موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ظمأ … دلال أديب

442

ظمأ

بقلم دلال اديب


بدأت خيوط الشمس تنشر على المدينة الهاجعه أشعتها ماحية ظلمات الليل الحالكه لتظهر طلائع الفجر فيبتسم الصبح ابتسامة خجولة كأنه سُرَّ لاحتضار الليل وتلاشي ظلماته.أخذت العصافير بتغريدها بعد ان استيقظت متنقلة بين الاغصان توحد ربها على طريقتها وكأنها تريد ايقاظ الطبيعه من رقادها الهادئ..
تمطت “ليلى”في فراشها الوثير الدافئ فتناهى لسمعها أصوات موسيقى زقزقة العصافير الجميله؛تثاءبت باسترخاء يشدها دفء الفراش للبقاء لكن ذلك الصوت جعلها تنهض ..فتحت النافذة .دخلت نسمات الصباح لغرفتها وجعلتها تستفيق ناظرة الى الحديقة التي تحيط بمنزلها .استقر نظرها على شجرة ورد تفتحت فيها وردة حمراء حديثاً وقالت في نفسها:كم انت جميلة!! وانت حديثة العهد بالحياة؛نظرت اليها بتمعن فشعرت بلذة لم تكن تدري سببها ولا السر وراء ذلك الحنان الغريب عند النظر اليها.لكنها مالبثت أن نسيت كل شيء الا ذلك اليوم الذي حملت فيه الوردة من بيت صديقتها وغرستها في الحديقه ثم أخذت تعتني بها كل يوم ،كان ذلك منذ سنتين حيث كان عمرها خمسة عشر عاماً أما الان فهي في السابعه عشر من عمرها هذا السن الذي يصج بالحيويه وينبض فيه قلب الفتاة بالحب لكل شيء..
مدت يدها وامسكت بخصلات شعرها المسترسله على وسادتها وأخذت تفكر بأمور مبهمه غامضه تثير في نفسها قلقاً وحيرة لم تكن تعرف سبباً لذلك.
فبرغم رفاهية العيش والحياة التي تعيشها الا ان هناك شيءمن ملل وضجر يقيدها،يخنقها وكم أبكاها فعاشت في جو من الحزن والفقد لشيء لاتعرف ماهو ولاتدري أين تجده؟؟؟
كانت ليلى وحيدة والديها لو طلبت لبن العصافير لأحضره والدها لها فالمال كثير ولايرد لها طلب لكنها كانت تشعر بظمأ لشيء مجهول لايرويه ماء ولايلبيه مال فماهو ياترى؟؟؟
كانت والدتها تراقبها ملاحظة قلقها وتوترها الا أن ليلى لم تكن ترد على اسئلة والدتها عن حالتها فكانت تحبس نفسها في غرفتها بعيدة عن الجميع حتى صديقاتها ابتعدت عنهن..كم مرة أصابتها نوبات من البكاء لم يعلم أحد بها الا وسادتها التي كانت تغرقها دموعاً..
اعتادت العائله على الذهاب في الصيف الى المزرعه لقضاء اجازة الصيف وكانت الام تأمل أن تتغير نفسية ليلى هناك….
استعدت الاسرة للذهاب وحضرت الام كل شيء وليلى غارقة في شرودها وحزنها وغادروا المدينه متجهين الى الريف حيث الخضرة والطبيعه الجميله..وصلت ليلى واستقرت في غرفة مطله على البساتين. بدأت بالخروج في نزهات مع الفلاحات الى النهر والبساتين..
كانت تجلس معهن ساعات تستمع لاحاديثهن الساذجه العفويه لكنها انبسطت بالجلوس لهن متأملةأن يخفف عنها ذلك الحزن والملل…
