١/٨ كلمة ” الثورة والإنقلاب حين تكون اقامة للمائل “
١/٨ كلمة ” الثورة والإنقلاب حين تكون اقامة للمائل “
د.أحمد دبيان
أحد كوارث العقل العربى والمصرى هو الجمود والاختزال ورغم ان العلوم كلها تتطور حتى علم السياسة الا ان المتشدقين ودون اطلاع يصرون على التنظير
كلمة ثورة بالذات وحسب احدث تعريف فى علم السياسة هى هذا الفعل الذى يؤدى إلى تغيير سياسى اجتماعى ، تقوم به الأمة عن طريق جماهيرها او طلائعها او نخبها او ادواتها الدستورية او العسكرية وخلق المؤسسات المدنية التى تمنهج لهذا التغيير فالتعريف أو الفهم المعاصر والأكثر حداثةً للثورة هو التغيير الكامل لجميع المؤسسات والسلطات الحكومية في النظام السابق لتحقيق طموحات التغيير لنظام سياسي نزيه وعادل ويوفر الحقوق الكاملة والعدالة الإجتماعية كتغيير إجتماعى والحرية والنهضة للمجتمع .
يبقى المفهوم الدارج أو الشعبي للثورة فهو الانتفاض ضد الحكم الظالم وهو مفهوم وتعريف مبتسر .
قد تكون الثورة شعبية مثل الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩ وثورات أوروبا الشرقية عام ١٩٨٩، أو عسكرية وهي التي كانت تسمى انقلابا مثل الانقلابات التي سادت أمريكا اللاتينية في حقبتي الخمسينيات الستينات من القرن العشرين، أو حركة مقاومة ضد مستعمر مثل ثورة التحرير الجزائرية (١٩٥٤-١٩٦٢).
على الجانب الآخر يأتى تعريف الانقلاب العسكري عند قيام أحد العسكريين بالوثوب للسلطة من خلال قلب نظام الحكم، بغية الاستئثار بالسلطة والحصول على مكاسب شخصية من كرسي الحكم بمعنى آخر ،
هو
الاطاحة بالقوة المسلحة للنظام القائم دون رغبة الجماهير والاستيلاء على السلطة وتولى العسكريين كل المناصب فى الاجهزة والوزارات ، دون صنع اى تغيير سياسى او اجتماعى واعلان الاحكام العرفية
أى تغيير سياسى إجتماعى أياً كانت الأدوات ، مدنية ، دستورية أو عسكرية ونعنى بالعسكرية هنا الجيش كطليعة ثورية أو بانضمامه للجماهير او باستخدام القوة المسلحة كما فى حال الثورة الكوبية والجزائرية أو الأمريكية هو ثورة .
و أى خروج مسلح من الجيش او الجماعات التى تزعم الثورة دون حدوث تغيير اجتماعى او سياسى يندرج تحت بند الانقلاب والتمرد المسلح كما فى حال تمردات الجماعات الارهابية فى مصر وفى سوريا وفى ليبيا .
الحراكات المدنية ليست شرطاً لاستيفاء تعريفات الثورة اذا لم يصاحبها تغيير سياسى اجتماعى وهى هنا تندرج تحت بنود الاضطرابات والهبات والانتفاضات
Turmoil
Uprising
ولن تستوفى ابداً تعريفات الثورة .
احد المعضلات الكبرى هو الجمود فى تعاطيات علم السياسة والتيبس الفكرى فى طرح التعريفات خضوعاً للهوى دون حيده أو دقة فى التحليل السياسى الإجتماعى التاريخى وهو معضلة الشرق المنحى للعقل السادر فى الغى والهوى دون تمحيص .
التعليقات مغلقة.