وقفة نحوية للغة العربية أمام عظمة الله تعالى …د.وجيهة السطل
وقفة نحوية للغة العربية أمام عظمة الله تعالى
د.وجيهة السطل
أسعدكم الله وطيب برحمته وغفرانه حياتكم يا أصدقاء .
أحبتي ..
عدت للآيات القرآنية الكريمة ،في المضاف إلى ياء المتكلم في لفظي :(ربِّ،قومِ) . على سبيل الاستقصاء، وتبين لي ما يلي :
إن ماقصد منه المنادى ،سواء أكانت ياء النداء مذكورة في قوم أم محذوفة في ربّ ، وأعرب ( منادى )سقطت منه الياء ،وتنوب عنها الكسرة ،وتعرب تقديرًا . ويضاف اللفظ إلى ياء المتكلم،إذا لم يكن إعرابه منادى.بل حسب موقعه في الجملة. . والشواهد القرآنية على ذلك كثيرة، وكلها جاءت للنداء دعاءً أو النداء فحسب .ومنها :
-{وإذ قال إبراهيم ربِّ أرني كيف تحيي الموتى} سورة البقرة :٢٦٠
- {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي واشتعل الرأس شيبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}سورة مريم:٤
- { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} سورة يوسف:١٠١
- ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الوَارِثِينَ ﴾ الأنبياء: ٨٩
-{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ ص: ٣٥
ونلاحظ في جميع الأمثلة السابقة جواز تقدير حرف النداء ، والتقدير : (يا ربِّ) .
وكل الشواهد مع لفظ رب للدعاء أو النداء قد حذفت منها يا النداء،
وما ذلك بلاغيًّا إلا لأن الياء لنداء البعيد. والله عزَّ وجلَّ يقول :(فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ)سورة البقرة/١٨٦.
أما الأمثلة التالية فاللفظ فيها جميعها لم يقصد منه المنادى، بل يأخذ من الإعراب المحل الوظيفي الذي يحدده موقعه في الجملة ، ولا يجوز تقدير ياء محذوفة .لذا ثبتت ياء المتكلم ولم تحذف .في نحو قوله تعالى :
( إِذْ قَالَ إِبَرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ) سورة البقرة/٢٥٨ . ربي مبتدأ مرفوع.
وقوله : ( إنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم )سورة هود/٥٦ .
ربي بدل مطابق،او عطف بيان.
وفي قوله تعالى : (قد جعلها ربي حقًّا ) سورة يوسف:١٠٠
ربي : فاعل مؤخر مرفوع..
وفي قوله تعالى 🙁 إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ )سورة يوسف:١٠٠.. ربي : اسم إنّ.
وهذه النتيجة تحققت مع لفظ قوم أيضًا .فما كان للنداء ،وإعرابه منادى، حذفت منه ياء المتكلم ،وما كان له إعراب آخر ،ثبتت ياؤه .
فما كان للنداء نحوقوله تعالى :
-(وإذ قال موسى ياقومِ اذكروا نعمةَ اللهِ عليْكم )سورة المائدة /٢٠
وقوله تعالى :
-(قال ياقومِ اعملوا على مكانَتِكم إنِّي عامل )سورة الأنعام /١٣٥.
ولا يوجد ما يوجب حذف
أداة النداء مع قوم لانتفاء السبب.
وما كان لغير ذلك كثير ومنه قوله تعالى :
-( وقال موسى لأخيه هارونَ اخلُفني في قومي )سورةالأعراف:١٤٢
-(وقال الرسول ياربِّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا )سورة الفرقان:٣٠
-(قيل ادخلِ الجنةَ قال ياليتَ قومي يعلمون)سورةياسين:٢٦ِ
طبتم نفسًا وعلمًا، وطاب يومكم، وتحياتي للجميع
التعليقات مغلقة.