يا خليل الروح ! بقلم غريتا بربارة
تمرُّ الأيام ونحن نعانق لياليها
بأحلامنا، بِغصّات مُؤلمة أحياناً
أو بِتنهيدات تخرج من أعماقنا
دامية أو مُعافية..
هكذا نُطوِّق أعناق السهر
مع حُلُمٍ يسرُّ القلب وتروق له
النفس فنتوقف على عتبة فجوات
النور نستمدُّ منها أملاً من بقاءٍ واستمرار نتمناهم عند إطلالة الصباح..
أمًا أنت يا خليل الروح
اتخذتُك روحاً تُمثِّلُ كُلَّ جماليات
الكون .
شعرتُ بِأنفاسك تغمر واقعي
نور عينيك يخرق صدري
ويُحيطُ بِ جوارحي
قلبُك كأنّه أنامل العُمر تُلامسُ
روحي وتسري مع دمائي!
عندما عانَقَتني روحك
جعلتَ قلبي مذبحاً طاهراً
وانفتحتْ أمامي أبواب
الفردوس .. وكان خيالك
يراقص جمالي!
اختفت مدامعي
تلألأت ذهبيات الحُبّ في عيني
أعادني عِناق الشوق
الى تلك الجنة بِحنوِّك
واستسلامي!
يا ايها السجين الطليق في أنحاء
روحي
يا شاعري يا خليل روحي وقلبي
أراك بين الحقيقة والخيال
تُجسِّد واقعاً في خيالي،،
وخيالاً بِهيئة واقعٍ مُستترٍ
بِهيبةِ المسافات!
الآن تُمزِّق الحقيقة غِشاء دمعي
لكن الخريف والشتاء يُعيدان الدفئ
الى نظري !
الربيع والصيف موعد لقائي مع
شُعاع ذاتي !
فهل سيكون لنا لقاء؟
وهل ستُعانقُني يا كُلَّ فصول
طبيعتي؟
حتى الزهرة التي تنعم
بِدفئ يدي نظرتْ الى عيوني
من أنعامها الندية ،
قالت لي وهي تذرفُ
قطرات الندى دمعاً فوق مسامي :
لا تيأسي طالما السماء
تُبلٍّل أوردتي بنقاء الندى الليلي!
طالماالشمس تتنفس نورها من خلايا وجودية النور العُلوي ! ،، طالما الأرض يغمرها التُراب الحي ،، طالما انا بين يديك تعتني بِعروقي !
لكن إنْ جاء الإنسان وقطف عنقي
وباع حُسني وعِطري ستذبل
أوراقي وتموت امنياتي !
مالتْ الزهرة عُنقَها نحو نور الشمس
تستمدُّ منه الحياة !
والرجاء من نبع حناني !
أما أنا عُدتُ الى قصاصة اوراقي
ومن فضلات حِبري في قلمي قبل أن يجفَّ جسد كتابي ناديتُ
زمناً كان وما يزال في عُمر العُمر … زماني !
يا خليل الروح!
كم اشتاقُ أن أقرأ كتاباً جديداً
مُفعماً بِذوقِ وفِكرِ الزمن الجميل
أنت وانا غُرباء في عالمٍ
أصبح الشِعر والأدب مادةً
تتناقلها الأيدي ولا تعلم بها النفوس ولا العقول !!
يا خليل القلب والروح !
عاشقة أنا لِسرِّ الخلود
هائمة أنا في عقودٍ وكُتُبٍ
أثقَلَتها أعوام العِلم ورصدَت
أعوامَ خطوطها فلسفة
الأدباء والمفكرين !
فيا شعراء تلك السنين
هنيئاً لكم
تركتم بصمة لا تُمحى !
أرواحكم ما تزال تُنعشُ الفِكر الحديث !!
سأعود الآن أعانق الأحلام في
ليالي الإنتظار
لك مني يا خليل القلب
أجمل سلام من روح تُقدِّسُها
بسمة الزمن والأقدار !!!
بقلم: غريتا بربارة
التعليقات مغلقة.