موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

يومياتُ رجُلٍ من عامَّةِ الشعب / للشاعر عبد اللطيف غسري

391

يومياتُ رجُلٍ من عامَّةِ الشعب / للشاعر عبد اللطيف غسري

هواجسُ العيْشِ في عيْنيْهِ أنْواءُ
وفوقَ كاهِلِهِ مِنْهُنَّ أعْباءُ
.
لمْ تُمْسِكِ القلَمَ الوَرْدِيَّ أنْمُلُهُ
فالكافُ تجْهَلُهُ والتاءُ والباءُ
.
حياتُهُ قِصَّةٌ في البَدْءِ قدْ رُوِيَتْ
لها على جُدُرِ الأيَّامِ أصْداءُ
.
فُصُولُها بعْضُ أحْداثٍ مُكَرَّرَةٍ
كَأنَّ إخْفاءَها في الأصْلِ إبْداءُ
.
بالهَمِّ يَفتَتِحُ الأسبوعَ.. تَشْغَلُهُ
في أوَّلِ الأمْرِ أشْياءٌ وأشياءُ
.
في الحَيِّ سُوقٌ ضُحى الإثْنَيْنِ مَوْعِدُهُ
فلْيُوفِ.. إنَّ مَناطَ الوَعْدِ إيفاءُ
.
في طَبْعِهِ نهَمٌ للطَّيِّباتِ ولوْ
شَطَّتْ وفي بيْتِهِ زَوْجٌ وأبْناءُ
.
وذلِكَ المَقْطَفُ البالي يَحِنُّ إذا
ناداهُ في السوقِ كُرَّاثٌ وقِثَّاءُ
.
يَغْفُو فلا يَفْتَحُ الجَفْنيْنِ في غَدِهِ
حتى يُطِلَّ بِدَعْواهُ الثلاثاءُ
.
اليوْمَ يُقْبِلُ رَبُّ البيتِ مُتَّئِدًا
تَدُكُّ في خَطْوِهِ السَّرَّاءَ ضَرَّاءُ
.
في ثَغْرِهِ ضَحْكَةٌ صَفْراءُ فاتِرَةٌ
في عَيْنِهِ نَظْرَةٌ حَمْراءُ هَوْجاءُ
.
بيْنَ المُقيمِ وأرْبابِ البيوتِ قِلًى
كأنَّهُمْ مِنْهُ أعْداءٌ ألِدَّاءُ
.
اِدْفَعْ لهُ أجْرَةَ السُّكْنى على عجَلٍ
فليسَ يَنْفَعُ عِنْدَ الدَّفْعِ إبْطاءُ
.
والأرْبعاءُ تَقُضُّ الظَّهْرَ وَطْأتُهُ
وإنَّ خَطْوَتَهُ فيهِ لَكَأْداءُ
.
لِلْكَهْرباءِ فواتيرٌ مُؤَجَّلَةٌ
في كلِّ فاتورَةٍ للغَمِّ إمضاءُ
.
كمْ مرَّةٍ قُطِعَ التَّيَّارُ فانْطبَقَتْ
على المكانِ لَيالٍ مِنْهُ دَهْماءُ
.
وليسَ تُجْدي الشموعُ الدامعاتُ إذا
ألَمَّ بالليْلِ مِنْ إظْلامِهِ داءُ
.
يأتي الخميسُ.. وفي أجْواءِ ليْلَتِهِ
تسْتنْجِدُ الروحُ مِمَّا مِنْهُ تسْتاءُ
.
في خُلْوةِ البيْتِ تسْقِي القلْبَ شَهدَ رضًا
حسْناءُ واسِعةُ العيْنيْنِ غَيْداءُ
.
هناكَ يَطْفو على سَطْحِ الأنا أمَلٌ
تخْضَرُّ منْهُ حقولٌ ثَمَّ جَدْباءُ
.
في روْضةِ الجُمْعةِ المِعْطاءِ مِيضَأةٌ
غَنَّاءُ تسْمو بتقْوى القلْبِ فيْحاءُ
.
فلْتطْهُرِ النفْسُ فيها منْ تعَلُّقِها
بِحبْلِ دنْيًا لها بالنفسِ إغْواءُ
.
ولْتنْتفِعْ بصلاةٍ أوْ بِأدْعِيَةٍ
لرَبِّها طاعةٌ فيها وإرْضاءُ
.
بها تُحَطَّمُ أغلالٌ مُكَبِّلَةٌ
لها وتُجْبَرُ أضْرارٌ وأخْطاءُ
.
زيارةُ الأهْلِ يومَ السبْتِ مَنْقَبَةٌ
بها يُقَيَّضُ لِلْمَعْروفِ إسْداءُ
.
اِمْلأْ جُيُوبَكَ بالحَلْوى وإنْ ثَقُلَتْ
بذاكَ يَفْرَحُ أوْلادٌ أعِزَّاءُ
.
وزُرْ أباكَ وزُرْ أُمًّا لكَ امْتلأتْ
بحُبِّ أبْنائِها منها السُّوَيْداءُ
.
وزُرْ أخاكَ وصِلْ ما شِئْتَ منْ رَحِمٍ
قدْ قُطِّعَتْ في التنائي مِنْهُ أشْلاءُ
.
ويَبْزُغُ الأحدُ التالي ولا أحَدٌ
في الحيِّ يَظْهَرُ.. هلْ في الحيِّ أحْياءُ؟
.
الكلُّ في عُطْلةٍ يسْلو الهمومَ بها
فَتسْتكينُ بهِ رُوحٌ وَأعْضاءُ
.
كدأبِ صاحِبِنا لمَّا تَدِبُّ بهِ
إلى المدى خُطْوَةٌ في البعْدِ عَشْواءُ
.
تراهُ في رحْلةٍ حَرَّى إلى جَبَلٍ
أوْ شاطئٍ فيهِ يلْهُو الرمْلُ والماءُ
.
وليسَ يَصْدُرُ في الترْحالِ عنْ ترَفٍ
ففوقَ جِسْرِ الضنى المِسْكينُ مَشَّاءُ
.
لكِنَّ ضائقَةَ الأيَّامِ قاصِمَةٌ
إنْ لمْ يكنْ عنْ أساها مِنْهُ إغْضاءُ

التعليقات مغلقة.