١/٨ كلمة عن الدونية أحمد دبيان
١/٨ كلمة عن الدونية أحمد دبيان
احد معضلات مصر والمصريين أن المصرى يحيا بنقيضين احساس بالدونية نحو الشمال والشرق ، واحساس بالتعالى الزائف نحو الجنوب .
والنقيضان يأكلان مقدراته ويجعلانه يحيا تيه الفكر والهوية ولا يستطيع أبداً تلمس نوازع الذاتية فيه و التى قد تمنحه بدايةً نقطة انطلاق ، فيظل مقلدا بلا تجديد ، متعاليا على محطاته التى تصنع محيط جغرافيته التاريخية وتاريخه الجغرافى ، متدلها فى هوى قامعه التاريخى وعلى الأخص من يستطيع يوفى شرط الدونية لديه .
المصرى يكره التركى ولكنه يتدله فخراً بجد خاليستى تركى هنا وهناك ، وعلى الرغم انه ذاق تعالى الشركس والانجليز والأمريكان الا انه يتيه فخراً لو صاهر او هاجر او توطن هناك .
هذا المركب الصارخ التناقض يجعل من المستحيل بحركة التاريخ الطبيعية ان يؤدى الى تقدم نوعى او كمى على كافة المستويات.
فالبلد الذى يحيا تناقضات اجتماعية صارخة مثل تلك يظل يحيا تقاسم تيه الهويات وعلى الأخص مع غياب مشروع وطنى جامع او اجهاض منجزات مشاريع وطنية سابقة .
التعليقات مغلقة.