موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مسابقة القصة بالتعاون مع ملتقى الأدباء و المثقفين العرب من ١٧- ٢٣ فيراير

717

مسابقة القصة بالتعاون مع ملتقى الأدباء و المثقفين العرب من ١٧- ٢٣ فيراير

١- الدكتورة هدى عبدالرحمن
نوال أحمد رمضان

نظر له الطبيبُ وإبتسم إبتسامةً باهتةً تخفي خلفَها بعضَ الضيقِ قائلًا: “اسف التحليلُ إيجابي ”
بُهت أحمدُ وهو يرددُ مَذعورًا: ” كيف؟ ليس فى عائلتي مريضٌ سُكرى! “
استطرد الطبيبُ: ” ليس كلُ السُكرِ وراثيًا اطمئن لم يعُدْ السُكرى بهذه الخطورة ويُمكننا السيطرة عليه، فقط اتبع التعليماتِ ” .
ابتسم أحمدُ بمرارةٍ: ” ان شاء الله ” ..
وانصرف شارد الذهن، وصل الى المنزلِ، جلس أمامَ الشبكةِ العنكبوتيةِ (النت) بوجلٍ وتحديٍ: ” لابد ان أعرف كلَ شئٍ عنك، لابد من السيطرةِ عليك ”
بدأ البحثَ، وظهرت النتيجةُ، استوقفه خبرٌ سارٌ : (اكتشاف علاج جديد وفعال لمرضِ السُكرى )، ضغط سَريعًا؛ أملًا في الشفاءِ، اكمل قراءةَ الخبرِ وكانت المُفاجأةُ: (الدواءُ الجديدَ توصلت إليه الطبيبةُ النجيبةُ: هدى عبدالرحمن ).
ضحك بصوتٍ عالٍ وهو يرددُ: ” حقًا خبرٌ سارٌ “؛ وهو سار ليس لانه عِلاجًا جديدًا للسُكرى فحسب ولكن لان صاحبته هى الدكتورة هدى!
سنواتٌ وسنواتٌ مرت منذ رآها أخر مرة في حفلِ نهاية المدرسةِ الثانوية التي جمعتهما معًا، كانت الاولى دائمًا،
وكم كان شغوفًا بهدوئِها وطموحِها وابتسامتِها الرقيقةِ وتواضعها الجم.
إلتحقت بكلية الطب وإلتحق بكليةِ التجارةِ، فانقطعت أخبارُها ولكن ابتسامتها لم تنقطع ابدًا عن مداعبتِه مع ذكرياتِ الطفولةِ والصبا من آن لاخر.
وها هى فجأة تطلُ عليه بوجهِها الصبوحِ وابتسامتِها الساحرةِ،
تغيرت قليلًا؛ ارتدت نظارةً طبيةً وهذا امر طبيعي لمُجتهدةٍ مِثلها، ازدادت نحافة وهذا ايضا امر طبيعي فلابد انها تبذلُ مجهودًا شاقًا ولا تأكل جيدًا كعادتِها.
لكنها مازالت شمس مُشرقة وقد اشرقت في لحظةٍ حرجة من حياتِه بدواءٍ لمرضِه.
تناول هاتفَه بلهفةٍ، نزل مُسرعًا، ادار مُحركَ سيارتِه -راجيًا الله ان تتذكره- وصل الي المستشفي، توجه الى عيادةِ السُكرى، لمحها، اقترب منها فى وجلٍ وحذر: ” مساءُ الخيرِ دكتورة هدى “
رفعت رأسها وبابتسامتِها الرائعةِ: ” مساءُ النـ ورِ” ولم تُكملها، زادت ابتسامتُها، وبهدوءٍ يعرفه جيدًا: “احمد !!! “
ابتسم وقد هربت كلُ الكلماتِ ” لم اتوقع ان تتذكريننى ! “
ابتسمت بحياءٍ شديد -كان مثار اعجاب كل الطلبةِ- : ” كيف لا اتذكر زميلَ الزمنِ الجميلِ اهلا بك، ماذا تشرب ؟ ” ..
ابتسم وهو يرددُ: ” شاى بدونِ سُكر واكمل بأسى اننى مريض سُكرى “
ردت برفقٍ: ” اطمئن؛ العلاجُ سهلٌ ان شاء الله”
رد مُطمئناً: ” يارب”
تناولت جهازَ قياس السكرِ، اخذت عينةَ الدمِ، كتبت الدواءَ ، وشرحت التعليمات، وابتسمت: ” الاستشارةُ الاسبوع القادم “
شكرها وهَمَ بالانصرافِ وقد شعر بالشفاءِ، مد يدَه يصافحُها مُودعًا … انها لا ترتدى خاتمَ زواجِ …
عاد إليها مُترددًا بعد ان ابتعد قليلًا: “دكتورة هدى هل تسمحين لى بسؤالٍ شخصي؟ “
هزت رأسها بالإجاب: ” كيف حال زوجك واولادك ؟ “
شعرت بالارتباكِ، ردت بأسفٍ وحياء: ” لم اتزوج ” ..
ودون ان يشعر ابتسم ابتسامة انارت وجهه وكأن اجابتها طوق نجاة ألقته لغريق ….
وأردفت وهى باسمة: “وكيف حال زوجتك واولادك ؟”
رد السؤال بسؤالٍ صادم: ” هل تقبلينني زوجًا؟” .
لم ينتظر الاجابةَ، انصرف وهو يردد: “موعدنا الاسبوع القادم …”
لقد وصله الردُ في صمتٍ خجولٍ، هرول وهو يشكرُ السكر الذى اختفى من طعامِه وشرابِه ليُحلى حياتَه كلها.

