يحكى أن … بقلم مدحت رحال
يحكى أن صيادا في زمن كسرى أبرويز ملك الفرس اصطاد سمكة نادرة .
قال في نفسه لأذهبن بها إلى الملك عسى أن يجزل لي العطاء .
سر الملك بالسمكة سرورا كثيرا وأمر خازنه أن يدفع للصياد ألف دينار .
أخذها الصياد وانصرف .
وكانت زوجة الملك حاضرة ، فقالت له :
أتعطيه ألف دينار في سمكة ؟
كان يكفيه ويرضيه مائة دينار .
قال لها : قد كان ذلك ولا مجال للتراجع .
فقالت : أنا أحتال لك في ذلك .
أدع الصياد واسأله عن السمكة هل هي ذكر أم أنثى ؟
فإن قال ذكر فقل له ائتني بأنثاه ،
وإن قال أنثى فقل له ائتني بذكرها .
استدعى الملك الصياد قبل أن يغادر القصر وسأله :
هل هذه السمكة ذكر أم أنثى ؟
فقال الصياد هي خنثى أيها الملك .
فقال الملك : زه زه ( بمعنى بخ بخ عندنا )
أعطوه ثلاثة ألفا أخرى .
أخذ الصياد المال وهم لينصرف فسقط منه دينار ،
فانحنى على الأرض ليلتقطه .
غضب الملك وقال له : أخذت ألفي دينار ولم تخرج نفسك عن دينار سقط على الارض ؟
فقال الصياد : ليس ضنا بالدينار أيها الملك .
ولكن صورة الملك على وجه من الدينار ،
وعلى الوجه الآخر اسمه ،
فالتقطتُه خشية أن يأتي من يطأ على الدينار بقدمه وهو لا يدري .
فقال الملك أعطوه ألفا أخرى ،
وأمر من ينادى في البلاد :
لا يسمعن أحد لمشورة النساء فإنها مجلبة للبلاء .
تعقيب :
قال أجدادنا قديما :
شاوروهن وخالفوهن
التعليقات مغلقة.