يكفيه مافيهِ بقلم الشاعر / محمد عبدالرحمن كفرجومي
١-لا تطرُقِ البابَ إنَّ الطرقَ يوجعُهُ
يكْفيهِ مافيهِ من حزنٍ يُلَفِّعُهُ..
.
٢-لو مقلتانِ له؛ بالدمع مابخلت
عيناهُ بلْ هَطلت كالْغَيْثِ أدمُعُهُ..
.
٣-لو كانَ يَقدِرُ نُطقًا قالَ في ألَمٍ:
شَوْقي إلى الْأهْلِ لا نِسْيانَ يَردَعُهُ..
.
٤-لو كان يقدر حَكْيًا للأنامِ حَكى
عمّا بِهِ مِنْ جِراحاتٍ تُلوِّعُهُ..
.
٥-لًكِنَّهُ حابِسٌ لِلْقَهْرِ مُحتَسِبًا
وتَكْتَوي – صابرًا – بِالشَّوْقِ أضْلُعُهُ..
.
٦-لعلَّ أهْليهِ مِنْ بعدِ الْفِراقِ غَدَوْا
يَنْوونَ عَوْدًا؛فَكَمْ ذا الْبُعدُ يُفْجِعُهُ!!
.
٧-أكادُ-والرِّيحُ في أخشابِهِ لَعبت-
نوحًا لَهُ من خلال الريحِ أسمَعُهُ..
.
٨-سألتُ:يا بابُ أهل الدار أين مَضَوا
كأنه ردَّ في همسٍ يقطّعُهُ :
.
٩-غادر أيا صاحبي واتركْ مساءلتي
الصمتُ يحلو لنفسي لا أزعزِعُهُ..
.
١٠-من بعدِ أهلي فما حيٌّ أحدِّثُهُ
لغيرِ أهلي فما صدري أُشَرِّعُهُ..
.
١١-إنِّي على عَهْدِهِمْ مازِلْتُ مُنْتَظِرًا
عَوْدًا حَميدًا، وفائي لا أُضَيِّعُهُ..
.
١٢-قلبي غدا بقولِ البابِ مُنْفَطِرًا
قبلته خَجِلًا ، حُزْنًا أودِّعُهُ..
.
١٣-يا بابُ عَفوَكَ لاتعتب إذا فلتت
مني الحروف، شعوري ضِقْتُ أمنعُهُ..
.
١٤-أهلوكَ هم أخوتي أمي أبي وأنا
الظُّلْمُ صَدَّعَنا ؛ رَبِّي يُصَدِّعُهُ..
.
١٥-يا بابابَنا هل عرفتَ الطفلَ(مُعتَصِمًا)
عشرٌ عليهِ مَضَت والبعدُ مرتعُهُ..
.
١٦-أمي قضت نحبَها في غربَةٍ وأبي،
وأخوتي وأنا للبُعدِ نجرَعُهُ..
.
١٧-أجابني بابنا لمَّا تعرَّفني
مُسْتغربًا ؛ صوتُهُ بِالْكادِ أسْمَعُهُ:
.
١٨-أهلًا بِمُعتَصِمٍ تِلْكَ السُّنونُ مَضَت
قد كُنْتَ مِنْ قبلِها طِفلًا أدَلِّعُهُ..
.
١٩-اُدخُلْ إلى الدَّارِ وانظُر حالَها؛خربت؛
شُلَّت- لِمَنْ هَدَّمَ الْجُدرانَ-أربعُهُ..
.
٢٠-غادرتُ مبتعدًا عن دارِنا حزِنًا
والقلبُ باقٍ بِها لاشيءَ يَنْزَعُهُ..
.
٢١-ربَّ الْعِبادِ إليكَ الأمرُ لا أحدٌ
سواك عنَّا أتونَ الظُّلْمٍ يدفعُهُ..
.
السبت الواقع في١٤٤٤/١١/٢١هج. الموافق٢٠٢٣/٦/١٠م
التعليقات مغلقة.