٢- حنين …سميرالخولي

وقفت أمام المرآه أصفف البقية الباقية من شعر ضاع مع الزمن مثلما ضاعت سنوات كثيرة من العمر كانت الموضة أيامنا هو الشعر الطويل وكنا نقلد حليم فى تسريحة شعره وملابسه ونغنى بل ونحفظ أغانيه الجميله نظرت إلى وجهى جيدا فى المرآة ووجدت أن الزمن ترك عليه آثارا رهيبه من تجاعيد حفرت أخاديد على وجهى سرق منا الزمن الشعر والضحك والعمر لم يترك لنا إلا حنينا فى قلوبنا يذكرنا بتلك الأيام وفجاة أخرجنى الشيطان الصغير من ذكرياتى وهو يتعلق بقدمنى ويهزنى صارخا ددو .. ددو …. ولم أتمالك نفسي حملته وضممته إلى صدرى وأردت أن أهرب منه ولكنه تشبث برقبتى وهو يشير إلى الباب قائلا باى ددو … باى ددو..وأمام إصراره على الخروج معى لم استطع كالعادة أن أغضبه فتحت الباب وخرحت وأنا أحمله وضحكته تملأ الدنيا بهجة وسعادة وسألته تحب تروح فين يا عم وكالعادة لم يقل إلا باى ددو . قررت أن آخذه ونجلس على أقرب كافيه للبيت وما أن خرجنا من الباب وشاهد السيارة تقف فى مكانها المعتاد حاول أن يلقى بنفسه عليها وأصر أن نركب السيارة التى أصبح يعرفها وسط ألف سيارة وطبعا كالعادة لم أستطع أن أرفض له أمرا وما أن فتحت باب السيارة ووضعته داخلها حتى بدأ يمارس هوايته بالعبث فى كل مل تطوله يده الصغيرة وضحكته ما زالت ترن فى قلبى أدرت السيارة وأنا لا أعرف إلى أين وهو يعبث بمؤشر الراديو حتى جاءنى صوت فايزة احمد وهى تغنى ليه يا قلبى ليه وهنا قررت أن أذهب إلى بيتنا القديم حيث سمعت هذه الأغنيه لأول مرة أو قرأتها فى أول رسالة جائتنى ..هنا بيتنا القديم وهنا أصدقائى القدامى هنا أجد نفسي أجد روحى أشعر بقلبى ينبض خرجت من السيارة وفتحت باب مالك لأحمله وهو لم ينتظر كعادته قفز إلى صدرى وإستدرت بعد أن أغلقت الباب لأجدها أمامى تلاقت عينانا إبتسامتها الساحرة كما هى قوامها الممشوق كما هو أناقتها وبساطة ملابسها كما هى لم يغير الزمن إلا قليلا من ملامحها هى هى شعرت وكأنها كانت بالأمس معى ولم نفترق كل تلك السنوات الطويلة أشارت إلى مالك فضحك لها ضحكته الماجنه لم تتماسك أتت اليه مسرعة مدت له يدها ألقى بنفسه بين أحضانها قبلته وضمته إليها بحنان ليس بغريبا عليها لم أنطق كلمة واحدة وهى أيضا كان كل حديثها موجها لمالك ذلك الشيطان الصغير الذى نال منها فى دقائق مالم أحظى به أنا طوال خمسة سنوات من الحب والعشق والهيام كانت هى أول من خفق لها قلبى عرفت الحب عندما رأيت عيناها لأجلها كتبت أول قصائدى وألف ألف رسالة لم يقرأها سواى عامان كاملان أترقب ظهورها عن بعد يرقبها قلبى بشغف عامان لم تكن لى فيهما أمنيه إلا أن أقول لها أنى أحبها حتى إلتقيتها يوما عندبقال مجاور لبيتنا لم أتمالك نفسي ودعت خجلى للحظات وممدت لها يدى أسلم عليها ومدت يدها وكأننى غريق أُلقى لى طوق النجاة أمسكت يدها ولم أفلتها وقلت لها وأنا لا أشعر بمن حولى من البشر أحبك إبتسمت وأحمر وجهها خجلا وسحبت يدها بهدوء ورقة وغادرت مسرعة تسمرت مكانى وصرخت مع تنهيدة تخرج من القلب أخيرا أخيرا وسرت أقفز كالمجنون من فرط سعادتى وظللنا بعدها ثلاث سنوات لم نفترق ورغم كل هذا أنتهت قصتنا على غير ما تمنينا .. وتلك حكاية أخرى ..
ياااااااه نسيت مالك

٣- الْوشم … هناء محمد

مع أذانِ الفجرِ نشُمُّ رائحةَ الخبزِ الطّازجِ، كأنّه رسولُ حُبٍّ يوقِظنا من النّومِ، تتسابقُ صوتُ الدِّيكةِ بالصّياحِ، يَغارُ الحمامُ فيُرسلُ هديلَ السّلامِ يتهدّلُ؛ لِيعُم الدّارَ، الماشيةُ تجري، تُلاعبُ بعضها دون دهسِ الصّغار رغم صغر المكانِ، فالكلُ يعرف أين يضع قدميّه، طبليةُ العائلةِ الكبيرةِ التي صنعها أبي بيده الخشنة مطّليةٌ بثلاث آلوانٍ، أحمر، أبيض، أسود، فكلُ لونٍ له حكاية في دولاب الذِّكرياتِ، نلتفُ حولها مليئةً بالخيراتِ، الماءُ يتلألأ في الأكواب، نرى فيه قلوبنا، أعينُنا تفيضُ بالكلامِ دون مرسالٍ، أشعةُ الشّمسِ الذّهبيةِ تُدفئنا و تكفينا، توعدنا ألا نحتاج بعدها لغطاءٍ في لحظاتِ البرد القارسِ، كانت دائمًا صادقةً، فمن أين يأتي البردُ القارسُ؟! ؛ لِينهشنا و أرواحُنا تُشّعَلُ بالوئامِ، الأرضُ شديدة الخضارِ على مد الأبصارِ، كم يعشقُ الفأسُ تلكَ الولود، يااااااالحضنه وقت الصّباح، يا لجمال المولود ذهبي اللون الذي تحيا به الحياةُ، دقات أمُ مبروك على الباب، نتقاسمُ أكواز الحليبِ، وإذا طلبت منا المزيد تجِدُ ما تشاءُ، فعندنا الخيراتُ و البركاتُ تكفي حتى الجيرانِ، فكم جربونا و ما كان الخُذلان يومًا شيمةُ أهل الدّارِ!! الدّارُ تعجُ بالضحكاتِ، يسمعها المارةُ، فيلقون علينا السّلاما كحباتِ الأمطارِ، نلعب… نجري…. نسابق السّحابَ، نطيرُ كالفراشاتِ، تجري أمُّنا وراءنا تُلطِخُ وجوهنا بالعجين و هي تضحكُ، فتُحيي قلوبُنا، تنمو تزدهر كورود الرّبيعِ، إنّ ضحكةَ أُمّي ليس لها نظيرٌ، سرعان ما يغشانا الليلُ، يسدلُ علينا خيوطَ العنكبوتِ، تُفسد حلاوةَ العسلِ، و تُعكِرُ صفو اللبنِ، لقد ذبحت هديلَ الحمامِ على أعتاب الأمانِ، أماتت صياح الدِّيكةِ فحلَّ الظّلامُ بأصواتِ الأشباحِ، أطفأت نورَ الشّمسِ كره الفأسُ الأرضَ، فأجهضت جنينها، تكابل عليها الحديدُ و النّارُ، تاه الجيرانُ فما عرِفوا لها عنوان، هي لا صوت لها؛ لِتصرخ فالفضاءُ أصمٌّ، ما عاد شيءٌ هناكَ حتى رائحة الخبزِ تبدلت بثورةِ دُخانٍ، ما بقى إلا صوتُ أذانَ الفجرِ و يدُ أُمّي على كتفي كالوشم، لكن لا أحد يصحوا منذُ أنْ جاء الليلُ، فأين أُمّي؟!!!!

