وقـفـة مـع نـص ” كُـن..شــاعـراً “للشاعرة المبدعة .. أستاذة عبير عبدالمنعم
يحللها لنا محمد المصيلحى عودة
ـــــــــــــــــــــــــــ
كُنْ واقعياً بعض الشيء..
فمثلا..
عانق السماءِ وارفل مع النسيم..
قاسمني رماد الكلمات..
الق السلام على الموج..
دع التفاصيل للزمن..
وأضرم الضحك في الكونِ..
لا تعاتب الرفاق
فهم مثلنا ساخرون..
الظلام ساخر
الحاضر ، والمستقبل، والشجر،
الياقوت والأحزان، والغمام،
والصمت نعم والصمت كلهم ساخرون..
كن واقعيا بعض الشيء
كن ساخراً..
تتمرأى في عينيك.. جراح الكون،
كن واقعياً بعض الشيء
كن شاعراً..
يجلس إلى منضدة المدى.
….. وقفة مع هذا النص المستفز ..
كُن..شاعراً للشاعرة المبدعة عبير عبد المنعم
ما هو الشعر
سؤال يعيد نفسه مع هذا النص للمرة التي ضاع رقم تسلسلها في الذاكرة
وأين يكمن سحره وجماله وما يفعله في النفس من أفاعيل ؟
هل هو في الكلمات التي يختارها الشاعر ويرصصها في سطور النص
أم في الوشائج والروابط التي يوجدها الشاعر بين الكلمات كالموسيقى ، والتكامل المعنوي ، والترابط في البناء التصويري ، والإيقاعي ، والخيالي الذي يتفنن الشاعر في إيجاده وتوشية الكلمات به
ما زلت أؤمن أن الشعر ــ نعم ــ يتكون من كلمات منتقاة ، يجمعها الشاعر بذائقته ، ويربط بينها بوشائج مضمونية يراها هو .. وايقاع موسيقي يعيشه هو ؛ محاولا بذلك أن ينقل الينا أكثر مما تحمله الكلمات من معان تقررها معاجم اللغة .
ما زلت أؤمن أن الشعر حال يعيشها الشاعر قبل أن يمسك بقلمه ، تؤرقه ، وتسلب منه ، أو تستلبه هو نفسه من كينونته البشرية المعتادة ، وتحصره في زاوية فكرية ، وشعورية .. ليس له منها مخرج ، ولا مهرب سوى بالتعبير عنها ، وصبها في قالب من الكلمات ؛ فيلجأ إلى القلم ، وما تحويه الذاكرة من كلمات .. في محاولة لتجسيد ، وتصوير تلك الحال التي عاشها وتقلها إلينا بقدر ما يملك من صدق وشعور يسيطران عليه
وهذا بعض مما أثاره هذا النص الممتع
لشاعرتنا المبدعة / عبير عبد المنعم
بعد قراءته عدة مرات .. في خلوة خاصة .. ومع مج الشاي الصعيدي المعد خصيصا والمحلى بالنعناع الأخضر ..
وقد تسعفني الظروف بالوقت اللازم للغوص في أعماق هذا النص البديع .. لاستخراج ما به من درر ، ولآلئ دالة على رؤيتي تلك
وقد عبرت عن ذلك مرارا .. وقلت ذات مرة :
” النص الشعـري ليس نشرة إخبارية يقرؤها الشاعـر ..
تعج بالمعلومات والبيانات والأحداث . بل هو رحلة في عالم المجاز ، والخيال ، والرؤى .. يطلعنا فيها الشاعر بمهارته على رؤيته لواقعنا الذي لا ندركه ، وتفسيراته .. بما يملك من موهبة المقارنة بينه وبين ثوابت لا يمكن انكارها .. قد وقعت بالفعل .. او يؤيدها العقل السليم .. والمنطق المستقيم ، أو التجربة المؤكدة ” .
في معرض تعليقي على ( استغاثة أموي أحمق )
للشاعر الجميل د/ محمد محمود السيد
مع خالص تحياتي لشاعرتنا المبدعة ..
ولنصها المستفز بما يحمل من جمال غير متكلف
التعليقات مغلقة.