وقفة مع النْفس شعر عزيزة طرابلسي دمشق
١- َنظَرَتْ إلى مرآتِها مُتَرَدِّدَةْ
والشَّيبُ قد طرَدَ الشَّبابَ وأبعدَهْ
٢-وبدا لها عمرٌ طويلٌ قد مضى
وغدا الزّمانُ دقائقًا مُتَوَعِّدةْ
٣- راحت تُحَدِّثُ نفسها في سرِّها
واللهُ أعلم ُ ما تُكِنُّ الأفئدةْ
٤-ماذا تراها ترتجي مِنْ يومِها؟
والعمرُ يبدو كالمياهِ الرَّاكدهْ
٥- يا ربُّ !! هل جاء الشِّتاءُ مُبَكِّرًا ؟
أم أنَّ روحي قد غدَتْ مُتَجَمِّدةْ ؟
٦- ليتَ النُّفوسُ كما الطَّبيعةِ دائمًا
تبدو لنا في حلَّةٍ مُتَجَدِّدةْ
٧- أين الرَّبيعُ وما به مِنْ هِمَّةٍ
كانت بِها في كُلِّ أمرٍ رائدة
٨- تاقتْ إلى عهدِ الطُّفولةِ والصِّبا
كم أفرحَ القلبَ البريءَ وأسعدهْ
٩- واسْتَرْجَعَتْ نَزَقَ الشَّبابِ ولَهوَهُ
إذْ هامَ في لحنِ الوجودِ وردَّدَهْ
١٠- لكنَّما القلبُ الفتيُّ روى لها
ما كان مِنْ طبعِ الزَّمانِ وأكَّدهْ
١١- فتأكَّدَتْ أنّ الحياةَ جميلةٌ
وكريمةٌ ، وفصولها مُتعدِّدةْ
١٢- والشَّيب ثوبٌ لائقٌ بِمَسيرةٍ
مِنْ حِكمَةٍ ؛ تبني حياةً واعِدةْ
١٣- فَتَوَهَّجَتْ في القلبِ شُعلةُ فرحةٍ
وتفاؤلٍ ، وحماسةٍ مُتَمَرِّدةْ
١٤- عادت إلى المرآةِ تبسمُ في رضىً
ترنو إلى أيَّامِها مُتَوَدِّدِةْ
١٥- تدعو الإلهَ بأن يكون ختامُها
تقوى ، وإيمانًا ، ونفسًا حامِدَهْ
١٦- يا ربُّ ألهمها لسانًا صادقًا
وتأمُّلًا في الكونِ ، في من أوجدَه
١٧- سبحانهُ اللهُ الغفورُ وعفوَهُ
لم تنتظرْ من غيرهِ يومًا جِدَهْ
التعليقات مغلقة.