يوم الوأد بقلم الأديب حسن السلموني
إنه لكتاب سبق عليه قول الحفظ المأمون حامل لأسرار الكونين ، الكون … ، و الكون الآخر تابت وجوده فيه لا مفند له ، و لئن تتجلى الروح للانسان و يرى ، لتفتت طينه بسا وخر من غير انصراف ساجدا لجمالها الخارق في الابهار .
و لقد امتلأت قلوب أكثر الناس رعبا و خوفا من ملاقات الموت ، و قضوا أن لا ينفكوا أبدا عما يختلسون من متاع مساكين أضعفهم الجهل فتكمموا ، و ما تقبض أساطيلهم مما ينهبون مثله مثل السراب لا تتلقفه العين ، فتمكث في الأسر تلهث رهين الضياع لا تبلغ محل مرساه ، فلا تلفت وجهك عمن ينهشون بدن البؤساء و لا تلقي بظهرك واجه ادبار ، بل اصدع بآذان الحرب ياتيك النصر مقبلا ، لا أحد من نفرهم يفلت من العقاب ، و لا تعبأ بزخرف الظواهر و بما يحيط بهم من رغد فينكسر خطوك في المشي فتكون من الأخسرين ، و ما تراهم عليهم من جنات لا تجعل عيناك تقصف على قلبك الحسد ، إنما ذلك هو شقاء تلظى يسجر في بواطنهم الصأصأة و الخوف ، إنهم نظير ما سلف من أمثالهم نضرب عليهم حق التبديل ، فإن يوم الوأد لقريب فلا تنسوا أن تنشئوا لهم المقابر .
التعليقات مغلقة.