عطور أكتوبرية … بقلم د. أحمد دبيان
عطور أكتوبرية …
بقلم د. أحمد دبيان
عطور أكتوبرية
د. أحمد دبيان
وبعد الأحزان السبتمبربة يأتى أكتوبر ، وأكتوبر شهر نحبه ويحبنا فهو شهر الفخار والعزة والكرامة، سبقته سنوات ست زرعت فيها مصر دأبا ، فكانت حرب الإستنزاف التى قال عنها عزرا وايزمان :
”وسـنظل نذكر أن حرب الاستنزاف، هي الحرب الأولى التي لم تنتصر فيها إسرائيل وهي حقيقة، مهدت الطريق أمام المصريين، لشن حرب “يوم كيبور” في أكتوبر 1973
لقد قلت مرارا أننا فشلنا في هذه الحرب”.
”إِنها يجب أن تدخل التاريخ بوصفها الحرب، التي خسرتها إسرائيل”.
عزرا وايزمان رئيس دولة الكيان الصهيوني في كتابه “على أجنحة النسور”
حرب أكتوبر كانت هى حرب أحمد ومحمد وحسين و مينا وويصا وجرجس وعبد العاطي وعبد الصمد.
البداية كانت درب طويل ، عبدته سواعد الرجال فى راس العش لتمهد صخوره المجموعة 39 قتال صاحبه الفضل في أسر أول أسير إسرائيلي في عام 1968 عندما قامت أثناء تنفيذ أحد عملياتها بأسر الملازم الإسرائيلي داني شمعون بطل الجيش الإسرائيلي في المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدش واحد.
وقامو صباح استشهاد الفريق عبد المنعم رياض بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم 6 الذي اطلقت منه القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض وإباده 44 عنصر إسرائيلي كانوا داخله بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي الذي كانت اوامره هي القتال باستخدام السونكي فقط. وكانت النتيجه ان إسرائيل تقدمت باحتجاج لمجلس الامن في 9مارس 69 ان قتلاها تم تمزيق جثثهم بوحشية.
في هذه العمليه النبيله قامت المجموعة برفع علم مصر علي حطام المعديه رفم 6، وبهذا أصبحت المجموعة أول من رفع العلم المصري في حرب الاستنزاف علي القطاع المحتل حيث بقي العلم المصري مرفرفا ثلاثه أشهر فوق حطام موقع المعدية.
وفي 22 مارس 1969 قام أحد افراد المجموعة القناص مجند أحمد نوار برصد هليوكوبتر عسكرية تحاول الهبوط قرب الموقع وبحاسته المدربة ومن مسافه تجاوزت الكيلومتر ونصف اقتنص راس احدهم وماكان الا القائد الاسرائلي العام لقطاع سيناء.
ولتبلغ خسائر العدو من المجموعة 39 قتال قبل وبعد تكوينها وحتي عام 1974
* 77 عربة مختلفة
* 14 دبابة
* 4 بلدوزر
* من 410 ل430 قتيل وجريح.
وليتكلل الفخار بحائط الصواريخ الشهير، وهو مجموعة قوات منفصلة للدفاع الجوي المصري. كانت تضم المدفعية المضادة للطائرات ووحدات الصواريخ وأجهزة الرادار والإنذار، إضافة إلى مراكز القيادة المشتركة. أنشأتها مصر عام 1970 بهدف صد الهجمات الجوية الإسرائيلية.
استغرق بناء حائط الصواريخ 40 يومًا، وكان لها الفضل في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973، مما سهل عملية العبور واجتياز خط بارليف وإتاحة رؤوس الكباري على الضفة الشرقية لقناة السويس. لم تكن مجرد تجميع جديد مبتكر للصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، بل كان نقطة تحول للقوات المصرية.
حائط الصواريخ الذي حمى الجيش المصري أثناء حرب 1973م بني في عهد جمال عبد الناصر. لم تشعر مصر بالاطمئنان لقدرتها علي اتخاذ قرار الحرب الشاملة إلا بعد أن نجحت في إقامة حائط الصواريخ المضاد للطائرات علي طول خط المواجهة وفي العمق المصري.