في عصر أحد الايام كانت بنزهة مع الفلاحات واتجهن نحو النهر جلسن يتبادلن اطراف الحديث رأته قادما من بعيد بقامته الطويله يرتدي لباسا فلاحيا بسيطا القى التحيه مطرقا بنظره في الارض وتابع طريقه وليلى تبعته بنظراتها فلقد شعرت بشيء سرى في جسدها وكأن تيارا كهربائيا أصابها..رجف قلبها وتسارعت نبضاته سألت عنه فورا من يكون؟؟؟
-انه البستاني أحمد..
كان أحمد هادئا،وسيما،يبلغ من العمر عشرين يعمل عند والدها بالبساتين….
عادت ليلى الى البيت تاركة قلبها عند أحمد؛حاولت أن تنام
تلك الليلة لكنها لم تستطع فصورته لم تفارقها..احتارت في امر قلبها وماذا أصابها؟؟؟
شعرت بسعادة لم تعهدها من قبل أشعلت اسطوانة التسجيل واستمعت لبعض الاغاني انها المرة الاولى التي تسمع لأغاني
استلقت على سريرها وأخذت تحلم بالزائر الجديد لحياتها فقررت الذهاب لرؤيته ثانية.
لقد أحبته دون أن تشعر انه الحب من النظرة الاولى..أخذت تتردد كل يوم على البساتين لتلتقي به وحبه ينمو شيئا فشيئا بقلبها غير آبهة بما ينتظرها من مصاعب…
مرت الايام وأخذت ليلى تتغير أحوالها للأحسن فلقد وجدت عند احمد ماكانت تبحث عنه والفراغ القاتل قد ملأه عشقها لأحمد فهامت به حد الجنون فلم تعد تستطيع البعاد عنه..
كانت تختلق الاسباب لتراه لم تبح له ولم يكن هو ليجرؤ على أن يبادلها ماتشعر به انه الفلاح الفقير الذي لايملك سوى مايأخذه من قروش لقاء خدمته لهم وقطعة أرض يعمل بها ليسد رمق اخوته الصغار الذين تركهم له والده بعد وفاته
كم حاولت اظهار حبها له فقطفت الورود وقدمتها له لكنه كان كلما تقربت ابتعد..هامت به وعشقته لكنها لم تبح له ..
انتهى الصيف وحان موعد الرحيل نادتها امها لتنقل لها خبرا سارا قائلة:لقد طلب ابن عمك وليد يدك وانت تعلمين من هو وليد؟؟
لديه من الاموال وعنده من الثروة مايجعلك أميرة ووريثة لكل مايملكون…
لم تجب ليلى بكلمه فكان الخبر كالصاعقة أصابها.وزلزل كيانها وكادت تسقط ارضا لكنها تمالكت نفسها وخرجت هائمة على وجهها في الحقول باحثة عن حبيبها تريد أن تعترف له بحبها ..لم تجده في كوخه تابعت طريقها في البساتين بحثا عنه فترامى لسمعها صوتا قادما من بعيد مع ضحكات ؛اقتربت من مصدر الصوت وهي واقفة خلف شجرة لترى ..وكانت الصدمة لها كبيرة فقد كان حبيبها برفقة احدى الفلاحات يحادثها؛يناجيها بأرق العبارات واعدا اياها بحفلة زفاف يحضر لها عن قريب..
قال أحمد:أحبك ياغاليتي او تظنين غير ذلك؟؟
-لكنك مشغول عني ولم أعد أراك؟؟
-انني غائب أحضر لأمر مهم..
-ماهو يااحمد؟؟
-سيكون زفافنا مطلع الربيع ان شاء الله فما رأيك؟؟،
كادت حبيبته تطير من الفرحه وليلى تسمع وهي تستند على جذع الشجرة.
-أصحيح ماتقوله ياأحمد
ضمها أحمد لصدره وهو يردد كم أحبك يامجنونه وهل تظنين غير ذلك…
رأت ليلى بعينها وسمعت كل شيء..استدارت عائدة والخيبة تملأ قلبها المكسور تاركة حبيبها بين أحضان من اختار لكن الى أين؟؟؟انها لاتعلم؟؟ولاتدري ؟؟
لم تعد ليلى للقرية ومضت باتجاه النهر حيث التقته أول مرة….

التعليقات مغلقة.