وتحقق الحلم بقلم صبحي زردق
هو طالب ريفي مجتهد ، دخل كلية الحقوق بإحدى الجامعات المصرية ، تمنى فى نفسه أن يصبح استاذا جامعيا ذات يوم ، و بالفعل كان يحصل على تقدير امتياز كل عام ، حتى جاء عام التخرج ، فحصل على المركز الأول ليس على مستوى الكلية فحسب بل على مستوى الجمهورية جمعاء .. نشرت صورته في الجريدة الرسمية للبلاد.. اقترب الحلم من أن يتحقق ..
قدم مصوغات التعيين للحصول على وظيفة معيد بالكلية .. حلم حياته.. و لكن كالعادة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..
فقد قوبلت أوراقه بالرفض بالحجة الشهيرة .. القسم ليس في حاجة لمعيدين هذا العام … فنزل عليه هذا الرد كصخرة سقطت على رأسه فغارت به إلى سبع أراضين .. في لحظة واحدة تهشم حلم حياته و صار حطاما تذروه الرياح .. من يقف بجانب ذلك الطالب الفقير ، من ينتصر لصاحب الحق ، ليس لديه عم أو خال يشفع له ( واسطة) … فمن له الآن إلا الله .
ركب سيارة الأجرة عائدا إلى منزله في المحافظة المجاورة وجهه مسودا و هو كظيم ..
دخل منزله محطم النفس، خائب الرجاء ، منهك القوى ، جلس على أريكته المتهالكة … ليأتي الفرج بعد الضيق ، و الفرحة بعد الغم .. حدث شىء غريب .. هو في ذاته انتصار الله تعالى لعبده المظلوم ..
نظر عن يمينه فإذ بخبر منشور بالجريدة الرسمية للبلاد يقول : تطلب كلية الحقوق بجامعة ( كذا ) معيدين جدد .. كاد لا يصدق الخبر .. تجدد مع الخبر حلم حياته و أمله القديم .. قفز على الفور من فوق أريكته ، دون طعام و لا شراب ، بنفس ملابسه التى جاء بها ، ذاهبا إلى تقديم أوراقه إلى الجامعة صاحبة الخبر ، و التى لم يدرس بها ليوم واحد .. و حدثت المعجزة ..
قوبلت أوراقه بكل ترحاب و كل تقدير … و اصبح الحلم حقيقة بعدما طوقت حبال اليأس عنقه ، و كاد ينطفىء في قلبه قنديل الرجاء ..
أخيرا تم تعينه معيدا بالكلية التى لم يدرس بها .. ثم تم ارسالة في بعثة إلى فرنسا ليحصل على الماجستير من هناك ، ثم تدرج في ترقياته حتى أصبح الطالب الفقير استاذا جامعيا ذو هيبة وكلمة بين أساتذة الكلية من زملائه ، يشار إليه بالبنان ، يدرس مادة القانون الدولي .. و يقدره الناس من أهل قريته أيما تقدير .
حقا من كان الله معه فمن عليه .. و لكل مجتهد نصيب .
………………………..
القصة حقيقية .. بقلم د. صبحي زردق ٢٠٢١
التعليقات مغلقة.