٤- حلم … فاضل محمد الربيعي

رشيق كسهم منطلق تحيطه أشعة شمس ذكية . نسائم تلامس جوانبه بحنو وهو يضغط على دواسة عتلة عجلته الهوائية الدائرية ليتحرك أسرع .
يشسده هاجس جميل ليلتقي طلبته الذين يسكنون القرية المزهرة .
نظراته تلاحق جذوع النخيل كصبايا تصطف مرحبة بزائر عزيز ,
والأغصان تنتشد حفيفا ً راقيا ً ,
يشده كأنما يسابق العصافير ليكتب أجمل مقطوعة موسيقية لا تعرف الرتابة ولا الملل ..
الشارع الاسفلتي تتراقص في جوانبه الأغصان كحوريات ذوات جمال أخاذ .
يتمايل ذلك الشاب بدراجته يمينا ً وشمالا ً ، ويشدو لحنا ً طالما أحبه ……
( أين من عينيك هاتيك الجمال … يا عروس البحر يا حلم الخيال )
طربا ً تهتز معه جل الأزاهير المحيطة به ، وترسم خيالاته لقاءه المرتقب بالحبيبة في يوم الزفاف .. يظنه قريبا ً …..
لقد كان شرط أبيها أن يتعين معلما ً لكي تتم الموافقة النهائية ..
يعد نفسه ليلتقي بالأب ويحتضن تلك الحلوة التي طال انتضارهما لمثل هذه الليلة ..
دبت في جسده رعشة عنيفة وهويسمع صوت منبه سيارة قريب منه .
يلقي بنفسه على العشب المجاور للطريق مع دراجته ويلتهم بعين فاحصة تلك المركبة التي كان فيها عدد من الشبان يحتسون البيرة .
تعالت ضحكاتهم حين سقوطه وهم يلقون الزجاجات الفارغة على الطريق ..
لقد تمزق أحد اطاري دراجته من أثر زجاج احدى القناني المتكسرة .
وقف مستقيما ً وأزال الغبار عن ملابسه واعتدل بالدراجة وهو ينظر في الزجاج الذي غطى مكانا ً ليس بقليل من الشارع .
ترك دراجته وبدأ يلتقط الزجاجات من الشارع .. لا يدري من أين تقاطرت عليه مجموعة من الطلبة ، شرعوا يساعدونه في تنظيف الشارع .
لقد بدا أكثر سعادة ً وهم يشاطرونه التنظيف ..
صفقت أسارير وجهه وبدا وكأنه يعيش أجمل الأحلام ,
وهو ينحدر مع طلبته بعد نهاية عملهم في تنظيف الشارع .
وأحدهم يقود دراجة الاستاذ علي ، يتناقشون في أيهما أهم : ” طارق ابن زياد أم قتيبة بن مسلم الباهلي ” .
كان استاذ علي منشغلا ً في الاجابة وقد أحاط به طلبته حبا ً واعجابا ً…..
طريق ميسمي يوصل للمدرسة من الشارع الرئيسي ..
نبتت على جوانبه سنابل الحنطة تتراقص مع نسيمات الهواء تمجد الحياة والمحبة…
فجأة تجمعت على الطريق الميسمي عقارب وثعابين تعلن شرا ً مبيتا ً على القادمين المسالمين .
السائرين في الطريق ..
وقف الاستاذ ومعه طلبته ..
تماسكت الأيدي ، وصار صوتهم محتدما ً بذكر الله . قوة لعزائم الطيبين . تقدمت المجموعة الطيبة بخطى ثابتة نحو الطريق ..
صوت ينادي :
ــ علاوي … علاوي ..
يصحو علي من غفوته . يفتح عينيه بسرعة وينظر الى أحدهم ويقول :
ــ نعم ماذا .. ماذا تريد .
ــ استعد لتنقل بعربتك الحمولة من المحل الى ساحة الوثبة بسرعة ” خل لك همة “!!
ينهض على من عربته التي غفا عليها قليلا ً ، يمسح وجهه وتعلو وجهه حسرة على حلم آخر قد ضاع وهو يهيء عربته .
يدفعها نحو السوق الذي تعاظمت فيه أصوات المارة وضاعت عربة ( استاذ علي ) مع عشرات العربات ..

٥- سيدي علي أبو النور … أسماء البيطار

خرجت مُسرعة كي الحق خُطي أبي بعد أن ودعت جدتي
و كنتُ أعلم أنه يمشي على مهل كي أستطيع اللحاق به و يعلم أني عندما آراه و قبل أن الحقه بخطوات معدودة أقلد مشيته و أضع يدي خلف ظهري كما يفعل
و لحقت به عند منتصف الطريق
و فجأة توقف و قال لي نسيتي كـ العادة حقيبة العمل .
و أنا غداً سأنطلق عند الفجر إسرعي قبل أن تنام جدتك فقد تجاوزت موعد نومها بشقاوتك كنا قد قربنا من منتصف الليل و لكن الطريق كان أمان و المسافة بين بيت أبي و جدتي كانت لا تتعدى العشرة دقائق سير على الأقدام .
فذهبتُ و كانت تنتظر عودتي فأعطتني الحقيبة و قالت هيا إسرعي الوقت تأخر .
فنطلقت بخطوات سريعة كي أستطيع اللحاق بأبي و لكني لم أجده هذه المره
فأكملت المسير وحدي أونس نفسي ببعض أغاني الأطفال العالقة في ذهني و أُمرجح الحقيبة في يدي فكان الشارع العمومي هادئ إلا من بعض المارة .
و كان مدخل حارتنا به إضاءة خافته جداً و لكني كنت اعتادها
و على بُعد خطوات من مدخل الحارة مقام لسيدي على أبو النور تعود المارة أن يقفوا يتبركوا بالمقام و يُشعلوا بعض الشموع في النهار .
و لكن تلك المره و أنا بمدخل الحارة شَعرتُ برهبه
لا أعلم لماذا ؟؟
و دون أن أشعر عَليّ صوتي بالغناء فقد كانت الحارة هادئة تماماً سوى من خطواتي المرتجفه !
و كان بجوار مقام سيدي علي أبو النور حارة صغيرة و ضيقة لم ألمح فيها يوم ضوء سوى ضوء النهار و لا أعلم لماذا نظرت لها فجأة و أمعنت النظر فإذا بشعر رأسي يطقطق و يرتفع فلم أشعر بنفسي إلا و أنا أضع يدي على رأسي بقوة من فرط ما شعرت بألم فيه و كأن أحد يجذبني منه و لا أعلم كيف وصلت إلى البيت .
أعطيت لأبي الحقيبة و انطلقت تحت لحافي و أنا اُحدث نفسي
هل كان بالمكان عفريت ؟
هل إنزعج سيدي علي أبو النور من صوتي عندما كنت أغنى ؟
و راحت عيني في النوم و أنا بين هل و هل ؟
و في اليوم التالي أخذت شمعة من درج أبي و ذهبت لسيدي على أبو النور و قصصت عليه ما حدث لي بالأمس عند مقامه .
و الأن تجاوزت منتصف الأربعين و عندما أمر من أمام مقام سيدي علي أبو النور و إن كنتُ في وضح النهار
يد على رأسي و لساني يتلو اية الكرسي .
و إلى الأن لا أدري و أتسائل أكان هناك حقاً عفريت و لكن كيف و مقام سيدي علي موجود ؟!

