١/٨ كلمة باب الحديد بقلم محمود حمدون

خرجت بنتيجة وحيدة عند مشاهدتي لهذا الفيلم ” باب الحديد ” , أن التنمّر متأصل بيننا , القصد هنا التنمّر المجتمعي , فالحدوتة السينمائية للفيلم , يراها البعض سطحية للغاية , يراها آخرون أنها مستهلكة , قُتلت حكيًّا وإخراجًا من قبل , لكن القصة كما رأيتها أن الكل سواء أبطال بالفيلم أو كومبارس , مهمّشون ,هم من المعدمين , الفقراء , أو سقط المجتمع كما يُقال عن بعض تلك الفئات .
لم أر في خطيئة ” قناوي ” , الوحيدة , التي دفعت أقرانه من الفقراء لإيداعه ” السرايا الصفراء ” , إلاّ أنه نظر بعين التطلّع والطموح لمُعدمة مثله ” هنومة ” , وسعى لنيل قلبها , بينما هي تميل بفؤادها لمعدم أشد بؤسًا
” شيّال ” ,
لدرجة تساءلتُ بعد صدمة المشاهدة, هل يضنّ الفقير على مثله بفقره ؟ وهل يتيه فخرًا بهامشيته ورزقه المحدود على نظيره أو من هم دونه ؟ وهل يتمايز الفقراء فيما بينهم طبقات أو شرائح إن شئنا الدقة ؟, بحيث تصبح محاولة اقتراب ” قناوي ” , من ” هنومة ” , خطًّا أحمر , فإن تجاوزه , فعقابه , ” السرايا الصفراء” .
” باب الحديد ” , وثيقة خطيرة , تؤرخ وتوثّق , كيف أن الفقر لا يمنع الفقراء المعدمين من التنمّر على بعضهم البعض , على رغم ما يحيط بهم من عوز , على رغم أنهم جميعًا يقبعون في الدرك الأسفل للاحتياج والفقر , حيث يحيون جميعا على القاع على رغم أنه يزدحم بهم ,