشباك أهو تحرك ولم يع مايحدث لرؤيته شريط حياته يدور أمام عينيه ! عجبا ..وجد نفسه أمام ضابطا مبتسما يقول له حمدالله على السلامة نورت بلدك وختم جواز سفره وبكل سعادة وشوق ولهفة جرى حسن كالأطفال ليلقى أحبته الموجودون فى انتظاره فى صالة الخروج ..فتح له الباب اليكترونيا ونظر يمينا ويسارا لم يجد أحدا ..انتابه القلق : دول عارفين ميعاد وصولى وحشونى اوى ياترى ايه حصل ؟!! أخرج التليفون من جيبه واتصل على محمود : ياااه يامحمود تليفونك خارج الخدمة ..رن على محمد : الو محمد انتم فين ..رد محمد : اهلا حسن انت وصلت ؟ معلش عندى شغل خد تاكس وابقى عرفنى هتنزل فى أى فندق حمدالله ع السلامة نورت بلدك ..فى استنكار مش مصدق الكلام مكالمة سريعة جدا لم تتعد لحظة ..دقق نظره فى التليفون يتأكد من الرقم اللى اتصل بيه : هو محمد اخويا ..أخد تاكس فعلا وراح البيت وفتحت له نهى بعد أكتر من 30 سنة منزلش يوم أجازة سلمت عليه أخته ببرود وبجفاء البعد وطول السنين .. نظر أمامه عند المقعد الخلفى وجد جسدا نحيلا جالسا على كرسى بعجل ذا عيون ذابلة دقق النظر أكتر وكانت صاحبة الجسد النحيل تنظره وتتفحصه جيدا فهى لازالت تبكيه استمرت النظرات متبادلة بينهما للحظات .. انتفض وأسرع اليها وقد تحرق خداه بدموعه الساخنة وجثى على ركبتيه مقبلا يديها ووجهها قائلا : أمى أمى وهى تبكى وكأنها لم تتوقف عيناها عن البكاء من يوم أن تركها وسافر ..ظلا يبكيان وهى حاضنة لفلذة كبدها الذى طال فى غيابه ..ولكنه القدر الذى جمعهما ليحتضنا ماتبقى لهما من روح وحياة وتوقفت ساعة الزمن لتعلن عن توقف نبضات السعادة وانتهاء دقات القلب وتوقف الحياة ..وقد فاضت روحيهما وكأنهما فى انتظار اللقاء فى وقت الغروب…وفارقا الحياة .

التعليقات مغلقة.