وقفة لغوية: هل في اللغة العربية ترادف؟؟
بقلم د.وجيهة السطل
وقفة لغوية .هل في اللغة العربية ترادف
إن من أهم ما تتميز به اللغة العربية،ثراءها اللغوي. وبات من المعروف رفض كثير من علماء اللغة لنظرية الترادف. وأرى أن ليس في اللغة ترادف،بل هي ألفاظ اختلفت قبائل العرب في اختيارهالدلالة دقيقة معينة رأوها فيها ، واتفقوا في دلالتها على المعنى العام . وحين جمع العلماء اللغة من مظانِّها في البادية، اجتمعت لهم في حصادهم لغات القبائل المختلفة، فأحصوها في كتبهم حين نسقوها، بطرق مختلفة، وظنها بعضهم مترادفات،فجمعوها في كتب حملت اسم الترادف
إن كل لفظة تحمل معنى خاصا بها إضافة إلى المعنى العام الذي تحمله الالفاظ جميعها.وكثرة الألفاظ للمعنى الواحد بلا أي زيادة في المعنى،نوع من الغباء، أربأ باللغة العربية أن تقع فيه.
لأن هذا الثراء،أفاد في دقة التعبير عن المعنى المراد.وهذه خصيصة مهمة من خصائص اللغة العربية دون سائر اللغات.
أما تمتع ألفاظ مختلفة حروفا كانت أم فعلا وحرفا ،بدلالة واحدة،كدلالة النفي في (ما) و(ليس) و(ماء ومياه) . وأمثلتها قليلة في اللغة العربية؛فأرى أن فائدتها تصب في حضن الشعر.لأن اختيار الشاعر لأحدها من دون الآخر ، أمر يخضع لموسيقى الشعر فحسب. فإن كان النفي ب(ما) قد وافق في الوزن قائل:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
فإن النفي ب(ليس )قد وافق في الوزن من قال:
ليس من مات فاستراح بميت.
وفوق كل ذي علم عليم
تحياتي.
التعليقات مغلقة.