وكان أبوهما صالحا …
بقلم أشرف خاطر
هل سألت نفسك يوماً ، ماالذي أخذناه عن أبينا آدم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ؟
أخذنا عن أبينا آدم عليه السلام ، صفة النسيان ، والتي نفاها الله سبحانه عن نفسه ، فقال تعالى : ( وما كان ربك نسيّا ) مريم ٦٤
قال تعالى : ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسيّ ولَم نجد له عزماً ) طه ١١٥
حيث خاطبه رب الْعِزَّة وعهد إليه عهداً أن لا يأكل من الشجرة ، فَنَسِي ما أُمِر به ، وجرى عليه ماجرى وصار عبرة لذريته وصارت طبائعهم مثل طباعه ، نسي آدم فنسيت ذريته ، وخطيء فخطئوا ، وبادر بالتوبة فغفر الله له ، ومن يشابه أباه فما ظلم .
أخذنا عن أبينا آدم النسيان ، ولكن ما الذي نسيناه نحن كذرية آدم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ؟
نسينا أعظم ميثاق أخذه الله علينا ، أتعلمون ماهو ؟ قال تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألستُ بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنَّا كنّا عن هذا غافلين ، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنّا ذريّة من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المُبطلون ) الأعراف ١٧٢ /١٧٣
روى الامام أحمد والحاكم عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( أخذ الله الميثاق من ظهر آدم ، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذّرِّ ، ثم كلّمهم قِبَلاً ، قال : ألستُ بربكم ؟ قالوا بلى شهدنا ، أن تقولوا يوم القيامة إنَّا كنّا عن هذا غافلين ، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنّا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المُبطلون ) .
ومن الآيات في كتاب الله الدالة على النسيان من ذرية آدم عليه السلام ، قال تعالى : ( ومن الذين قالوا إنَّا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذُكِّرُوا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون ) المائدة ١٤
خاطب الله سبحانه وتعالى الملائكة فقال : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون ) البقرة ٣٠
يخاطب الله سبحانه وتعالى ، الروح المطمئنة : ( ياأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) الفجر ٢٨/٢٧
إنّ من أشراط الساعة موت الصالحين ، وهو مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشرّ منه )
قال تعالى : ( وليخش الذين لو تَرَكُوا من خلفهم ذُريّةً ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدا ) النساء ٩
ومن رحمة الله بالغلامين اليتيمين بسورة الكهف ، أن قيّض الله وَسَخَّر لهما نبيين كريمين يقطعان مسافات ليصلا الى قريتهم ويشيدوا جدارا ليحفظ كنزهما ، وهذا الحفظ سببه صلاح الأب ( وكان أبوهما صالحا )
قال تعالى : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كلُّ امريء بما كسب رهين ) الطور ٢١
قال عليه الصلاة والسلام : ( من أحبّ أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه . )
فاللهم احفظ أبناءنا واكتبنا من الصالحين ، آمين .
بقلمي : أشرف خاطر
التعليقات مغلقة.