وذهبت إليها أطلبها
بقلم وائل هيبة
وذهبتُ إليها أطلبها
من وطنٍ مخفي الأسرارْ
وطنٌ محفوفٌ بالأسوارْ
واسعةٌ كلُ شوارعهِ
ترتعدُ جميع مبانيهْ
فالدار تخاصم فيه الدارْ
والجار غريبٌ عنه الجارْ
يصحبني منذُ بدايتهِ
أحدٌ من بعضِ رجال الأمنْ
من بعد محادثةٍ صغرى
من عبر جهاز الإنتركمْ
ودخلت دياراً فارهةً
لكن يكسو الجدرانَ الهمْ
ورأيتُ حبيبةَ أحلامي
وجوار الحبِ رأيت الامْ
فرميتُ سلاماً في خجلٍ
قالتْ قم قَبّلْ أمي قمْ
وأبوها يجلس منشغلاً
سَلّمَ وأستأذنَ لم يهتمْ
ما هذا تلك بدايتنا ؟!
فشعرت بضيقٍ لم أخفيهْ
قالت والدةُ جميلتنا
كلماتٍ من لغةٍ أخرى
لم أدرك ماذا قد تعنيهْ
فرددتُ كأني أفهمها
ميرسي ميرسي
وبدأتُ حديثاً عن نفسي
عن قِيَمِ الأسرةِ والأجدادْ
عن زمنِ النخوةِ في وطني
أتمنى لو يوماً قد عادْ
عن جدي
عن أمي
عن أهلي
عن بعض كفاحي
عن جهدي
كي أكسر عن كفي الأصفادْ
وختمتُ حديثي في أدبٍ
أنهيتُ كلامي يا أمي
قالت في مللٍ
يا أمي ؟
أوكي اوكي
أنا لا يعنيني في شئٍ
ما قد تحكيهْ
يسعدني جدا يسعدني
هو أنك شاعرْ
وبأن ابنتنا يغمرها
طوفانُ مشاعرْ
وطويلُ القامةِ مبتسمٌ
وتمارس بعض رياضاتٍ
وذكيٌ ماهرْ
وابنتنا ايضاً رائعةٌ
هي ترقص في فن الباليهْ
فسألتُ بعجبٍ معذرةً
والرجل الراقصُ يحملها
وسيلمس كل مفاتنها؟!
كيف أسميه ؟!
قالت في صوتٍ مخفيٍ
رجلٌ رجعي
ماذا يا أمي ؟
ثانية أمي !
معذرةً نرجع للباليهْ
قالت مكملةً ترمقني
لا يوجد مثل كريمتنا
أحدٌ قد فاز
ستفوزُ كثيراً وكثيراً
وتصفق أنت لذا الإنجاز
وأنا سأصفق ؟!
يا ويح حفيدك يا جدي
أحرق عزته جركن جاز
بالله انتقلي لجديدِ
غير الجمباز
جاهلْ !
لا يدري ما الباليه
وما الجمباز
ماذا يا أمي
أمي ثالثةً ؟!
أعصابي احترقت يا ويحي
دعني أشعلها سيجاراً
هو نفس النوعِ أدخنهُ
تهواه حبيبتك الصغرى
تهواه حبيبة أحلامي
ذاك السيجار ؟!
لا بل تعشقهُ كل العشقْ
وبأول خيط من دُخّانِ سجائرها
قد ذبت لأهربَ كالجني إلى الخارجْ
وأنا أطعنها عاطفتي
كالثورِ الهائجْ
وأهنئُ نفسي في فَرَحٍ
قد فاز الشاعرْ
أنقذهُ من تلك البلوى
دُخّانُ سجائرْ
التعليقات مغلقة.