ي جهاد الصحابة.. الحلقة الواحدة والستون.. الأرقم بن أبي الأرقم.. رضي الله عنه

في جهاد الصحابة..
الحلقة الواحدة والستون.. الأرقم بن أبي الأرقم.. رضي الله عنه

بقلم/ مجدي سالم

أولا.. مقدمة..

• هو الصحابي الجليل ( أبو عبد الله) ” الأرقم بن أبي الأرقم”.. وكان اسمه عبد مَناف بن أُسَيد بن عبد الله.. وأم الأرقم هي أميمة بنت الحارث بن حبالة الخزاعية.. وقيل اسمها تماضر بنت حذيم من بني سهم من قريش.. وقيل اسمها صفية بنت الحارث بن خالد الخزاعية..
• هو من السابقين الأولين في الدخول إلى الإسلام.. أسلم سابع سبعة.. وقيل: بعد عشرة..
• وقد اتخذ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم دارَه – وكانت ملتصقة أو على الصَّفَا – مقرًّا للدعوة في بدايتها..
• وقد هاجر الأرقم بن الأرقم رضي الله عنه إلى المدينة.. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي طلحه زيد بن سهل.. وشارك في الغزوات كلها.. وقلَّده النبي صلى الله عليه وسلم سيفًا يوم بدر من الغنائم..
• وكان للأرقم من الولد عبيد الله وعثمان وصفية أمهاتهم أمهات ولد.. وأمية ومريم أمهما هند بنت عبد الله بن الحارث من أسد بن خزيمة..

ثانيا.. في إسلامه رضي الله عنه..

كان الأرقم من السابقين الأولين.. قيل أسلم بعد سبعة أو بعد عشرة.. وقال البخاري كانت له صحبة.. وذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهدوا بدرا.. وروى الحاكم في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة.. وقد أسلم الأرقم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.. فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: خرج أبو بكر الصديق يريد رسول الله وكان صديقا له قبل البعثة..

• فلقيه فقال: ( يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها)..
• فقال رسول الله: ” إني رسول الله أدعوك إلى الله عز وجل”.. فلما فرغ رسول الله من كلامه أسلم أبو بكر.. فانطلق عنه رسول الله وما بين شعاب مكة أحد أكثر سرورا منه بإسلام أبي بكر..
• ومضى أبو بكر وراح لعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير ابن العوام وسعد بن أبي وقاص فأسلموا .. ثم جاء في غد عثمان بن مظعون وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم فأسلموا رضي الله عنهم..

ثالثا.. دار الأرقم ومكانتها في الإسلام..

وسنفرد لها حديثا إن شاء الله.. حيث تُعد دار الأرقم رضي الله عنه وأرضاه إحدى الدور التي كان لها دور هام في تاريخ الإسلام.. فقد كانت المقر الأول الذي ربى النبي صلى الله عليه وسلم فيه طليعة أصحابه.. الذين حملوا معه المسئولية الكبرى في تبليغ رسالة الله تعالى..

• يقول ابن عبد البر: وفي دار الأرقم ابن أبي الأرقم هذه كان النبي صلى الله عليه وسلم مستخفيا من قريش بمكة.. يدعو الناس فيها إلى الإسلام في أول الإسلام.. حتى خرج عنها وكانت داره بمكة على الصفا.. فأسلم فيها جماعة كثيرة.. وهو صاحب حلف الفضول.. أما لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم؟ فذلك لأن الأرقم لم يكن معروفًا بإسلامه.. فما كان يخطر ببال قريش أن يتم لقاء محمد وأصحابه بداره..
• أن الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه وأرضاه من بني مخزوم.. وقبيلة بني مخزوم هي التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم.. فلو كان الأرقم معروفًا بإسلامه فلا يخطر في البال أن يكون اللقاء في داره.. لأن هذا يعني أنه يتم في قلب صفوف العدو..
• كان الأرقم رضي الله عنه فتىً عند إسلامه.. فلقد كان في حدود السادسة عشرة من عمره.. وكان الطبيعي أن تتجه أنظار مكة وبحثها إلى بيوت كبار أصحابه.. أو بيته هو نفسه عليه الصلاة والسلام وليس لها..
  ومن ثم نجد أن اختيار هذه الدار كان في غاية الحكمة من جميع النواحي..
• و قد بقي رسول الله يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم.. حتى تكاملوا أربعين رجلاً.. فخرجوا يجهرون بالدعوة إلى الله.. فكانت أول دار للدعوة إلى الإسلام..
• وقد صارت الدار فيما بعد ذلك للمهدي فوهبها لامرأتهِ الخيزران بنت عطاء أم أبو محمد موسى الهادي وهارون الرشيد.. وعندما ذهبت للحج سنة 161هـ.. بنتها وجددتها فعرفت بها.. ثم وهبتها للمسجد الحرام..

رابعا: في وفاته

• فقد توفي وقد جاوز عمره الثمانين يوم وفاته.. وقد توفي الأرقم بالمدينة المنورة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.. وصلّى عليه سعد بن أبي وقاص بحسب وصية الأرقم..
  رضي الله عن الأرقم بن أبي الأرقم وغفر له ولنا.. ألقاكم على خير..