٦- زمان …خالد بيومي الحمصي

وانا في ابتدائي كنت عاشق
كات اريبه كان مابيني وبينها حبه م الدقيقه
يعني جارتي
كل يوم ساعه العصاري
كنت ساكن جوة مقعد
كنت جوة كتابي ادارى
شوقى ليها كان بيرعد
اخدت سلم كل درجه فيه تعلم جوة قلبي
كنت بطلع فوق سطوحه ال بزاكر
كنت بعمل كده بس عشان اشوفها
كات بتطلع كنت اشوفها كات تغني الدنيا اكتر
كنت بعمل ان دراعي نمل م الكتاب ارفعه يمكن تشوفني
فجأه تعدلي الحجاب
هي كانت زيي بردك بتلاغيني
شويه لما يهل الليل وتهرب من عيوني
هبا بقزح من سطوح المقعد اللي غواني بيها
اخدها جرى لحد بيتها
الاقيها واقفه جنب باب البيت ف ايدها
ماسكه ورده
من كسوفي كنت اخش في تاني جنب منها
عمي فتحي والبقاله قلت لازم اقوله حاجه اي حاجه
اديني حسابنا يا خال
شوف علينا ايه يا حج
يقولي سادد اقوله لا
بس ابويا يادوب يهج
اسيبه وامشي اعدي
تاني جنب منها عينها
كات تسالني 100سؤال
اصل حالي كان دا حال
اصل عشقي كان محال
هي ابوها كان حاجه تقول وزير
وانا ابويا كان فقير
كات صحابي تقولي لو شاريها روح ناديها
ولا خايف من ابوها
بس انا كنت بستكفي بس اني اشوفها
واملي عيني من ورودها
هو اللي زارع جوة منه ياناس ورود
مش برده يكفي انه بيدوب في ريحتها
ولا هو العشق عندكه يعني كيف عشقي كان ليها نضيف
كنت زارع جنب منها الف فخ
غيرى لو حاول يقرب فيه تبخ
كات تسيبني تروح وتدرس بالشهور
لما رجعت شفت بدر ب 100عروسه
بس لازم كل حاجه ليها كوسه
جالها ناس اللي بيه
واللي باشا واللي راجع من باريس
واللي هيأكل بغاشا
واللي هيلبس فريه
بس كان لازم بايدي
اقطع الشجرة اللي شربت من وريدي
دبلت فيا وانحنا فيا الشباب
دخلت جوة كتابي حياتي وانقفل علي قلبي باب
شافني ابويا قالي مالك
هو زرعك ولا كان غاويك شيطان
لما تيجي تجيب قميص
نأي توبك خد مقاسك
كل من الشجره اللي
تطرح وسط ناسك

٧- المحبرة …إبراهيم معوض

العيون معلقة علي باب الخيمة العالية، الترقب يحنط الأجساد حتى بدت وكأنها تماثيل، الطبيب والعراف بالداخل يبدو أنهما لا يعبئان بقلوب في الخارج تكاد أن تتوقف؛ طال الأنتظار، الرؤوس منهكة من كثرة ما بها من أسئلة، ماذا سيطلب الطبيب اليوم من أعشاب نادرة؟ وكم من الشباب ستفقد القبيلة في سبيل الحصول عليها؟ وهل سيشفي الشيخ بعد كل هذا العناء؟ أنفقت كل الأموال، توقفت حركة القوافل، على أمل واحد أن تعود إليه صحته وبعدها ستعوض كل الخسائر، فهو الوريث الوحيد للعقل والحكمة والقيادة.. تحركت بخطوات هزيلة حتى صرت قبالة الكاتب تفحصت جلسته وحركته الدائبة الظاهرة وسط الجمود وكأنه كاهن يتعبد بين أصنامه، تتطوح المحبرة المعلقة بعنقه مع حركات ريشته على القرطاس، حتى تمنيت أن تسكب محتوياتها علي ملابسه وأوراقه؛ ماذا يكتب هذا المجنون؟ فالناس متصلبة كأعجاز النخل الخاوية والأحداث متجمدة مثل أطرافي وصرير قلمه لا ينتهي، لملمت بقايا شجاعتي وسألته، فرد ببساطة لم اتوقعها: خذ وأقرأ.. فضحكت برغم سخريته مني؛ فأنا أعلم أنه يعلم أن القبيلة كلها لا تملك من يقرأ أو يكتب سواه، فأردت أن أرد إليه الإهانة بضعفها، فقلت: يبدو أن صحة الشيخ لا تعنيك؟ فقال: أنا فقط أهتم بتدوين أفعالكم وأفعال القدر بكم وليس لي هم آخر. فضحكت ثانية من جهله وقلت مخاطبا نفسي: ماذا يفيد ما يكتب إذا مات الشيخ وذهب الخير والبركة؟ نحن لا نقرأ يا حمار..
خرج العراف بملابس يبللها العرق، وجه معقود وكأنه مرسوم من حصيلة طلاسمه، وقف قليلا ثم نظر في النجوم، تبعه الطبيب لا يختلف عنه كثيرا في الهيئة والمنظر إلا أن نظره زائغ وكأنما ينفذ به بين أضلاعنا، ثم أشار نحو الخيمة، قائلا: أيها الناس ما عاد يجدي الطب ولا السحر، إن الشيخوخة تجفف ما ترطبه العقاقير والتعاويذ، لقد خسرنا الحرب أمامها ونعلن ذلك للجميع، بكت العيون والقلوب، ندم كل من أنفق النفس والمال على أمل زائف..
صرخت النساء: لقد تركنا للضياع والجوع..
إختلطت الأصوات فغاب العقل: هيا مزقوا الساحر والطبيب فما عادت لهما فائدة؛ فما حصدنا من الطب والنجوم إلا الموت، فر الطبيب يركض في طريق السباع، وطار العراف يمتطي صهوة نجومه، فصرخت فيهم أن يتحلوا بالعقل والهدوء بعدما يقتلوا هذا الكاتب اللعين فإنه طائر النحس.

