نداء
عمار ياسر رضا
ملتقي الأدباء والمثقفين العرب:
السُّقمُ مِنْكِ وإنْ جرحْتِ شِــــــفاءُ والذًّمُّ منكِ وإنْ قصــــــــدْت ثنــــاءُ
والشِّعر منّي مَحْضُ عِشــقٍ ميِّتٍ ولِذاكَ كــــــلِّيْ أَدمعٌ ورِثِــــــــــــاءُ
أنعي وِداداً كــــــــانَ فيــــما بينَنَا قدْ حطمتهُ دوافـــــعٌ صـــــــــــمَّاءُ
لا الصّـمتُ يُجــدْي إنْ أبَيْتُ تَكَــلُّماً كلَّا ولا الأفعـالُ كــــــــيفَ أشــــاءُ
ماذا عسى النَّشـوانُ في عينيكِ أنْ يُبْلي وشـــــاطئُ مُقلَتَيْكِ بـَـــــلَاءُ
وأنا عشِـقتُ الصَّعبَ والبلوى معاً ومعَ المصاعبِ تَنْطِــقُ الأحْشـــــاءُ
في بحرِ شْعرِكِ كمْ تعبتُ ولم أجدْ وزنَ العيونِ وهدَّني الإعيـــــــــــاءُ
وبَكتْ حروفُ الوصــــفِ حتى أنَّها من بعدِ وصفِكِ ما بِها عميــــــــــاءُ
يا وردةً ما شـــمَّها إنْــــــــسٌ ولا جِــنٌ ولا طَيرٌ ولا الْعَجْمَــــــــــــاءُ
فَلِكُــلِّ أزهارِ الــــــدُّنا أرضٌ لهـــمْ فيها الحــــياةُ وأرضُكِ الجــــــوزاءُ
يَمَّمْتُ نَحْوَ الْنجمِ أسْـــــتَرِقُ العُلى وشِـــهابُ عِطْرُكِ مُنْيَةٌ علْيــــــــاءُ
وأنا الخياليُّ الـــــذي أبغي هـوىً لا الموتُ يفهَمُهُ ولا الإِحْيـــــــــــاءُ
وأنا الجنُونِيُّ الّذي في العشقِ كمْ لاذتْ لِفَــرْطِ جُنونـِـــهِ العُقَـــــــلاءُ
وأنا السـَّـــخيُّ وقدْ هَوَيْتُكِ عِندَما شــــــــحَّ الزّمــــانُ وأهلهُ بُخَـــلاءُ
وأنا الّذي شــوْقي كَصَيْفٍ لاهبٍ وفصــــولُ دهْري كُلُّهُنَّ شِــــــــتاءُ
ولئِنْ تَعَـــــسَّرَ في التَّوافُقِ موعدٌ فلقدْ تيَّســـــــرَ في النُّفورِ لِقـــــاءُ
فَلْتُسْعِدِي وقتاً يُكَــذِّبُ سِّــــــــرَّنا إنَّ السَّــــــــعادةَ كِذْبةٌ بيضــــــــاءُ
أجدُ الَّليــــــــالي ثَيِّبَـــــــاتٍ جُّلُّها ولكــــــمْ طغتْ في خرقها الأهــواءُ
إلَّا لياليَ في العُيونِ سـَـــــــهِرتُها وبها حَلُــــمْتُ وإنَّها العــــــــــذْراءُ
تُنْبيكَ عنْ عِشقٍ عَميقٍ سِــــــــرُّهُ وإذا كــــــتمْتَ أهانَكَ الإِفْشَــــــــاءُ
تُغــــــريكَ وهْيَ بعـــيدةٌ فإذا دنــتْ أَوَّاهُ كــــــــمْ يَتَعَاظَـــــمِ الإِغْـــــراءُ
تَفْني وجوداً تَسْــــــــتَحِلُّ بَوَاطِـــناً تَلْغي حُـدوداً تَسْــــــتَحِي تَسْــتاءُ
تَحْلوْ إذا ما الدَّمــــعُ غَصَّ هُطُــولُهُ ألقُ العـــــيونِ تَشَــــــــوُّقٌ وبُكــــاءُ
سَــــبَّحتُ باسْـــمِ اللهِ جَلَّ جـــلالُهُ وسَجَدْتُ تَشْـــــغَلُني بِهِ الأســــماءُ
فَدَعــــوْتُهُ ومَدامِعي تسْـــقي فمي وكـــــمِ ارْتَوى مِنْ دَمْعِهِ الإِظْــــــماءُ
يا منْ خلقتَ الــــدَّاءَ طــــــالَ أنينُهُ ولِكُــــــــلِّ داءٍ في الحــــــــديـثِ دواءُ
أنصَـــفْتَ في دائي فنوِّلْني الشِّــفا يا مَنْ بعــــــــدلِكَ تُقْهَرُ الظَّــــــلـماءُ
ألقيْتُ رَحْلي والشَّـــبابُ مُوَدِّعِـــي والأُمــنِياتُ عجــــــــائِزٌ شـَـــــــمْطاءُ
يُهديكَ مَنْ تَهْوى تَكَــــــتُّمُهُ وكَـــمْ في قــــــــولـِـــــــهِ تَتَغَيَّرُ الأشــــياءُ
مَنْ كانَتِ الْوحْيَ العميقَ لِشــــاعِرٍ ما ضــــــــرَّها أنْ يُهْدَهُ الإطــــــــراءُ
سَيَظَلُّ سَمْعِي نَحْوَ صَمتِكِ صاغِياً لَوْ عَزَّ في الأعـــــماقِ مِنْكِ
نِـــــــدَاءُ
عمار ياسر رضا
الكامل
شتاء 2006
التعليقات مغلقة.