وكانت العقبة الرئيسية أمام المصريين هي تفوق الطيران الإسرائيلي، لذلك قررت القيادة المصرية ـ بمشورة روسية ـ انتهاج الخطة الفيتنامية وترتكز تلك الخطة على بناء سلسلة من قواعد صواريخ سام الروسية المضادة للطائرات، فتشكل هذه الصواريخ حائطاً يمنع اقتراب الطيران الإسرائيلي لمسافة عشرة كيلومترات، ثم تنقل تلك القواعد للأمام لمسافة عشرة كيلومترات أخرى وهكذا. ولكن أمريكا أدركت خطورة تلك الخطة، فعملت على إفشالها، وأمدت إسرائيل عام 1968 بطائرات إف 4 (فانتوم)، وهو الأمر الذي ضاعف من مسافة وقوة نيران الذراع الإسرائيلية، ودأبت إسرائيل خلال عامي 1969 و 1970 على قصف القواعد الصاروخية وهي قيد الإنشاء لمنع استكمال حائط الصواريخ، وقد استشهد في تلك الحملة المئات من عمال البناء المصريين. كان لة دور فعال في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر في حماية سماء مصر من الطائرات الإسرائيلية واسقاطها.
ليأتي أسبوع تساقط الفانتوم و هو أسبوع بدأ من 30 يونيو حتى 7 يوليو 1970، قامت فيه قوات الدفاع الجوي المصرية باسقاط 12 طائرة فانتوم إسرائيلية أثناء حرب الاستنزاف. خلال الاسبوع الأول من شهر يوليو تمكن تجمع الدفاع الجوي من اسقاط 24 طائرات فانتوم وسكاي هوك وأسر 3 طيارين إسرائيليين. وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم.
كان لحرب اليمن والتي انتصرت فيها الثورة اليمنية وقامت بها الجمهورية اليمنية بدعم من مصر فضل كبير في طرد القاعدة البريطانية من عدن ونجاح ثورة اكتوبر وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية ما جعل لمصر قاعدة بحرية في الحديدة مكنت مصر من اغلاق مضيق باب المندب لتضرب نظرية الامن الاسرائيلي في مقتل ومن المنبع .
قامت الحرب يوم ٦ أكتوبر في الساعة الثانية ظهرا وقد بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 م الموافق 10 رمضان 1393 هـ بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة. وقد ساهمت في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.
عقب بدء الهجوم حققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من الدخول إلى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا. أما في نهاية الحرب فقد انتعش الجيش الإسرائيلي فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسب استراتيجية سواء باحتلال مدينتي الإسماعيلية أو السويس أو تدمير الجيش الثالث أو محاولة رد القوات المصرية للضفة الغربية مرة أخرى، أما على الجبهة السورية فتمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان واحتلالها مرة أخرى.
تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لتعويض خسائر الأطراف المتحاربة، فمدت الولايات المتحدة جسراً جوياً لإسرائيل بلغ إجمالي ما نقل عبره 27895 طناً، في حين مد الاتحاد السوفيتي جسراً جوياً لكل من مصر وسوريا بلغ إجمالي ما نقل عبره 15000 طناً.
رغم عدم سماح شاه ايران السابق عبور الجسر الجوي السوفيتي عبور الأجواء الايرانية لتعويض مصر وسوريا .
انتهت الحرب رسمياً مع نهاية يوم 24 أكتوبر مع خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليّاً حتى 28 أكتوبر. على الجبهة المصرية حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية، وعلى الرغم من حصار الجيش المصري الثالث شرق القناة، فقد وقفت القوات الإسرائيلية كذلك عاجزة عن السيطرة على مدينتي السويس والإسماعيلية غرب القناة.
ويبقي شهر أكتوبر شهر الفخار والعزة والكرامة ولتأتي عطور أكتوبر الفواحة تغمر الذاكرة الوطنية بعطور سرمدية لا تزول
التعليقات مغلقة.