٨- حدث في ٢٤ ساعة …محمد سالم

كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساءاً من إحدى ليالي شهر أغسطس ، سكن فيها كل شيئ حتى نسمات الليل توقفت ، كان الهدوء هو السيد في هذه الليلة الخانقة…
رَجلُ في عقدهِ الخامس يعيش وحيداً في شقته بالمدينة بعد رحيل زوجته التي تركت له إبنهما الوحيد الذي يعيش مع اسرته في مكان آخر ليس ببعيدٍ عن الأب ..
رنين الهاتف يخترق حاجز الصمت الذي غلف المكان مِبدداً ذلك السكون الخانق للأنفاس … رفع سماعة الهاتف إلى أذنه لحظات ثم أعادها وهو يتمتم بكلمات مرتجفة غير مسموعة … لم يدري بالوقت وهو يقف مشدوداً بجوار الهاتف يتنقل بنظرات زائغة في محيط المكان ، محاولاً جمع بعض من شتات فكر تخلى عنه في هذه اللحظة …
بيد مرتعشة رفع سماعة الهاتف وألقى بكلمات على أذن محدثهِ ….
الثالثة فجراً ، سيارة الابن تشق طريقها وسط ضباب كثيف انتشر على غير موعده متجهة إلى إحدى القرى الريفية حيث بيت العائلة الكبير ومسقط رأسه …
هل تعلم يا بُنّي أننا مخطئين في الأقلال من زياراتنا لبيت العائلة خاصةً بعد وفاة جدك ، .. كلمات يشوبها حزن القاها الأب على مسامع ابنه الجالس على كرسي القيادة .. نظر الأبن إلى أبيه وكأنه اراد أن يخفف جانباً من همٍّ ارتسم على وجه ابيه ، قائلاً : إنها الحياة يا أبي غالباً ما تلهينا عن أشياء نحبها ، وتقسو علينا حتى في لحظات فرحنا ..
الثامنة صباحاً ، يتوقف ضجيج محرك السيارة أمام بيت ريفي ، يُفتح باب السيارة ، خرج الأب يكسو وجهه حزن عميق ، بخطوات ثقيلة واصل سيره باتجاه مدخل البيت يرافقه الأبن ..
أكُفٌ تتصافح … أقدام تزحف …وأجساد تتصادم ، لكن الأب لم يرى شيئاً ، خيالات غير واضحة المعالم تتحرك من أمام عينيه .. كانت عيناه تصبان نظراتها في اتجاه واحد .. مدخل البيت …
اتخذ طريقه قاصداً السلم المؤدي للطابق الثاني مُتجهاً صوب الغرفة الكبيرة ..
انها لحظة اللقاء من بعد فترة بعاد ليست بالقصيرة ، شريط من ذكريات عبرت خياله ، اعادته في لحظة الى بدايات العُمر ، تشابكت احداثها ، وتنوعت ما بين فرح وحزن داخل جدران هذا البيت الكبير والذي كان بمثابة الوطن يجتمع فيه كل افراد العائلة .. تذكر زمن فيضان النيل وكيف كانت مياهه تغمر القرى والنجوع وكان تعلم السباحة من الضروريات لأطفال القرية على أيدي الكبار ، وهذا ما حدث للاب على يدي اخيه الاكبر ..تذكر كيف تعلم على يديه فن الرسم ، وكيف جعله متفوقاً على اقرانه في مادة الرياضيات …
وكان اللقاء بين الأب القادم من سفر بعيد وبين جسد مُسجّى على فراش ابيض نائماً في سكون تحوطه افراد من العائلة وبعض من اهل القرية مابين واقف وجالس ، وقارئٍ لآيات من القرآن..
لم يتمالك نفسه فالقى بجسده في أحضان الجسد النائم وانخرط في موجة بكاء شديد ..
يد أحد ابناء العائلة تربت برفق على كتفه لتهدئته …
حانت لحظة الموكب ، أبىَ إلا أن يكون في وسط من حملوه ليسير معه أولى الخطوات إلى حيث الأبدية هي المكان والزمن ، الى حياة الخلود الحقة..
الواحدة صباح اليوم التالي ، السارة تشق طريقها ولكن وسط ظلام حالك هذه المرة في طريق عودتها الى المدينة ، كان طريق العودة تملؤه العقبات والصعاب ، حُفر ومطبات لم نشعر بها عند قدومنا رغم انه نفس الطريق ، يبدو ان كل جميل في حياتنا يرتبط وجوده بوجود احبابنا من حولنا وهانحن نفقد الأحساس بجمال الأشياء بفقدانهم ..
الثامنة صباحاً .. الأبن يفتح باب السيارة ويأخذ بيد أبيه صاعداً إلى شقته .. ألقى الأب بجسده على سريره ، كان منهك القوى ، مضطرباً زائغ النظرات ، بدا وكأنه لا ينظر شيئاً ، لكنه نظر أشياء كثيرة لم يراها غيره حتى ابنه الواقف إلى جواره ..
كان يصرخ من داخله صرخات مكتومة ، يمزق انينها قلبه ، صرخات لا يسمعها ولا يحس بآلامها غيره :
ليتك ما تركتني … ليتك أخذتني معك .. كُنتَ لي كل شيئ..
انحنىَ الظَهر .. انكسر العَضَد ….
كان الأخ الأكبر .

٩- تشابه أسماء …إسماعيل محمد قمر

تسرق تأملي الباحر، من كل السفن، وتستوقفني ملامحها الغاية في العذوبة،
بلذة العذاب تتدرج مشاعري، كيف نسيت أن بتلك الغرفة المظلمة المليئة بكراكيب الذكريات مصباح إنارة ؟
كل ما يتطلبه لمسه ،ولكني لن أنسى أن يدي ما عادت
تجرؤ على لمس ما يضيء لرؤية صاخبة، أتأملها لدقائق، صورتها قبل أن يراها غيري ،
بالملمح الساكت المطلي بكلمات قصصي القصيرة…
التفت إلى صوت يناديني بنظرة لائمة، فقد قطع استرسالي، مع قدم برائتها الملمه
بكل تفاصيل بالي،
“ليس هذا مقعدك”
كنت أعلم ذلك!
، ولكني جلست بجوار مقعد لصاحبة اسم رؤيته مألوفة لعيني
أتذوقه عندما ينطقه لساني
“على الساده الركاب ربط الأحزمة”.. لتلك العبارة استجبت والتزمت بمقعدي الأصلي..
بعيدا عنها ، وأطلقت العنان لتذكر أيامي معها ،
راودني الفضول لاستكشاف صاحبة المقعد، مالكة نفس الاسم
تشابهت صورتها، مع أصل المعتذرة، عن السفر معي
في لون الرداء الأسود المتوج
بالحجاب الأبيض، ترُى هل تبادلا الثياب ؟
ولكني أعرف مقاس كل شيء تملكه حبيبتي، جوهري وظاهري،

من هنا أقدر حجم خوفها من المناطق المرتفعة، وأشتاق لطريقتها في إعداد حقيبة السفر ،
لكنها في المرة الأخيرة نسيت أن تضع في قلبي روح صورتها ..
ذّكرني سواد مُرتادة الطائرة معي، بأن أضع الشريطة على زاوية الصورة….

