موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

يوم الطين – ١ بقلم / مدحت رحال

229

يوم الطين – ١ بقلم / مدحت رحال

من قصص العشق في عصر ملوك الطوائف في الفردوس المفقود / الأندلس

بعد موت الوزير الداهية / المنصور ابن أبي عامر ، الذي استبد بالحكم في الأندلس دون الخليفة الأموي / هشام – المؤيد بالله ،
ضعفت البلاد وبدأت العائلات الكبيرة تستقل بالمقاطعات والمدن الكبيرة ،
وكان أول من بدأ بالإستقلال ( بنو عباد ) في إشبيلية ،
وتلتهم بقية العائلات في غرناطة وطليطلة وغيرها ،
وأخذ بعضهم يغير على بعض مستعينين بالإسبان .
.
في هذا العصر ،
كان ( محمد بن عباد ) ابن المعتضد بالله ملك إشبيلية يتمشى مع صديقه ووزيره فيما بعد ( ابن عمار ) عند / مرج الفضة ،
وكان ابن عباد شاعرا رقيق القلب يختلط بالعامة .
وبينما هما يتمشيان على ضفاف النهر ، نظر ابن عباد إلى تموجات ماء النهر بفعل الرياح فقال :
( صنع الريح من الماء زرد )
وطلب من ابن عمار أن يجيز البيت ، أي أن يكمل بين الشعر ، وكان ابن عمار نفسه شاعرا أيضا ،
وأخذ ابن عمار يفكر في تكملة بيت الشعر ويردد :
ثم ماذا يا ابن عمار ؟
دون جدوى ،
وكان على ضفة النهر جارية اسمها ( اعتماد ) سمعتهما وهي تغسل الثياب عند حافة النهر ،
فأكملت بيت الشعر قائلة :
( أي درع لقتال لو جمد ) !
وما أن وقعت عين الأمير عليها حتى افتتن بجمالها كما افتتن بسرعة بديهتها وذكائها ،
وكان هذا البيت سبب سعادتها وشقائها فيما بعد ،
عرف ابن عباد أنها جارية عند ( الرميك بن الحجاج ) ،
فأرسل يخطبها ،
وحملوها إليه زوجة حرة لا جارية ،
.
وقد شغُف ابن عباد بها شغفا كثيرا فلم يعد يصبر على فراقها ،
حتى إذا مات أبوه ( المعتضد ) ، وتولى الحكم من بعده ، اشتق لقب الملك من حروف اسمها ( اعتماد ) فسمى نفسه ( المعتمد بالله ابن عباد ) ،
وعاشت معه في عز ورفاهية ، وحظيت عنده بمكانة عظيمة ، حتى إنه كان لا يرد لها طلبا ،
.
وفي أحد الأيام رأت الملكة ( اعتماد ) الجارية سابقا ، رأت نساء من البادية يبعن اللبن وقد شمرن عن سيقانهن وسواعدهن وهن يخضن في الطين ، وعلى ظهورهن قرب اللبن ،
فقالت :
أشتهي أن إفعل أنا وبناتي كفعل البدويات
فما كان من ابن عباد إلا أن بادر إلى تلبية طلبها بطريقة أرهقت خزينة الدولة وكلفتها أموالا طائلة ،
فقد أمر بالمسك والعنبر والكافور ، فسُحق وعُجن بماء الورد ليكون في هيئة الطين وأحضر القرب والحبال ،
وخاضت الملكة وبناتها في طين من العنبر والمسك والكافور ،
.
وذات يوم غضبت الملكة ( الجارية ) اعتماد من ابن عباد لأمر ما ،
فأقسمت أنها لم تر منه خيرا قط !!
فقال لها :
ولا يوم الطين ؟!
.
وظل ملوك الطوائف في اقتتال داخلي حتى ضعف أمرهم وغلب عليهم الإسبان ،
فاستنجدوا بدولة المرابطين في شمال إفريقيا بقيادة ( يوسف ابن تاشفين )
فهبوا لنجدتهم وتقابلوا مع جيوش الإسبان في معركة ( الزلاقة ) .التي انتصر فيها المسلمون ،
وفر ( الفونسو ) ملك الإسبان هاربا وهو جريح ،
.
ثم عادت الفرقة والصراع بين ملوك الطوائف ،
وغلب عليهم الإسبان مرة أخرى ،
فاستنجد أهل الأندلس بابن تاشفين مرة أخرى ،
فعبر إلى الأندلس ثانية واستولى على غرناطة ،
.
فزع ابن عباد ، وخاف أن ينزع ابن تاشفين منه الملك ،
فحصن مدنه ، واستنصر بألفونسو ضد ابن تاشفين ،
فسار إليه ابن تاشفين وحاصر اشبيلية ،
وما لبث ابن عباد أن استسلم .
وقبض عليه ابن تاشفين ، ولم يغفر له استنصاره بالإسبان عليه ، فعاقبه أشد عقاب ،
نفاه إلى مدينة ( أغمات ) في أقصى المغرب مكبلا بالقيود ،
وعادت ( اعتماد) الرميكية التي خاضت في طين من المسك والكافور إلى سيرتها الأولى تغسل الخرق البالية ،
وأصبحت بناته حفاة عراة ، يتصدق الناس عليهن بالطعام واللباس ،
لم تتحمل الرميكية حياة الذل والهوان ، وهي التي كانت سيدة القصر ،
فماتت كمدا وقهرا وجوعا ،
وحزن عليها ابن عباد حزنا شديدا ،
وما لبث أن لحق بها ،
ودفن بجوارها في أغمات ،
وما زال ضريحهما هناك وقد كُتب عليه :
هنا يرقد المعتمد بن عباد وزوجته الرميكية ،
وأوصى أن يُكتب على قبره هذان البيتان :
قبر الغريب سقاك الرائح الغادي
حقا ظفرت بأشلاء ابن عباد
.
نعم هو الحق وافاني على قدر
من السماء فوافاني بميعاد

وللحديث بقية ،

التعليقات مغلقة.