ولا تقربا هذه الشجرة
بقلم د.أحمد دبيان
ولأن المعرفة رغبة ، والرغبة غريزة ، والغرائز كما هى آليات لترسيخ البقاء قد تكون هاوية السقوط .
فى العام الأخير فجعنا بمقدم حالتين ، لأطفال يعبرون مرحلة الطفولة نحو البلوغ ، والإثنان يبلغان من العمر ثلاثة عشر عاماً .
كان العرض الأساسى للحالتين والذى جعل الخدمات الإسعافية تأتى بهما الى المستشفى هو توقف كامل لعضلة القلب ، مع وجود عبوة فارغة لغاز البيوتان
Butane Gas
والمستخدم لملئ الولاعات .
كان هذا العرض غريباً ، واستخدام المواد الإستنشاقية كوسيلة انتشاء وفى هذه الفئة العمرية مفاجئاً ، لنكتشف وبالبحث ملاحظة ازدياد تعاطى هذه المواد الإستنشاقية كمواد رخيصة موجودة على الأغلب فى معظم المنازل فى هذه الفئات العمرية.
غاز البيوتان غاز قاتل ، والوفاة قد تحدث فى خلال دقائق من الإستنشاق .
وعكس باقى تسممات الغازات مثل أول أوكسيد الكربون ، والمتسبب فى وفيات ليالى الشتاء واشعال الفحم فى غرف مغلقة ، والمؤدي لغيبوبة ثم وفاة بسبب عوز الخلايا للأكسيجين حيث يحتل جزئ الهمجلوبين متنافساً مع الأكسيجين .
يؤدى غاز البيوتان وخلال دقائق لرجاف بطينى يعزوه البحث العلمى لاندفاع مغرق لهرمون الأدرينالين ، مع تنافس للأكسيجين فى الحويصلات الهوائية مؤديا لافتقار أوكسيجينى فى الدم ، ومشكلاً متلازمة جديدة فى الطب وهى
Sudden Sniffing Death Syndrome.
او
متلازمة الموت الفجائي المصاحب للشم.
لا توجد تحليلات مساندة يعتد بها تدعم التشخيص والذى يحتاج لمعامل شك عالٍ من الطبيب المعالج والذى قد يلاحظ آثار إلتهابات أو حروق حول الانف جراء الغاز المندفع فى درجة حرارة متدنية ، والذى يستخدم المتعاطى خرقة صغيرة مشبعة بالغاز ليصل لحالة الإنتشاء.
العلاج وللأسف هو علاج داعم لأجهزة الجسم حيث لا يوجد ترياق للغاز حال رجوع القلب للنبض مرة أخرى مع توصية لعدم استخدام الأدرينالين فى عملية الإنعاش القلبى الرئوى حيث ان اندفاعه الفجائي بالأساس هو مسبب الإرتجاف البطينى وتوقف القلب .
التعاطى المزمن للغازات الطيارة قد يتسبب فى تليف الرئة مع انكماش فى نسيج المخ
ولوكيميا فى بعض الحالات .
وختاماً تم رصد ازدياد فى نسب تعاطى هذه الغازات الطيارة فى هذه الفئة العمرية ما يجعلنا ندق نواقيس انذار للهيئات الصحية والمجتمعية ، للعمل على نشر الوعى بين الأهالى وملاحظة أى تغيير سيكولوجي او سلوكى للأطفال فى هذه المراحل العمرية .
التعليقات مغلقة.