١٠- صندوق الدنيا …نفيسة سليمان

دائما وهي صغيره كانت تحلم أن تدخل عالم ذاك الصندوق العجيب الذي يحمله هذا الرجل على كتفه يجول به الشوارع والطرقات يصيح بأعلى صوته صندوق الدنيا صندوق العجب يا للا تعالى أتفرج شوف العجب …
يهرول خلفه الصبيه الصغار .،
يقتطعون من مصروفهم بعض من القروش يعطوها لصاحب صندوق الدنيا لمشاهدة صور وحكايات هذا الصندوق العجيب …!
ومن خلف تلك الستارة السوداء الباليه بفعل أشعة الشمس والأمطار بها ..،
يمدون أعناقهم الصغيره لرؤية ما بداخل الصندوق هي عباره عن صور يخيل إليهم أنها تتحرك ..ّ
ويبدأ صاحب الصندوق يروي حكاياه التي حفظها عن والده وجده ،،
كانت ندى تنظر كل ذلك من خلف زجاج نافذتها وهي تمني نفسها أن تكون رأسها خلف تلك الستارة السوداء لترى عجائب الصندوق …
تمر ساعه أو أكثر يحمل صاحب الصندوق .. صندوقه على ظهره
ليمر أمام عينها يصيح مناديا صندوق العجايب صندوق الدنيا
يرحل وترحل هي وراءه بقلبها …

١١- الخاتم …ليلى راشد

لم تضعه فى إصبعها منذ سنوات ، بحثت عنه، نظرت إليه بحب لتتذكر يوم أهدتها جدتها إياه فى عيد ميلادها الخامس عشر قائلة ( حافظى عليه جيدا فهو ميراث الجدات منذ زمن بعيد ) ، سالت دمعة على وجنتها واستقرت على الخاتم فأضاءته .
إرتدت فستانا حريريا فضفاضا ، تعطرت لحضور زفاف صديقتها المقام فى الفندق المطل على الأهرامات .
حفل بهيج ،فرقة تقدم عرضا راقصا فى نسق فرعونى يأخذ بالألباب، تصفق إعجابا، يسقط الخاتم من إصبعها متدحرجا على الأرض ، يلتقطه راقص الفرقة ليعيده ،يلمع بشدة ، تغمض عينيها من شدة الضوء ، تفتحهما جالسة بجواره على العرش .

١٢- نبض الحياة …وحيدة ميرا ريجيمي

أما زلت تراني الحسناء الفاتنة كما رأيتني.. أول ما رأيتني ..
وأنا أجافي كل ما حولي ..
أدير ظهري للحياة ..
كنت قاب خطوتين من البحر ..
تهدهدني النسمات ..
و.. تقويني الامنيات ..
تدفيني الشمس بجدائلها الذهبية .. وكأنها .. تطرز ثوب فرحنا الآتي .. وتنسج بخيوطها المشعة ضياء الوشاح الابيض ..
أمسك كفك .. أاااه
وأُحدق في عينيك
فأراني فيهما .. بذلك البهاء ..
جد جميلة ..
أبهذا الحسن كله .. تراني .. كما لو أنك مرآة العمر.. صورة وطيفا .. وأنت كنت الحلم فأصبحت اليقين ..
إني قد تحررت بحبك من طقوس الجفاء والبعاد..
وما عدت التي كانت ..
كم أنا.. يا كل الهناء والمنى..
أنا .. في غاية الاستعداد لإلتقاط موجاتك .. يا أثير الروح .. واستقبال أمواجك العاتية ..
عواصف البحر الهوجاء .. إنحنت مباركة حبي لك .. خلجان قلبي وخلجاته ..و .. كل نبضاته .. متماوجة .. متمايلة مع مد موجك .. وجزر إحتضانك ..
تمايل السنابل في الربيع .. مع صبا نسائم الصبابة والهوى ..
ونحن .. أنت وأنا .. نجمع الازهار ..
تذكرني الأيام .. وقدوم الربيع والخطاطيف .. كان لنا ربيع العمر والحب ..
يا منتصب القامة وانت تراقص نبضي .. وتضيء دروب العمر ..
أيها الساكن نبضي والمتجذر في قلبي ..
تمضي سنون العمر …ويأتي خصب المشيب .. فأظل وتظل .. ويظل نبض الحب مدى الحياة ..

١٣- الأريكة … رشيد الموذن

توسط أريكة في غرفة وعيونه ماثلة امام التلفاز امامه وقد أخد حيزا مهما من الجدار . وكتب من مختلف الاحجام تتخلل بعض الرفوف والارشفة ، منها ما هو مبعثر فوق الطاولة .يتسلل من حين لاخر النظر اليها .كانه يتاملها في عطف .استولى عليه شبه ذهول .افكار تترادف في ذهنه .يستعرض حياته من اول عهده بها .انطوت صفحات الايام وصفحاتها حافلة بوفاء وهوى طاهر يكنه كل واحد منهما للاخر ..الى أن انتابت هذه الزوبعة كادت تعصف به .خلقت جو غريب مشبع بنوع من التباعد والنفور . طغت عليه زفرة والقى ينفث الدخان كانه يندب تعاسته .وهو يفرك بانامله سيجارته ..تبا لحضارة أراحت الجسد وأربكت الفكر والوجدان …

١٤- تحدى المستحيل …ساهر عبد الرؤوف

أين يكون ذلك الفردوس الأخضر الذي تتحدثين عنه يا جدتي العزيزة ؟
هذا هو السؤال الذي كان يلح به على جدته .
فكانت تجيبه : أنه بعيد ….. بعيد جداً يا صغيري .
ـ أهو أبعد من حدود قريتنا يا جدتي ؟
ـ بعيد .. بعيد .. إنه وراء السور العظيم الذي لا يمكن لأحد عبوره ، صعب بل محال الوصول إلى الجانب الآخر من السور ، كثيرون اولئك الذين حاولوا العبور وإنقطعت أخبارهم .


كبر الصغير وإستسلمت حواسه كلها لهذه الأمنية ، وباتت صورة الفردوس الأخضر تلاحق أحلامه ،
وحكايات جدته ظلت تدور في تجاويف أذنه .


ذات ليلة حث خطاه للوصول إلى ذلك السور العظيم ، وصمم على عبوره . نظر إلى الاعلى فكان جبلاً شاهقاً ،
وتخيل نفسه نملةً أمام مارد عظيم .
لاحظ أن الطريق إلى القمة ليس بالسهل وكل الدروب تبدو مغلقة . يبدو أنه عثر على ثمة مسلك في السفح يمكن السير فيه للوصول إلى القمة ، بغية ان تحط قدماه في الجانب الآخر .فقرر العبور .


