ياأكرمَ الخلقِ في وصفٍ وفي شيمِ… شعر مدحت الجابوصي
ياأكرمَ الخلقِ في وصفٍ وفي شيمِ…
شعر مدحت الجابوصي
ياسيِّدَ الناسِ من عُربٍ ومن عجمِ…….ياأكرمَ الخلقِ في وصفٍ وفي شيمِ
لمَّا مَدَحْتُ رسولَ اللهِ مُجتهداً……زِينَ القصيدُ وزينَ بمدحِهِ
كَلِمِي
ذاكَ البشيرُ وهادِي الناسِ كلِّهِمِ….ومُنصفُ الخلقِ من شِركٍ ومن ظُلَمِ
وقد حباهُ إلهُ الناسِ نافلةً…..تهدي العبادَ إلى التوحيدِ والكرمِ
هذا الكتابُ كلامُ اللهِ أنزلَهُ…..فيهِ المواعظُ والتفصيلُ للأُمَمِ
وكلُّ هديِ رسولِ اللهِ مرجِعُهُ……وحيٌ من اللهِ أو دربٌ من الحِكَمِ
فلا تدعهُ ومسِّكْ ما بقيتَ بهِ…….تنلِ السلامةَ والتوفيقَ للقِمَمِ
قد كانَ أوفى بنى حوَّاءَ قاطبةً……وأصدقَ الناسِ في حِلٍّ وفي حرمِ
وأطهرَ الخلقِ ما شانتْ لهُ خُلُقٌ……وأخلصَ الناسِ في فعلٍ وفي كَلِمِ
أسمتهُ مكةُ قبلَ البعثِ مُؤتمَناً……وعاشَ فيها أمينَ السهلِ والعلمِ
وقد اصطفاهُ إلهي ثمَّ خلَّصَهُ……من كلِّ حظٍّ للشيطانِ في الأُمَمِ
وقامَ يدعو عبادَ اللهِ مُبتدئاً……بصحبِهِ الغُرِّ أهلِ العزمِ والهِمَمِ
السابقينَ إلى الإسلامِ كم لهُمُ……فضلٌ على الناسِ من عُربٍ ومن عجَمِ
الناصرينَ رسولَ اللهِ ما لهُمُ……تلقى مثيلاً في الأحياءِ والرمَمِ
باعوا النفوسَ لأجلِ اللهِ والتزموا……شرعَ الإلهِ وهديِ السيدِ العلمِ
وايمُنُ اللهِ فازوا والورى سبقوا……فاذكرْ مناقبَهم واشكرْ لهم قلمي
لذاكَ كانَ لزاماً بُغضُ شانئِهِم……ولعنُ لاعنِهِم من زمرةِ النَّعَمِ
والحمدُ للهِ أنَّ اللهَ أكرمني……وأهلَ مصرَ بحبِّ الصحبِ ذي القيمِ
فمصرُ أرضُ يقينٍ راسخٍ أبداً…… إنْ غرَّ من جهلوا شيءٌ من التُّهَمِ
وقامَ يدعو رسولُ اللهِ عصبتَهُ….. الأقربينَ وذا وُدٍّ وذا رحمِ
فقامَ أقربُهُم نسباً أبو لهبٍ……عمُّ الرسولِ إليهِ جدَّ مُتَّهِمِ
كم يرفعُ الناسُ إنساناً ويخفضُهُ……عمٌّ لهُ بلسانٍ كاذبٍ أثِمِ
فكانَ ردُّ رسولِ اللهِ صاعقةً……تبَّتْ يداكَ وذي أقوى من الحِمَمِ
وقامَ بو جهلٍ في الأرضِ مُجتهداً…….يؤذي الرسولَ ويؤذي كلَّ ذي سلَمِ
يشاءُ ربُّكَ والرحمنُ مُقتدرٌ…….أنْ يعلوَ الحقُّ للتمثالِ والصنمِ
ويُدمَغُ الشركُ في بدرٍ . وفي أُحُدٍ……يُعصَى الرسولُ وذا درسٌ إلى الأُمَمِ
أصلُ النجاحِ وئامٌ معْ مُتابعةٍ……والخُلْفُ يدعو إلى الخذلانِ والنِقَمِ
يُؤلبُ الشركُ للمعصومِ جمعَهُمُ…….ويرجعُ الشركُ والأحزابُ بالغُمَمِ
ويُعقَدُ الصلحُ والأصحابُ غاضبةٌ…….من البنودِ وربُّ الناسِ ذو حِكَمِ
ويتبعُ الصحبُ للمبعوثِ سيِّدِهِم……وينقضُ الصلحَ أهلُ الشركِ في الظُّلَمِ
ويأتي أحمدُ والأصحابُ تابعةٌ……لنصرةِ الحقِّ في حالٍ من الألمِ
ويفتحُ اللهُ للمختارِ أحمدِنا……فتحاً يفيضُ على الإسلامِ بالنعمِ
فتحاً مُبيناً والإسلامُ مُنتشرٌ…….بحدةِ السيفِ أو بالعلمِ والقلم
أو بالمكارمِ والمختارُ رائدُهاِ …… فالزمْ لغرسِ رسولِ اللهِ في الأُمَمِ
ماتَ الرسولُ فردَّتْ زمرةٌ مرقتْ…..عن الشريعةِ والإيمانِ والقيمِ
فحاربَ الصحبُ من للشركِ قد رجعوا……وثبَّتَ السلمَ والكفرانُ لم يدُمِ
ماتَ الرفيقُ وأوصى بعده عمراً…..أن يحملَ الأمرَ والفاروقُ لم يهِمِ
فقامَ فيها أبو حفصٍ وسيرتُهُ……تُغني عن النظمِ والأشعارِ والكلِمِ
فماتَ بعدُ شهيداً ثم تابعَهُ……عثمانُ لمَّا اختارَ الصحبُ للأُمَمِ
وسارَ فيها بأمرِ اللهِ مُحتسباً……فيثأرُ الشرُّ من عُثمانَ ذي الكرمِ
فقامَ بعدُ أبو الحسنينِ حيدرةٌ…….خيرَ القيامِ وباءَ اللدُّ بالندمِ
تأتي البغاةُ فتهرقُ دمَّهُ هدراً…….ويملأُ الأُفْقَ حزنٌ جدُّ مُحتكمِ
ويحقنُ الدمَّ سبطٌ سيدٌ فطنٌ……ابنُ البتولِ عظيمُ الفضلِ والأَمَمِ
نظم/
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.