و عاد بنو صهيون بالغرض الأسمى..بقلم مدحت الجابوصي
وعادَ بنو صُهيونَ بالغرضِ الأسمى
بقلم الشاعر مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
وداعاً لأيامِ الصبابةِ والهوى….ووجدٍ وشوقٍ كم أحلَّ بنا هَمَّا
ألا أبلغوا عني سُليمى بأنني…..سلوتُ بذي الأيامِ عَمْداً هوى سلمى
فلم تُوفِ بالعهدِ الذي قطعتْ لنا…..وأبدتْ لها عُذراً وكم أكثرتْ لوما
وعودٌ لها مثلَ السرابِ لناظرٍ…..وجدتُ بها قلبي كثيراً جنى هَمَّا
سأمتُ لها عُذراً كثيراً ورابني…..تعَمُّدُ إصرارٍ ووصلٌ بدا صَرما
تجاهَلَ من أهوى فؤادي ووجدَهُ…..أيرجو بهذا الحينِ قلباً لنا أدمى
وما كنتُ مخلافَ الوعودِ وإنما……وجدتُ حبيبَ القلبِ هدَّ لنا عزما
رأيتُ بني الغربِ القريبِ تقاتلوا…..وكلَّ حصونِ العُرْبِ راموا لها هدما
تفانوا بحربٍ ما علمنا لها مدى…..دعاهم لها حرصٌ شديدٌ وكم أعمى
ولو حكَّموا تلكَ العقولَ لأبصروا……ورُدُّوا إلى الحُسنى وما اقترفوا إثما
ألا لاجزى اللهُ الحروبَ ولاجزى…..رجالاً أثاروا الحربَ في أرضِنا نُعمَى
ألا ليتَ شعري مَن تأذَّى بنارِهَا….. ومَن ذلكَ الباغي ومَنْ ألَّبَ القوما
حُرُوبٌ وكم طاحتْ بخلقٍ كثيرةٍ….. وما حكَّمُوا عقلاً سديداً ولا فهما
ولم يقبلوا رأيَ الحزامةِ وارتضَوا….. مقالةَ موقٍ لم تُبَقِّ لهم حزما
وما حالُ أرضِ الشامِ منكم بعيدةً….. وهذا العراقُ اليومَ أنعي لهُ محمَى
تمزَّقَتِ البلدانُ وانحلَّ عقدُها…… وعادَ بنو صُهيونَ بالغرضِ الأسمى
وراحوا بآمالٍ وراموا بلوغَهَا….. وفي كلِّ حينٍ كم أصابوا لنا مرمَى
وعاثوا بأرضِ القُدسِ لو نالوا فرصةً…..أداروا إلى مصرَ الجسورِ لهم سهما
التعليقات مغلقة.