وضع قدمه على أول الطريق وحمل جسمه بقوة وشرع بأول خطوة ، تبعتها الثانية فالثالثة .
سار بخطوات سريعة لم يع ِ خلالها الزمن حتى وجد نفسه يلهث من التعب والمشقة ،
توقف ونظر إلى الخلف ليتعرف على المسافة التي قطعها ………..
فأخذته الدهشة !
ما عاد للدرب الذي سلكه من أثر . وإستمر في رحلة الصعود .. غير أن الدرب الذي أمامه أخذ يضيق كلما أسرع الخطى . حتى وصل موضعاً لا يسع لراحتي قدميه ، وأدرك أنه لا مجال للعبور أو العودة ،
دفع بنظره إلى الأسفل فكان وادياً رهيباً حالك الظلام .
شيئاً فشيئاً تلاشى الموضع من تحت قدميه ،
فألجأ ظهره لبعض الصخور لعلها تنقذه من مأزقه ،
لكنها قذفت به نحو حافة السفح .
حاول التشبث بأي شئ ، وتعلقت اصابعه الواهنة بآخر صخرة في الجبل فلم تسعفه ونبذته في الوادي الرهيب .


حين لامس جسده الوادي ، شعر كأنه هبط بمظلةٍ شفافةٍ او كريشةٍ هوت واستقرت بسلام وهدوء .
نظر إلى المكان بذهول وتعجب !
( مروج خضر وزهور بكل ألوان الربيع ، أنسام عذبة وهواء عليل ،
ينابيع صافية المياه وفاكهة مختلفة الثمار … ! )
ـ أهذا هو الوادي الرهيب الذي كنت أتشبث بالصخور خشية الانزلاق الى جوفه ؟


ركضت به رجلاه صوب الينابيع العذبة المذاق ،
فشرب وإرتوى بعد ظمأ ٍ طويل ، وطفقت أصابعه تقطف بعض ثمار الفاكهة ،
فألتذ بمذاقها العجيب …
ارتخت أجفانه وأطبقت نصف أطباقة ، ثم إنحدر في نوم ٍ عميق عند تلك الينابيع ، وتحت تلك الأشجار الوارفة الظلال ، وكانت إبتسامة الإرتياح والسعادة تداعب شفتيه .


عند الصباح عثر عليه عامل البلدية نائماً فوق الرصيف ،
وعندما حاول إيقاظه ، وجده قد إنتقل إلى الجانب الآخر من السور !

١٥- احلام موءودة …زينب عبد الكريم


بثياب رثة بالية كان يمسك بطرف خيط طائرته الورقية يحاكي السماء علها تهطل فرحا وعلى أشعة الشمس الملونه كان يرسل أحلامه الى الله علها تصل .هكذا كان يظن وهكذا كان يقضي نهاره بعد ان يعود متعبا من بيع المناديل الورقية في الطرقات ..
يعود مستدرجا خطاه الى طائرته متلهفا
بكل نشوة الطفولة التي داهمتها الحياة واثقلتها بوافر التعب والضيق . لم تكن أحلامه كبيرة فهي صغيرة بصغر حذائه الذي لم يبدله منذ زمن , وبصغر تلك الغرفة التي كانت تضمه مع امه واخواته الثلاث .
هكذا كانت احلام محمد مبهجة تتوسم بافكار بسيطة طالما داعبت عقله . كان كل حلمه بيت بشكل كوخ صغير من الخشب, على نهر صغير يعانق سقفه أمشاق النخيل وعلى مرآى منه حديقة صغيرة ومزلقة تودي به الى النهر كلما عاد من بيع المناديل ليهرب اليه من شمس النهار ..حلم مترف بالخيال يكاد يفيض به رأسه الصغير . حلم صغير كان اكبر منه .اكبر من واقعه المرير.
هاهو الصباح يطل عليه مرة اخرى وعليه ان يعود لتلك المهمة .أستيقظ وفي جعبته اشمئزاز كبير . فقد حاول أحدهم التحرش به الليلة الماضية .الامر الذي أخفاه عن امه .
“أمي لااريد النزول اليوم” قالها وشفاهه ترتجف خيفة أن يفتضح أمره.فتسارعت لترد : لم ياطفلي الحبيب ؟
: الطقس مشمس جدا وانا تعب .
: ولكن لا طعام في البيت . قالتها وعبرة.تكاد تخنقها ثم احتضنته ,
مسدت على راسه الصغير : لاعليك ساتدبر امري .
أحتضنته بكل قوة كادت ان تضيق عليه نفسه كانت حضنة تود من خلالها لو انها تستطيع ان تنقل احساسها بالمه وامتعاقه من هذا الوضع المزري . أما هو فأحسها وكأنها ذلك الكوخ الذي حلم به
الملجا والامان . الحضن الدافيء الذي سيحميه .لا من البرد والحر بل من شراذم نفوس ضعيفة كانت تنتظره في ازقة المدينة . عانقها قائلا : اذن سأبقى اليوم في المنزل وسأطير طائرتي الجميلة أمي .
قبلها على جبينها ثم هم راكضا للسطح عائدا الى أحلامه وكأنه يرى فيها الخلاص.
إنتهى اليوم وانتهى عذره الاول في التمنع من النزول وها هو الليل بدا يجر خيوطه لييزغ فجر يوم جديد وكالعادة استيقظ مبكرا فقد اعتاد على النهوض. لم يعرف قط النوم الى الظهيرة حتى بات موعدا محتما للنهوض لايحتاج حتى الى منبه.
فتح عينيه ولم يلبث هنيهة حتى تذكر ذلك الوجه القبيح الذي ينتظره في الشارع و بدا يفكر في عذر اخر يقنع بها والدته للهروب منه.لكن ماجدوى التفكير وهو يعرف ان البيت يفتقد الى الطعام . امه واخواته كيف
له ان يتركهم للجوع ؟ لم يكن طفلا عاديا,
لقد تخطى عمره بكثير .تجاوز الطفولة
التي لم يتذوق.لها طعما. طفولة مذبوحة.وما ان مر نصف ساعة حتى كان في الطرف الاخر من الشارع يمارس بيع المناديل وينادي بصوته الطفولي “مناديل للبيع .مناديل للبيع” وفجاة لمح ذلك الوجه.البشع يقترب منه حتي بدا له كشيطان . فأخرس صوته ولم يعد يسمع له صوت البته.وبينما مر الليل كانت الأم تنتظر صغيرها ان يعود . فقد فات موعد قدومه المعتاد . كانت تنتظر وكل مافيها مضطرب . دقات قلبها , رعشة يديها واصفرار وجهها وماهي كذلك حتي رن الهاتف
: الو , سيدتي وجدنا جثة قرب النهر المحاذي للكوخ موثق العينين ويديه مربوطة بجذع نخلة وكان يحمل في جيبه ورقة عليها رقمك هذا فهل لك ان تاتي .

