موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

وقفه مع رحلة الإسراء والمعراج

163

وقفه مع رحلة الإسراء والمعراج


بقلم / محمـــد الدكـــرورى

لقد مرت على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، فترة من حياته كان يعاني فيها بسبب رغبته في نشر دين الإسلام العديد من الشدائد والمحن، وكان صلوات الله عليه وسلامه صابراً كله ثقة بالله تبارك وتعالى، ومن هذه الفترات العام الذي يسمى بـ ” عام الحزن ” والذي فقد فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، عمه أبو طالب.

والذي كان له سند من قريش وأذاهم، فقد كانوا لا يريدون الدخول مع أبو طالب في صراعات، لكنه توفي فحزن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرا ، وتعرض للأذى من قريش بشكل كبير، وفي نفس العام إنتقلت إلى رحمة الله تعالى السيدة ” خديجة ” رضي الله عنها وأرضاها زوجة الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

والتي كانت تخفف عنه ما يلاقيه من أذى، مما جعل الرسول الكريم يحزن حزناً شديداً، وهنا قرر الخروج إلى منطقة الطائف حتى يحميه قائدها من ظلم قريش وأذاهم، لكنه رد الرسول ولم يجيب طلبه، وأخبر قريش عن هذا مما جعلهم يكيدون للرسول، هنا أراد الله سبحانه وتعالى أن يسري عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، بعد كل ما مر به من شدائد.

تُعتبر رحلة الإسراء والمعراج من أعجب وأغرب الرحلات التي قام بها البشر على الإطلاق، حيث تمثلّت هذه الرحلة بقدرة الله سبحانه وتعالى على الإسراء بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، من مكة الكرمة إلى المدينة المنورّة، وبعد ذلك عُرج به إلى السماوات العُلا، ثم رجع إلى بيت المقدس .

وتنتهي الرحلة بعودة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، إلى مكة المكرمة، وكان ذلك كلّه في فترة زمنية قصيرة تتحدد بجزء قليل من الليل، وبالتالي فقد كانت رحلة الإسراء والمعراج إحدى معجزات النبي محمد الكريم صلى الله عليه وسلم .

وبدأت عملية الإسراء، وهي الانتقال من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس بتوفير وسيلة الانتقال، وهي دابَّة ليست من دوابِّ الأرض اسمها البُرَاق ، وهي أكبر من الحمار وأصغر من البغل، والواقع أن الفرق ليس كبيرًا في الحجم بين الحمار والبغل، ومع ذلك ذكر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هذا التقدير ليؤَكد أنه يصف دابَّة معينة رآها وركبها .

وقد أرسل له الكريم سبحانه سيد الملائكة جبريل مع هذه الدابَّة العجيبة، ثم وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم سرعة الدابَّة الفائقة فوَضَّح أنها تضع قدمها عند منتهى بصرها ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هنا يصف السرعة الحقيقية للدابة، كما أنه يُمهِّد السامع نفسيا لاستيعاب رحلة الإسراء العجيبة إلى بيت المقدس ، خاصة أنها لم تكن رحلة مباشرة، إنما تَوَقَّف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة أماكن .

وانتهى الرسول صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام إلى بيت المقدس، فأحدث جبريل ثقبًا في الصخرة بإصبعه وربط بها البراق ، ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى وصلى فيه .

ومعجزة الإسراء والمعراج أثبتت للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ثقة أصحابه به وما يرويه لهم، وكان أكبر مصدقاً له هو سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، فقد أثبت أبو بكر هذا بأكثر من طريقة، وهذا عندما توجه له بعض من أهل مكة الذين إرتدوا عن الدين الإسلامي .

وقالوا له : يقول صاحبك محمد أنه ذهب إلى المسجد الأقصى، وإن أردنا نحن أن نذهب إلى هناك لكانت المسافة بيننا وبين هذا المسجد كبيرة جداً، فماذا تقول ؟ فرد عليهم أبو بكر الصديق قائلاً : أقال الرسول ذلك ؟ فردوا عليه : نعم، فرد عليهم : أشهد إن كان قال ذلك فأنا أصدقه، إنا نصدقه في أعظم من ذلك، نصدقه في خبر السماء يأتيه.

