موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

يوميات مسافر ..بقلم ..د / ولاء جمال

164

أحب التأمل في وجوه البشر، أجد متعة غريبة في رؤية قسمات وجوههم … فكل خط في وجه أحدهم يعبر عن تفاصيل حياته بدقةٍ شديدة، ربما يدل ذلك الخط الذي يزين جبينه على أيام عصيبة استدعت أن يظل عابساً لوقت طويل، وربما تدل تلك الخطوط المحيطة بثغره على ضحكات وأوقات سعيدة مرت في حياته ربما شاركه فيها الأهل والأصدقاء، وربما كان وحيداً.
نظرت إلى قهوتي التي أصبحت باردة، وتركت القلم على تلك الأجندة القديمة التي أدون فيها ما يجول بخاطري في أثناء ترحالي، في الحقيقة أنا لا أسافر من أجل السفر فقط، بل أجد متعتي في الجلوس على المقاهي في كل بلد أزورها وأترك عيني تتبع المارة، بالمناسبة أنا أحب المقاهي التي تقع في الأحياء القديمة كما اختار مقعدي إما خارج المقهى أو بجوار النافذة لأستطيع ممارسة هوايتي وهي تأمل البشر.
أمسكت قلمي مجدداً لأعاود الكتابة عن ذلك العجوز الذي يعزف آلة موسيقية لا أعرف اسمها، لكن يعجبني اللحن الذي يعزفه فهي إحدى المقطوعات المحببة إلى نفسي من مؤلفات الموسيقار العالمي بيتهوفن “سوناتا ضوء القمر” تمنيت لو أنني أستطيع تحدث الإيطالية حتى أسأله إذا كان يعزفها قاصداّ أم أنها الوحيدة التي يحفظها.
وإذا بيدٍ صغيرة تنزع القلم من بين أصابعي، فانتفضت ناظراً نحو صاحبها لأجد فتاة صغيرة تبدو في الثالثة عشرة من العمر.
ابتسمت ثم قالت بلغة إنجليزية ضعيفة استطعت فهمها:
أعرف أنك غريب، أبي هو صاحب المقهى، وأنا أحضر إليه كل يوم بعد انتهاء اليوم الدراسي، لاحظت أنك تجلس هنا منذ يومين، وتُصِر على الجلوس على هذا المقعد، تبدو موظفاً مهماً لديه الكثير من الأعمال لينجزها فأنا أراك لا تنفك عن الكتابة في هذه الأوراق المهترئة، حاولت أن أقرأ ما كتبته، لكن لم أفهم فعرفت أنك غريب عن بلادنا “
ثم ابتسمت مجددا قائلة “أعرف أنني كثيرة الكلام، ولم أترك لك فرصة للتحدث، وأنك تريد أن توبخني، لكن هكذا أنا دائماً، وهذا ما يجعلني وحيدة دون أصدقاء، وعندما رأيتك قلت في نفسي أنك ستتحمل كلامي؛ لأنك لن تفهمه ومن، ثم لن تستطيع الرد، فستكون الفرصة سانحة أمامي لأقول كل ما أريد، شكراً لوقتك” ثم ابتسمت مجددا، وتركت القلم ثم انصرفت.
لوهلة شعرت أنه اُخْتُطِفْت من عالمي وأفكاري لدقائق، ثم قرر الخاطف أن يتركني؛ لأنه وجد أنني شخص غير مهم.
أمسكت بقلمي مجددا، وفتحت ورقة فارغة، وبدأت أكتب “١٤ يناير ٢٠٢٤ م قابلت اليوم إحدى أغرب الشخصيات إطلاقا، بل لأصدقكم القول لم تكن مقابلة، بل كانت عملية اختطاف، فتاة في عمر الزهور تحدثت لفترة طويلة، وقالت الكثير من الكلمات، وكل ما لفت انتباهي هو تعبيرات وجهها، أعتقد أن هذه العادة أصبحت لصيقة بي، وأنني لن أستطيع أن أصبح شخصاً عادياً من الآن فصاعدا”
التوقيع
مسافر .

التعليقات مغلقة.