حكاية هذا اليوم ، يحكيها لكم سامي حنا”الرجل الصامت”
حكاية هذا اليوم ، يحكيها لكم سامي حنا “الرجل الصامت”
شعر المسافر بتعب وارهاق شديدين بعد رحلة طويلة على ظهر حصانه في الشمس الحارقة ، وعندما رأى بقعة ظليلة ترجل من على صهوة جواده وربطه إلى جذع شجرة قوية وأخرج بعض الطعام لمن حقبته واستلقى في الظل ليأكل .
وفي تلك اللحظة أتى مسافر أخر وترجل أيضاً من على حصانه وربطه في نفس الشجرة المربوط بها الحصان الأول ، فقال له صاحب الحصان الأول : حل حصانك وأبعده عن هذه الشجرة لأن حصاني شرس وقد يقتل حصانك ، لكن المسافر الأخر لم يعبأ بهذا الكلام ولم يفك حصانه ويبعده ، وماهي إلا لحظات حتى أنقض الحصان الأول على الحصان الثاني وأشبعة ضرباً وركلاُ حتى مات فراح صاحبه يصرخ ويهدد صاحب الجواد القاتل. لكن الرجل قال له : ألم أنبهك وأحذرك من أن حصاني شرس ورجوتك ألا تربطه بجانب حصاني ، لكن الرجل صاحب الحصان المقتول لم يقتنع بهذا الكلام وطلب تعويضاً عن حصانه الذي مات وألح في رفع أمره إلى قاضي المدينة المجاورة .
ذهب الاثنان إلى قاعة الحكم وحكى الرجل صاحب الحصان المقتول القصة من وجهة نظره للقاضي، أما الرجل صاحب الحصان القاتل فبقى صامتاً لم يفتح فاه.
سأله القاضي : ماذا تقول فيما حدث لحصان هذا الرجل ؟ ولماذا لم تدفع تعويضاً عن حصانه الذي قتله حصانك ؟
لكن الرجل ظل صامتاً .
حينذاك قال القاضي للرجل الأخر :يبدو إن خصمك أبكم وأصم .
رد الرجل قائلاً : لا يا سيدي القاضي إنه يتكلم وصوته عال جهوري .
سأله القاضي : وكيف عرفت ذلك ؟
أجاب الرجل : إني واثق يا سيدي أنه ليس أبكماً فقد حذرني من حصانه وقال أنه حصان شرس عنيف .
حينذاك قال القاضي : حسنا لقد انتهت القضية لصالح الرجل الصامت لأنك اعترفت بنفسك الأن أنه حذرك من شراسة حصانه وأنت لم تستجب لتحذيره وتأخذك حذرك وتبعد حصانك عن حصانه ، ماذا عساه أن يفعل لك ؟!!!!
التعليقات مغلقة.