يا جار الروح بقلم فادية حسون
ولا زلتَ يا جار الروح … عبقا يحتكر مياسم الياسمين … وحكايةً تُروى على لسان الجدّات الحكيمات .. وإصغاءً مطلقا من أحفاد تدور في مخيلاتهم الصغيرة تفاصيلك الخلبية كبطل أسطوري … أنت الصياد البطل الذي أنقذ ليلى من براثن ذئب شرس كاد يُجْهز عليها … والأمير الذي راقص ساندريلا في تلك الليلة الجميلة ثم أصرّ على الزواج بصاحبة الحذاء المخلوع عند عتبة قصره المنيف … أنت ملامح الثقة المنقوشة على وجه شهرزاد وهي تروي حكاية آخر الليل الشيقة للأمير المتأهب لبتر رأسها بمقصلة غروره ونرجسيته … لكنه يُحجم مبتسما في النهاية لتطول سلسلة الحكايات لألف ليلة وليلة ….وتنجو الأميرة الذكية … ولا تنتهي الحكايات …أنت البريق الذي ألحظه في ملامح العابرين إلى النور … وقصيدة عشق مسطّرة في كتب الشعر العريق … وأنشودة تفور فوق ثغور جوقات الأطفال العائدين مساء من مدارسهم … أنت نهرٌ من الغزل انتظمت على ضفتيه شجيراتُ عشقٍ تترنّم راقصة على أنغام خريره الآسر الأخاذ … أنت كل أشيائي الجميلات …أنت قبس من عالم الروح لا يعرف الذبول .. وشمس تتباهى بجدائلها التي لا تعرف الأفول … أنت ببساطة .. رجل لا تغيب ملامحه في كل الفصول …
التعليقات مغلقة.