فالإسراء يعني ذهاب الله بعبده وحبيبه ورسوله النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بإيلياء ، مدينة القدس ، وذلك في جزء من الليل، ثم رجوعه في نفس اللية إلى فراشه، وأما المعراج فهو إصعاده صلى الله عليه وسلم ، من بيت المقدس إلى السموات السبع، وما فوق السموات السبع ، حيث فرضت حينها الصلوات الخمس، ثم عودته إلى بيت المقدس في جزء من الليل.

وتُعد ليلة الإسراء والمعراج أهم حدث إسلامي ومعجزة لابد أن يستوعبها كل قلب مؤمن، فالعديد من أصحاب الرسول صدقها ومن كان ضعيف الإيمان لم يستوعبها، والجدير بالذكر أن ليلة الإسراء والمعراج هى الليلة السابعة والعشرون من شهر رجب، وهذا رأى غير مؤكد من العلماء ، فهو رأى من آراء كثيره من موعد ووقت رحلة الإسراء والمعراج ، وهى تُعد من أعظم الليالي بالنسبة للنبي الكريم ولكل أمة المسلمين.

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثبت للمعاصرين له حقيقة الإسراء إلى بيت المقدس ، وذلك بما قدمه من أدلة مادية تُؤَكد صدق كلامه، فإن المعراج لا يمكن التصديق به إلا مع كامل الإيمان بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك مع كامل الإيمان بقدرة الجبار رب السموات والأرض ، ومن ثَم فلم تكن رحلة الإسراء والمعراج اختبارا لإيمان المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقط ، وإنما ما زال اختبارها قائما إلى يومنا هذا، بل إلى يوم القيامة.

وتُعد ليلة الإسراء والمعراج هى دليل قوي على ما يتمتع به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، من مكانة بين أهل الأرض والسماء، وقد قال الله سبحانه وتعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) سورة الاسراء .

وعندما رفع الله تبارك وتعالى الرسول إلى السبع سماوات رأى الكواكب، مما جعله يشعر بعبودية الله سبحانه وتعالى، وقد قام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، بالصلاة بالأنبياء جميعاً إماماً، وهذا دليل كبير وقاطع على أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم المرسلين والأنبياء، ورغم كل ما مر به الرسول الكريم إلا أنه كان متواضعاً دائماً.

ووصف لنا رسولنا الحبيب رحلة الإسراء إلى المسجد الأقصى، بأنها بدأت بركوبه دابة تسمى ” البراق ” ووصف لنا شكلها بأنها دابة لونها أبيض طويلة، ليست بحمار وليس أيضاً بغل، وركبها الرسول فطارت به حتى وصلت إلى المسجد الأقصى. وعندما نزل الرسول ربطها عند الباب الخاص بالمسجد، وقام بالصلاة فيه ركعتين، وبعد ذلك نزل عليه سيدنا ” جبريل ” عليه السلام وعرج بالرسول إلى السبع السماوات.

وبعد أن عرج سيدنا جبريل عليه السلام بخاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، إلى السماوات السبع، وعند وصولهم إلى السماء الأولى قام سيدنا جبريل بطرق الباب، فردت عليه الملائكة وقالت : من بالباب فأجابهم : جبريل عليه السلام، فسألوه : ومن الذي معك ؟، فرد عليهم : محمد. فسألوه : وهل أُرسل عليه ليأتي ؟، فرد عليهم : نعم، فردوا عليه : مرحباً بمحمد فنعم المجيئ جاء .

وفتحت أبواب السماء الأولى، وقد رأى سيدنا محمد في السماء الأولى نبي الله آدم عليه السلام، أما بالسماء الثانية فقد رأى الرسول أنبياء الله ” عيسى و يحيي ” عليهم السلام، وبالسماء الثالثة وجد ” سيدنا يوسف ” عليه السلام ، أما بالسماء الرابعة فوجد نبي الله ” إدريس ” عليه السلام، وفي الخامسة وجد نبي الله ” هارون ” عليه السلام، أما السماء السادسة فوجد بها سيدنا ” موسى ” عليه السلام .

