يوم أن كنا صغارا ” بحر الرمل “شعر أحمد أبو العنين
يوم أن كُنا صِغـــارًا كانتِ الدُّنيا صغيره
دارُنا في حضنِ دورٍ بينها قربى شهيره
نخلة في الجُرنِ، زيرُ تحت أشجار نضيره
تدفُقُ الأمواهُ تترى في سواقيها نميره
وكلابُ الحي تعدو خلفَ أغرابٍ مُغيره
وطيورُ البيتِ تلهو ثم تعلو مستجيره
يُقبل الأصحــابُ عنـد الصبح والدنيا مَطيره
والخيالاتُ لديهم إن نشأ نلهو وفيره
نجعلُ الأعوادَ خيلا نمتطيها مُستديره
نسبقُ الأحلامَ عَدوًا خلفَ أضواءِ الظهيره
هكذا الأيامُ تمـــضي مثلما الظـــلِ قصيره
جَدتي تروي عِشــاءً من حكاياها المُثيره
في انفعالٍ مُستعارٍ عن عفاريتَ كثيره
تخطِفُ الأطفال ليلا تجعلُ الدنيا خطيره
عن ذئاب الحقل تعوي عندَ أسوارِ الحظيره
حدثتنا عن عروسِ الـجن في ثوب الأميره
يهجمُ الخوف علينا وسط أهوالٍ كبيره
نحتمي بالنوم دوما كلنا يعلو سريره
ندرك الآمالَ بالأحــلام في دنيا فقيره
يوم أن كنا صغارا كانت الدنيا غريره
يوم أن كنا صغارا كانت الدنيا صغيره
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليقات مغلقة.