يا رئتي بقلم : محمد أبو النصر
صلى عليكَ إلهُ الكونِ يا رئتي
ويا حَياتي وشُرياني وأَوردتي
..
ويا إمامي و يا عِزِّي و مفْخَرتي
ويا ضياءً سَرى في كلِّ ناحيةِ
..
اختاركَ اللهُ في العلياءِ خاتَمهمْ
و إن آدمَ لم يبزُغْ إلى سَعةِ
..
ما كنتَ إلا رسولاً قبله رُسلٌ
لكنكَ المصطفى تسمو على حِدَةِ
..
قال الأمينُ لكم” إقرأْ” فقلتَ لهُ:
لا أعرفُ الأمرَ فانحازتْ لمعجزةِ
..
فدَتْكَ رُوحي وآبائي وعائلتي
إذْ قيلَ عِرضُ النبِي قد نِيلَ من بَهِتِ
..
أو أنّ قِزْمًا غشومًا طال حضرتَكمْ
لا دمعَ يرقَأُ أو فكْرًا من العَنَتِ
..
من ذا يُضاهيكَ خيرَ الرسْلِ في خُلُقٍ
وفي جلالٍ وفي حِلمٍ وفي صِفةِ
..
مَن قَمَّ بيتًا وضرع الشاةِ يحلبُه؟
من رقَّعَ الثوبَ فاسمعْ قولَ عائشةِ
..
مَن كان يَسبِقها يومًا فتسْبقُه
“هذي بِتِلكَ” – لعَمري- عينُ مَكرُمةِ
..
أمّا خديجةُ أُولى الحُبِّ يا عبَقًا
من الأصالةِ والإيثارِ والسِّطَةِ
..
بالمالِ والنفسِ آسَتْهُ بلا مللٍ
بنتُ الأُرومةِ صدقُ القولِ والعِدةِ
..
الروحُ فاضتْ إلى الباري وودّعها
والحزنُ عمَّ فكانت رحلةُ الصلةِ
..
أُسريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ
وعُدتَ تَسْرُدُ علمَ الغيبِ في ثقةِ
..
يا أكرمَ الناسِ في حِلٍّ وفي حَرمٍ
كالغيثِ يهطلُ في بدوٍ و حاضرةِ
..
ما قلتَ ” لا “يومًا إلا في تَشهُّدكمْ
فالكَفُّ ناديةٌ والفضلُ في سِعةِ
..
آذوْك في جسدٍ قد سال منك دمًا
وكنتَ كالطودِ في علياءِ منزلةِ
..
وَصَلْتَ مَن قطَعوا عفوتَ عن شَممٍ
كنتَ المعين لهم في كلِّ نائبةِ
..
أنتَ العظيمُ فلا كِسرى يماثِلُكم
كلا ! وتيجانُه العُظمي لكمْ رَسَتِ
..
وما هِرَقلُ وقد دالتْ مَمالكهُ
وعمّها عدلُكمْ تَبٍّا لمُفْتَئِتِ
..
من لي بمثلِكَ أَوْلَى العلمَ منزلةً
لنعمرَ الكونَ في طبٍ وهندسةِ
..
رَبّيْتَ شُمًّا على الأخلاقِ ما برحتْ
تعطرُ الكونَ في بِضْعٍ من المئةِ
..
وازدانتِ الأرضُ بالأطهار فازدهرت
في دوحةِ الصدقِ والإحسانِ والمِقَةِ
..
يا رحمةَ اللهِ أُرسلتمْ لعالَمنَا
فالظلمُ ولّى وعدلُ اللهِ لم يَمُتِ
..
أنتَ الشفيعُ لنا والخلقُ قد هَرَعوا
أنت المُرجَّى إذا ما الأنبيا جَثَتِ
..
ياربّ بلغْ حبيبي كلَّ زاكيةٍ
ماكبَّرَ الناسُ طُرًّا فوقَ مئذنةِ
..
سلِّمْ إلهي علىَ خيرِ الورى أبدًا
ما غرّدَ الطيرُ يشدو عذبَ قافيةِ
التعليقات مغلقة.