وقد قال العلماء في هذا الأمر أن عندما رأى نبى الله موسى عليه السلام ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكى ، وذلك لأن عدد أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذين سوف يكونون في الجنة أكثر من أمة سيدنا موسى عليه السلام، وفي السماء الأخيرة رأى سيدنا محمد سيدنا ” إبراهيم ” عليه السلام .

وهذا لقاء كان ينتظره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففوق أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام خليل الرحمن، وفوق أنه صاحب الملَّة الحنيفية السمحة التي عبد العرب بها اللهَ تعالى فترة من الزمن قبل أن يحرفونها ، وفوق أنه أبو الأنبياء، فوق كل ذلك فهو جد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ورَحِمه الشريف التي يشتاق إليه وإلى وَصْلِه.

ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حفيد إبراهيم عليه الصلاة والسلام فإنه كان أشبه الناس به ، ويقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ” ولقد ظهرت كرامة النبي العظيم إبراهيم عليه الصلاة والسلام من أول لحظة ، حيث وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْنِدًا ظهره إلى البيت المعمور .

والبيت المعمور في السماء نظير الكعبة في الأرض ، ولأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد استنفد وسعه في بناء بيت الله في مكة فقد أكرمه الله بزيارة بيته في السماء ، وكما دعا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ربَّه أن يجعل أفئدة من الناس تهوي إلى البيت الحرام فقد أثلج الله صدره برؤية الملائكة تطوف حول البيت المعمور.

وبعد السلام المتبادل بين النبيين الكريمين وَجَّه إبراهيم عليه الصلاة والسلام التحية إلى أُمة الإسلام، وأسدى لها نصائح غالية، فقد روى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ” .

وأرض الجنة قيعان ، أي أنها أرض عديمة الشجر، وإن كانت طيبة التربة، وعذبة الماء ، وإنما تُزرع هذه الأرض الطيبة بالأعمال الصالحة للمؤمنين، ونصيحة إبراهيم عليه الصلاة والسلام للأُمة الإسلامية أن تَزرع أرضَ الجنة بالأشجار الكثيرة، وهذا أمر ميسور ، إذ إن هذه الزراعة تكون بالأذكار التي نصحنا بها النبي الكريم إبراهيم الخليل عليه السلام .

وهي أذكار التسبيح والحمد والتهليل والتكبير ، وقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ، إذ إن هذا وذاك من غراس الجنة، وقد أوصى إبراهيم عليه الصلاة والسلام بها جميعًا ، وبعد ذلك وصل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، إلى سدرة المنتهى، واقترب من البيت المعمور .

وفي هذه اللحظة أحضر له سيدنا جبريل عليه السلام وعاء من عسل ووعاء من خمر ووعاء من لبن ، فاختار النبي الكريم وعاء اللبن، فقال له سيدنا جبريل هى فطرة أمتك وفطرتك وهى فطرة الإسلام، وقد فُرض على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج الصلاة، وكان أول عددها هو خمسين صلاة، لكن سيدنا موسى عندما علم ذلك أشار للرسول الكريم أن أمة المسلمين لن تستطيع أن تصلي كل تلك الفروض .

وعند سدرة المنتهي وقد توقف سيدنا جبريل عليه السلام ، ولم يتقدم خطوة أخرى وطلب منه النبي أن يتقدم ولكنه قال له يا محمد هذا مقامي ولكل مقام معلوم، أنت لو تقدمت لاخترقت، وأنا لو تقدمت لاحترقت.

وتقدم النبي الكريم وفعلا كما قال سيدنا جبريل فقد اخترق ووصل إلى حضرة رب العزة سبحانه وتعالى ، ولكن ماذا حدث بين النبي وبين ربه ؟ وما هي الأشياء التي كلفه بها ؟ فقد كلف الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد بخمسين صلاة تؤديها أمته تقربا إلي الله سبحانه وتعالي وخففها الله سبحانه وتعالي بعد طلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

وذلك بعد أن استمع إلي نصيحة سيدنا موسي عليه السلام إلى خمس صلوات خمس في العمل وخمسين في الأجر ، فكان النبي الكريم يعود ويناجي ربه حتى يخففها إلى أن وصلت إلى الصلوات الخمس المفروضة علينا، لكن الله لم يعود في أجرها وظل أجر خمس صلوات يعادل أجر خمسين صلاة.

التعليقات مغلقة.