وَطَنِي الْغَرِيبُ بقلم مدحت رياض
دَرْوِيشُ حَارَتِنَا
يُفَسِّرُ كُلَّ أَحْلَامِ الْعَذَارَى
أَنَّهَا حَمْلٌ سِفَاح
بَلْ يَشْتَرِي مِنْ كُلِّ نَاصِيَةٍ
بِعُهْرِ كَلَامِهِ
طُطْرَ الصَّبَاح
دَرْوِيشُ حَارَتِنَا
يُعَرْبِدُ فِي الدُّرُوبِ
وَفِي الْبُيُوتِ
وَفِي الْمُحَرَّمِ وَالْمُبَاح
دَرْوِيشُ حَارَتِنَا يُلَمْلِمُ
كُلَّ أَكْوَابِ السَّكَارَى
ثُمَّ يَسْكُبُ فِي الْجِرَاح
فِي مَوْطِنِي
كُلُّ الْأُمُورِ غَرِيبَةٌ
وَلِكُلِّ دَرْوِيشٍ هَوَاه
فِي مَوْطِنِي
الْجَهْلُ لَيْسَ خَطِيئَةً
الْعِلْم يَرْزَحْ فِي بَرَاثِنِ
مَا نَرَاه
فِي مَوْطِنِي
لَوْنُ الْحَقِيقَةِ بَاهِتٌ
والصِّدقُ أَبْعَدُ مَا يَكُونُ
إلَى الْحَيَاة
فِي مَوْطِنِي فَشِلَ الطُّغَأة
مَرُّوا عَلَيْهِ جَمِيعُهُم
حَارُوا بِهِ وَبِأَرْضِهِ
وَبِشَعْبِهِ سِرُّ النَّجَأة
فِي مَوْطِنِي
بَاعَ الْجَمِيعُ دِمَاءَهُ
كَيْ يَشْتَرِي حَبَّاتِ رَمْلٍ
فِي ثَرَاه
لَكِنَّهُمْ بَخِلُوا بِدَمْعٍ للٍَذِي
مِنْ أَجْلِ أَنْ يَحْيَوا
تَبَرَّعَ بالْحَيَاة
بَخِلُوا عَلَيْهِ بِمَوْكِبٍ
فِي حَضْرَةِ الْمَوْتِ الْمُقَدَّسِ
وَالطَّرِيقِ بِمُنْتَهَاه
الْوَيْلُ لَيْسَ مِنَ الْعَدُوِّ
أَوْ الْوَبَاءِ أَوْ الطُّغَاة
جَهْلٌ تَوَطَّنَ فِي الْعُقًولِ
وَفِي الصُّدُورِ مِنَ الْجُنَاة
لَهَفِي عَلَيْكِ شَهِيدَتِي
ذَبَحُوكِ قَهْرًا فَوْقَ قَارِعَةِ
الْحَيَاة
لَيْتَ الْكَلَامَ يَكُونُ سَيْفًا
فِي الطَّرِيقِ إِلَى الشِّفَاه
التعليقات مغلقة.