” يوسف وأخوته ” محمود حمدون
” يوسف وأخوته “
محمود حمدون
ويظل الرهان قائمًا بيّني وبينها ,هي تدرك أنّي سأرفع سماعة هاتفي وسأكلمها , بينما ألتحفُ بالصبر, وأنتظر حتى تقول هي : أين أنت؟ .. لكن يمر بعض وقت !
أتردد واقترب من هاتفي , أنظر شاشته , أمسحها بمنديل ورقيّ كأنما أمحو عنها غبار الجفوة , أعبث بأزراره , أزور قائمة اتصالاتي , أنظر برفق لرسائل قديمة , أدخل صفحتي على ” فيس بوك” , أرقب أخبار لا تعنيني , أقرأ بفتور تعليقات من هنا وهناك, كل ذلك أفعله في ثوان , أكرر فعلتي بتلقائية لا أشعر بها , حتى أصبحت ” لازمة ” تلاصقني كلما صحوت من نومي وذهبت إلى عملي .
لطالما قلت لنفسي : كبرت يا وليدي على هذه التصرفات الخرقاء , مالك والهوى ؟! , هو شأن لا يعنيك من قريب وحبيبتي , بئر غياباته أعمق من جُب ” يوسف , وأخوته” , إن وقعت فيه فلن تجد ” سيّارة ” تنقذك من هلاك محقق ! , قلت كل ذلك وأكثر وأنا ما زلت أعبث وأعبث بهاتفي , حتى كلّ منّي وانغلق على نفسه وأبى أن يستجيب , فأطفأته وأعدت تشغيله. ثم أخرجت منديلًا آخر ..
التعليقات مغلقة.