١٥ مايو التواريخ الموجهة د.أحمد دبيان
هناك تواريخ تترك بصمتها بعنف على الزمن.
قد تكون هذه التواريخ من قبيل الصدفة والقدر وقد تكون رسالة موجهه لتصفع مسار التحرر لوطن .
من هذه التواريخ الحزينة ٢٨ سبتمبر ١٩٦١ وانقلاب انفصال الوحدة السورية ، ليأتى يوم الثامن عشر من سبتمبر عام ١٩٧٠ وفى ذات التاريخ بعد تسعة أعوام ويكون يوم رحيل الزعيم جمال عبد الناصر وبداية انحسار ثورة ٢٣ يوليو .
فى ١٥ مايو ١٩٤٨ وقف البغيض بن جوريون فى الكنيست ليعلن قيام دولة الكيان الغاصب ، وفى ١٥ مايو عام ١٩٧١ تحدث الرئيس محمد أنور الساداتى فى مجلس الأمة قائلاً :
لن أفرط في الأمانة .. لن أسمح بقيام مراكز قوى على الإطلاق .. سأتقدم للشعب لإجراء انتخابات حرة من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي، وسأشرف بنفسي على كل صغيرة وكبيرة.
كانت ١٥ مايو الأولى محواً لفلسطين التاريخية لتأتى ١٥ مايو الثانية انقلاباً صريحا على مصر الثورة التحررية ومحواً لها تأسيساً لمصر المهادنة و الخضوع ولننتهى لتقزم مصر وانكفائها الداخلى فى طلاق بائن مع ثوابت أمنها القومى التاريخى لننتهى الى انحسار الدور التاريخى وتعاور السيوف لحدودها الشرقية والغربية والجنوبية منذ ان تم ترسيخ التعاطى الموجه بقطرية الصراع مع العدو الوجودى بدلاً من قوميته وشموليته.
١٥ مايو يمثل ذروة الثورات المضادة لذراعين من أذرع الإمبريالية العالمية ، وبينما كان الذراع الأول نتوء مكمل للحقبة الاستعمارية صار الوكيل المرسخ لهيمنتها ، جاء الذراع الثانى فى ١٥ مايو حزين ليطرح المقولة المقامرة بأن أوراق الرجس جلها أو تسع وتسعون بالمائة منها أمريكية ، ولننتهى الى سدة إستراتيجية نحاول الفكاك منها دون جدوى بانتهاج نفس الخطوات التى انتهجتها يوليو الثورة المهيضة ومحاولة تنويع التحالفات ومصادر السلاح ولكن فى منظومة زمنية حطمنا فيها دون ثمن ثنائية قطبية كانت تحفظ قدراً كبيراً من المناورة فى استقلال القرار السيادى ولننتهى مع الصديق الأمريكى الى قبض الريح والرسوب التاريخى .
التعليقات مغلقة.