ويا ويلها ذكرياتي …
شعر ريهان القمري
رجوتك يا حبرُ : فارقْ دواتي
فقد بات حرفي عليلََ اليقين ْ
ويا ويلها ذكرياتي فإني
ذبحتُ لها كلَّ فكرٍ رهين ْ
أراهنُ قلبي ويا كبريائي
تردَّى كسيراً أمام الحنينْ
خسرتُ رهاني وكم كنت أقوى
بقلبٍٍ رحيمٍ و عقلٍ فطينْ
وكم كان دوما كريما عزيزا
وكم كان دوما حكيما رزينْ
فصار بقيد الحرير أسيرا
كحبل وريدٍ يلفُّ الجنين ْ
أتاهُ اختناقا ،أتاهُ بموتٍ
كمقصلةٍ تحصدُ الياسمينْ
كمِطْرقةٍ تطرق القلبَ دوما
لتعصرَ منهُ دماء الوتينْ
كرهتُ التلاقي بأسرٍ وضعفٍ
فجرح الكرامةِ جرحٌ مهينْ
و يا ويلها ذكرياتي فإني
ذبحت لها كلَّ فكر رهينْ
وَأدْتُ بقلبي دمائي ، وصبري
يزيدُ اتهامي لها بالضنينْ
وَأَدْتُ لنفسي هواها بنفسي
لعل المواتَ يبيدُ الأنينْ
لعل الهروبَ يعودُ بنفعٍ
وتغربُ شمسٌ لذاك الجبينْ
فأنجو وقلبي سهام اشتياقٍ
وأهربُ منها لحصني الحصينْ
ويا ويلها ذكرياتي فإني
ذبحتُ لها كلَّ فكرٍ رهينْ
قديماً سويا ً خُلقنا و ذبنا
بماءٍ و طينٍ بنفس المَعينْ
و مرت سنونٌ مئاتٌ …مئاتٍ
رُزِقنا التشابه في كل حينْ
إذا يحتوينا ولو بعض وقتٍ
يكونُ اكتمالا بعمرِ السنينْ
وكيف اكتمالٌ يكون ونحن
نراه انتقاصا بدنيا و دينْ
ويا ويلها ذكرياتي فإني
ذبحت لها كلَّ فكر رهينْ
جلسنا سويا على شط نهر
فغنت قلوب الطيورِ حنينْ
كناري الصَّباحِ تغرِّدُ عنَّا
توزع حُباً على العالمين
يذوب الصباحُ على وجنتينا
نذوبُ به عند شوقٍ و لينْ
تقبل عيناك وهج عيوني
وتبحرُ فيها يسارا يمين
ويا ويلها ذكرياتي فإني
ذبحت بها كل فكر رهينْ
رجوتك يا حبر فارق دواتي
فشوقي إليه كقيد السجينْ
أريد التحررَ منه إليه
فكيف و رب السماء المُعينْ ؟!!
التعليقات مغلقة.