57357موطن حياتي بقلم جيجى حافظ
هى ليست مسقط رأسى ولكنها موطن حياتى وأمانى وبقائي على قيد الحياة ،بها أدركت أن للحياة معنى.
كنت لا أتخيل يوما أنى أفارق محافظتى ،ولا أنى أحب مكانا أكثر منها….فبها أولى خطواتى وأجمل ذكريات حياتى.
ولكنى عندما كبرت وتزوجت وفارقت محافظتى …كان دائما يأخذنى الحنين إليها.. لشوارعها ولكرم ناسها ولعاداتها وتقاليدها ،حتى لهجتها لا أستطيع حتى الآن أن اتخلص منها .
ومرت سنون ….إلى أن جاء اليوم الذى أصبحت فيه محافظة القاهرة هى المكان الذى أنار لى الحياة ….بها مستشفى 57357 الصرح العظيم الذى جعله الله سببا فى شفاء ابنى وإعطائه الحياة ،وجعلها سببا لتخطى الأحزان واستكمال مسيرتى.
وأصبح هذا المكان هو مسقط رأسى وكل من فيه هم أهلى وأصحابى فقد وجدت فيهم من يحنو علي ويخفف عني وعن ابنى كل ألم ووجع.. وجدت فيهم من يبث فينا روح الأمل والتفاؤل … وجدت من يمجد فى ابنى ويقويه على مرضه ويعززه بالكلام والمفاجأت .. … مكان عظيم يفعل كل ما بوسعه لشفاء الأطفال وإسعادهم وإسعاد أسرهم …فإنها تقف بجانبنا حتى النهاية ،ومازالت تعطى لنا المزيد.
فتغير مفهومى عن مسقط رأسى ….فأصبح معناه بالنسبة لى …هو الأمان والراحة والسكن والمعاملة مع إناس تحس بك وبألمك وتساعدك كنت أدخل المكان ده وأنا خايفة (خايفة من الوجع … من صرخة ابنى…من الكيماوى ومن آثاره …وغيره) ….وتخيلت أن ابنى لما ربنا يكتبله الشفا ولا هنروح ولا هنقرب من المكان ده …
ولكن اكتشفت العكس تماما …المكان ده أحب الأماكن لقلبى ولقلب ابنى ولأسرتى بالكامل .
وارتبطت السعادة بقلبى بالذهاب ل 57357….يبقى اكيد هى دى مسقط رأسى..هنا ولدت من جديد
فسلاما على الأرض التى قوتنا وقت ضعفنا واحتواتنا بكل حب …
وعندما ندعو لهذا المكان أن يزداد علما وفضلا ويصبح جزء من دعائنا
فلنعلم وقتها أن أمره هام لنا ….
ويعلم الله إننا شعرنا بالوجع والحزن عندما سمعنا عنها أخبار مؤلمة عن فرع طنطا (أنه من الممكن إغلاقه لعدم وجود تبرعات كافية لإبقاء المكان مفتوح)….داعين الله أن يقف بجانبها وبجانب أطفالنا الذين لا ملجأ لهم غير الله ….وإننى على يقين أن للبيت رب يحميه فحالها مثل حالنا ….كنا على وشك أن يقتلنا ابتلاءنا وظننا أنها النهاية …..حتى أتى لطف الله لكى يعرفنا عظمته فى مداواة مخلوقه …..وتمثل هذا اللطف فى مستشفى 57357 التى جعلها الله سببا فى شفاء أطفالنا وبث السعادة فى قلوبنا.
فإذا كانت محافظة الشرقية مسقط رأسى مولدا.. فحافظة القاهرة “ومستشفى 57357 تحديدا” صارت مسقط رأسى روحا. دامت أرض القاهرة عامرة بالخير والأمان والسكن…
التعليقات مغلقة.