١/٨ كلمة ” قاع الأمم بقلم د.أحمد دبيان
قبل ثورة يوليو كان هناك وزراء ورجال دولة على شاكلة أمين باشا عثمان يتبنون مقولة
( العلاقة ما بين مصر وانجلترا علاقة زواج كاثوليكى لا تنفصم عراه )
ورغم انفصال انحلترا ذاتها عن الكنيسة الكاثوليكية زمن هنرى الثامن ليضفى الشرعية على طلاقه من كاثرين اوف أراجون ، والشرعية المرادة لزواجه من آن بولين الا ان السيد أمين عثمان وغيره من السادة السياسين الذين كانوا يتبنون مذهب الواقعية السياسية كانوا يتقلبون بين أسرة المذاهب ليضفوا على انفسهم شرعية السقوط.
قبل أمين باشا عثمان كان لدينا الخديوى توفيق الخائن والضابط يوسف خنفس و محمد باشا سلطان وسعود الطحاوى ممن أغراهم بريق ذهب السقوط فبرروا وبمذهب البراجماتية السياسية الذى تلقفه ابنهم البار أنور السادات وبنفس التبرير :
نحن لا قبل لنا بانجلترا ليردد هو من بعدهم انا لا قبل لى بامريكا.
هل يصح اليوم ان ندمغ الشعب المصرى كله بانه قد باع قضيته وقتها كما نفعل اليوم مع الأشقاء فى فلسطين ؟!
وهل تصبح خيانة البعض الواردة فى مسار الأمم ان يتم اسقاطها على شعب بأكمله تبريراً للتخلى عن واجبات الأمن القومى التاريخى والجغرافى بنفس منطق البراجماتية السياسية التى لم تؤدى بنا الا أن نتبوأ مكانتنا وبجدارة فى الدرك الأسفل من قاع الأمم ؟
التعليقات مغلقة.