يا بائع الأزهار…
توفيق بن السنوسي الحمزاوي
يا بائع الأزهار
يَا بَائع الْأَزْهَار أَيْن وُرُودِي
مُنْذُ الصَّبَاحِ وَفِي يَدَيَّ نُقُودِي
بِالْأَمْسِ قُلْتُ لَهَا سَأُحْضِرُ بَاقَةً
وَالْيَوْمَ يَنْتَظِرُ الْجَمَالُ وُعُودِي
يا بائع الأزهار يا أغلى فتى
ارْحَمْ ندائي صَرخَتِي ونشيدي
فحبيبتي تَهْوَى زُّهُورَ بلادنا
لجَمَالهَا وحيائها الْمَعْهُود
5 أَحْلَى مِنْ الْحُبِّ الْبَرِيء لِقَاؤُنَا
سَيَكُونُ أَحلَى مِنْ ثياب الْعِيدِ
كل الزُّهُورَ تَمُوتُ بَعْدَ قِطَافِهَا
إلَّا زُهُورُ الْحُبِّ بِالتَّأْكِيدِ
سَتَظَلُّ خالدة بذاكرة الْهوى
و بِفَرْحَتِي وَبِقصتي وَقَصِيدِي
يَا بَائع الْورد الجميل لقد نَشَأْتُ
بحبها وحنانها الموعود
عَجِّلْ وَلَا تَتْرُكْ فُؤَادِي حَائِرًا
وَاسْأَلْ هواء الغاب عَنْ تَغْرِيدِي
10 هاقد وَصَلْتُ إلى المسارح طائرا
قلبي وحيدا مثل قلب البِيدِ
وَالرِّيحُ تلمسني تقبل وردتي
وَالْبَحْر يَسْأَلُنِي عَنْ التَّجْدِيدِ
والشَّمْس غَابَتْ والنجوم تَساءلت
أَيْن الَّتِي خَرَجَتْ عَنِ الْمَعْهُودِ؟
هَاتَفْتُهَا عُودِي إلَيَّ حبيبتي
هَيَّا اسْرِعِي لِحَبِيبَ قَلْبِكِ عُودِي
فتَجَمَّلت وَتَعَطَّرت وَتَبَخْتَرَتْ
كَانت مَعِي بِتَمَرُّدِي وَصُمُودِي
15جَاءَت وَفِي يَدِهَا الْجَمِيلَة قهوتي
وَضَعَتْ كِتَاب الْحُبِّ بَيْن وُرُودِي
مسكت يدي وكأن شيئا هزني
وضعت جميع حنانها بخدودي
هَيَّا إلَى الغاب الْبَعِيد لننتشي
بِالْعشب بالْإِكْلِيل بالتَّغْرِيد
وَاتْرُكْ لِغَيْرِكَ مَا لِغَيْرِكَ وَاصْطَحِبْ
خِلَّا يَلِيقُ بحسنك الْمَنشود
اصْعَدْ إلَى الْأَعْلَى وَلَا تَذْهَبْ إلَى
أَرْض الدُّخَانِ كَمَا يَقُولُ جُدُودِي
20 فَبِهَا الظلام يَحوم فَوْق دِيَارِنَا
وَالنَّاس تَسلخ بَعْضهَا في الْعِيد
وَالْحُبُّ بَاع حَيَاءه وَجَمَالَهُ
لاَشَيْء يُسْعِفُهُ مِن التَّبْدِيدِ
هذي الثُّغُورِ تُعِيد نَفْس كَلَامِهَا
مَلَّتْ مَلَابِسُنَا مِنْ التَّرْدِيدِ
يَا بَائع الْأَزْهَار كيف حَيَاتُنَا
لَبِسْتْ ثِيَابَ الْنوم وَالتَّسْهِيدِ
هَذِي الْحَيَاةُ هَدِيَّة مِنْ رَبِّنَا
تَهْوَى التَّحَرُّك دُونَ أيِّ قُيُودِ
25 تَهْوَى التَّأَمُّلَ والتَّحَرُّرَ وَالْهَوَى
تَهْوَى الْجَمَالَ وروعة التَّجْدِيد
هَذِي الْحَيَاة بِلَا هَوَى لَيْسَتْ حَيَا
لاَشَيْء فِيهَا دُونَ أيِّ وُجُودِ
يَا بَائع الْأَزْهَار إن قُلُوبِنَا
تَحْتَاج بَعْضَ الْود وَالتَّأييد
توفيق بن السنوسي الحمزاوي
التعليقات مغلقة.