في جهاد الصحابة… الحلقة الثامنة عشر بعد المائة.. حاطب بن عمرو العامري.. “.. أول مهاجر للحبشة”

في جهاد الصحابة… الحلقة الثامنة عشر بعد المائة.. حاطب بن عمرو العامري.. “.. أول مهاجر للحبشة”

بقلم مجدي سـالم

أولا.. مقدمة.. وفي نسبه.. رضي الله عنه:
الصحابي حاطب بن عمرو.. كان من السابقين الى الاسلام.. واجتمعت فيه خصال الخير والورع والتقوى والحرص على الإسلام.. وكان فارسا شجاعا من الأمراء المجاهدين.. وهو من أوائل المهاجرين إلى الحبشة..
(إلى ذلك تقول الدكتورة رجاء حزين أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الازهر.. منقول) – فهو (أَبُو حاطِبِ) حاطب بن عَمْرو بن عبد شَمْس بن عَبْدِ وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل ابن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.. وهو أَخو سهيل بن عمرو وأخو السكران بن عمرو.. وقد تقدم نسبهما.. وأمّه حُبّى بنت قيس بن ضُبيس بن ثعلبة بن حِبّان بن غَنْم بن مُليح بن عمرو من خُزاعة..

• وكان لحاطب من الولد عمرو بن حاطب وأمه ريطة بنت علقمة بن عبد الله بن أبي قيس.. حسب (الطبقات الكبير)
• وكان حاطب بن عمرو أول المهاجرين إلى الحبشة ومن العائدين من أرض الهجرة إلى مكة بعد أن بلغهم أن قريشا هادنت الإسلام وتركت أهله أحرارا.. إلا انهم بعد وصولهم إلى مكة وجدوا الأمر على خلاف ما ظنوه.. فقد زاد المشركون في تعذيب هؤلاء العائدين وسائر المسلمين.. ففر حاطب بن عمرو بدينه مهاجرا إلى الحبشة للمرة الثانية مع الصحابة.. الذين أمرهم الرسول بالهجرة مرة أخرى كما في رواية ابن إسحاق والواقدي.. وحين هاجر النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة.. لزم حاطب الرسول-عليه الصلاة والسلام.. وكان من علية أصحابه وجاهد تحت اللواء وغزا معه صلى الله عليه وسلم..
  ثانيا.. في إسلامه وهجرته..
• أسلم حاطب بن عمرو قديما وهو من السابقين وقبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم..
• هاجر رضي الله عنه إِلى أَرض الحبشة.. ويقال: هو أَوّل من قدمها.. كما تقدم – ذكره أَبو عمر وأَبو موسى هكذا.. وروياه عن ابن إِسحاق.. فهو بذلك قد هاجر المرتين إليها..
• روي عن محمد بن عمر قال.. لما هاجر حاطب بن عمرو من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر أخي لبابة بن عبد المنذر..
• وقيل: إنَّه آخر مَنْ خرج إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب.. وإن قال البَلاَذرِيُّ: هو غلط.. لإنهم قد قالوا: إنه هو الذي زوَّج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم سَوْدَة بنت زَمْعة أم المؤمنين.. وهذا يَدُلُّ على أنه رجع من الحبشة قبل الهجرة إلى المدينة..

ثالثا.. في مكانته رضي الله عنه.. ولورعه وتقاه قبل النبي.. صلى الله عليه وسلم.. أن يزوجه حاطب بن عمرو بالسيدة سودة بنت زمعة.. وإن جاء في فى رواية أن النبي.. صلى الله عليه وسلم.. خطبها.. فقالت:

” أمري إليك”.. فقال لها صلى الله عليه وسلم..” مري رجلا من قومك يزوجك”.. فأمرت حاطب بن عمرو.. وهو ابن عمها وأخو زوجها المتوفى السكران بن عمرو.. فزوجها..

• ولنا هنا وقفة.. إذ يجب على القاريء الفطن أن يتفهم طبيعة هذا المجتمع القرشي العربي وعاداته وتقاليده.. من حيث علاقات الزواج والطلاق والتعدد.. فما هو غير مفهوم لدى الكثيرين تفسره رواياتهم المؤكدة.. فلا حرج في أي حلال.. ولا توجد امرأة بلا زوج إلا بحث لها الجميع عن الزواج.. ونادرا ما نسمع عن طلاق.. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج أبدا إلا بعد وفاة السيدة خديجة بنت خويلد.. الخ..
  رابعا.. وفي جهاده.. فقد روي أنه شهد حاطب بن عمرو بدرا في روايتهم جميعا.. كما ذكر موسى بن عقبة في كتابه أن أخاه سليط بن عمرو شهد معه بدرا ولم يذكر ذلك غيره وليس بثابت..
• وشهد حاطب بن عمرو موقعة أحد.. كما تؤكد معظم الروايات..
  خامسا.. كان من كتاب الوحي..
  حيث أن حاطب بن عمرو كان من السبعة عشر الذين دخلوا الإسلام من قريش يعرفون الكتابة والقراءة في مكة…. واشتهروا بذلك.. كما روى البلاذري في كتابه فتوح البلدان: ” روى الواقدي.. عن خالد بن الياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي قال: دخل الإسلام وفي قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتبون والإحصاء هنا مفيد.. عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح وطلحة ويزيد بن أبي سفيان وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وحاطب بن عمرو العامري من قريش.. وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي.. وأبان بن سعيد بن العاص بن أمية وخالد بن سعيد أخوه وعبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري.. وحويطب بن عبد العزى العامري وأبو سفيان بن حرب بن أمية ومعاوية بن أبي سفيان وجهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف.. ومن حلفاء قريش العلاء بن الحضرمي”.. أراكم غدا إن شاء الله..