١٦- فتاة الملجأ …كريمةشعبان

طفلة تصرخ على باب أحد الملاجئ لم يُرى من تركها ومن ألقى بها فى الجو البارد والمطر ينزل وتخرج عاملة الملجأ على صوت صراخها وتدخل بها وتبكى على حالها وتحدثها من ألقى بك فى الأرض هكذا ولن يخشى عليكى من البرد القارس وتبكى الطفلة وكأنها تشكى من برد أصابها فاحضرت لها العاملة أعشاب دافئة فهدأت ونامت وفى الصبح قالت العاملة للمشرفة انها وجدت الطفلة على الباب ورفضت المشرفة استقبال الطفلة فى أول الأمر ولكن عندما نظرت فى وجهها رق قلبهاوقالت للعاملة ادخليها غرفة الرضع ومرت الأيام وكبرت الطفلة بالدار ولكنها لم تلقى سوى معاملة سيئة من جميع العاملين بالدار لكثرة الاطفال والضغوط والاعباء عليهم فحاولت الطفلة الهروب من الملجأ أكثر من مرة ولكنها وجدت العالم بالخارج مملوء بالوحشية وستتحول لطفلة شوارع ولن تجد من لم يرحمها فوجدت أنه ليس هناك حل سوى العودة للملجأ مرة أخرى وإذا بالمشرفة تعاقبها وتنام باكية حتى جاء يوماً جاء أحد الزوار من جمعية حقوق الإنسان ومعه راعى الطفولة وسمعا الطفلة تغنى وهم يمرون على العنابر واعجبوا بموهبتها فطلبوا من مديرة الملجأ أن تترك لهم الطفلة ليدربوها حتى تغنى فى حفل أعياد الطفولة فبعد عناء وافقت فأخذو الطفلة واهتمو بها كثيراً ودربوها وقدمت الحفل وحضر به كبار المسؤلين فتولى أحدهم أمرها لتغنى فى المزيد من الحفلات حتى إن اشتهرت وبدأت تظهر بإحدى القنوات بالتلفزيون وأتت لها عروض كى تسافر خارج البلاد وأصبحت من الأثرياء وعندما عادت لوطنها أحضرت الكثير من الهدايا لجميع أطفال الملجأ ولم تنسى هدية مديرة الدار والمشرفة التى خجلت من نفسها لأنها كانت كثيراما تعاقبها وتهينها ولم تنسى أيضا العاملة رغم معاملتها السيئةلكن لم تنسى رحمتها عندما رأتها أول مرة وبعد أن صارت فتاة جميلة ومطربة مشهورة ومحبوبة لن تخجل يوما من أنها كانت فتاة تربت بالملاجئ ولم تفكر فالانتحار يوما مثلما يفعل اليائسون من الشباب ورغم هجوم المنافسين والصحف لها لن تستسلم وواصلت السير فى حلمها وعندما سألتها إحدى المذيعات عن الاتهامات الموجهة إليها من منافسيها؟ قالت: لو ضاعت أو نفذت كلَّ ثروتى لعُدت للملجأ ثانية أعيش وسط أصدقائى واخدم فيه المعاقين حتى الموت وهكذا مرت بها الأيام وهى تتذكرظروف طفولتها القاسية وكلما علت لن تنسى من كانت ولا تريد أن تصبح أعلى مما وصلت إليه.

١٧- مجرمة ولكن …خالد كمال عز الدين

وما أن اكتمل القمر في تلك الليلة الباردة حتى فوجئنا بقتيل جديد
بنفس الاسلوب الأنتقامي
انه قاتل متسلسل
منذ أن اسند التحقيق ألي
وأنا احس بأن القاتل أنثى
لماذا
لأنها كانت تترك أنفاسها الرائعة
عند كل ضحاياها
لأني كنت أشتم عطر أنوثتها يهف
فوق رأس كل ضحاياها
أدرك بااحساسي المرهف أنها أمرأة
الطبيب الشرعي صرح بأن نظرة الضحايا هي نظرة رعب وذهول من هول مارؤا قبل موتهم على يد القاتل
ياله من غبي
لا يعلم ان نظرة الضحايا كانت نظرة
ذهول لجمال مارؤا
نعم
فأنا كنت أرى انعكاس جمالها في عمق عيون الضحاية
وبأصراري وفضولي
تابعت بحثي وتحقيقاتي
وعرفت بحاستي السادسة
أسباب القتل
كانت تقتل
كل من خذلها .. كل من خدعها .. كل من عرقل نجاحها .. وكل من أستغلها
وكانت احد ضحاياها انثى
قد شوهت جسدها
فعرفت انها هذه التي سرقت حبيبها
ومع مرور السنين
الضحايا تكثر
كثيرون هم من أذوها في هذه الحياة
ولفشلي في ايجاد القاتل
تم اقصائي عن القضية
ولمواساتي عزمني صديق لي على احد المطاعم
وكانت هناك إمرأة تجلس بالقرب منا على احد الطاولات
لم أكد أراها حتى أرتعد فؤادي
هي من أبحث عنها

ودعت صديقي وانتظرتها حتى انهت عملها وتبعتها
وماأن حانت فرصة لألقاها وحدها
حتى اقتربت منها
فنظرت الي مستفسرة
ومن نظرتها عرفت أنني آخر ضحاياها
لا .. لم تقتلني
لكن قتلتني نظرة عينيها
فأستدرت لأهم بالمغادرة
فقالت : ايها المحقق
استدرت اليها
كيف عرفت انني محقق
تابعت قائلة :
اعرف من أنت واعرف انك تعرف كل شيء فبهذه الحياة امور كثيرة لايدركها العقل
ألا تريد أعتقالي
أبتسمت وقلت :
لا
قالت :
ربما تكون انت ضحيتي القادمة
قلت :
منذ ان رأيت عينيك
أحسست بالدفء
تراقصت الدماء بأوردتي
ياربة العشق
لك قلبي
وأن كنت قاتلتي

.. ……. .
نعم
هي قاتلة
وضحاياها هم
كل من نظر الى عينيها
وقتله العشق
واما ضحيتها
هي تلك الحاسدة لها
التي تراقب نجاحها
ويقتلها الحقد والغيظ
ههههههههههه

يسعد اوقاتكن

١٨- يستدرجني الشتاء …إبراهيم أحمد

يستدرجني الشتاء لدفء عينيك
وتنام روحي في كوخ حرفك..
بلا جسد
اتراني عاشقاً..
وغيمي يحمل المطر
ليهطل..على شفتيك
ويلتصق الغروب..
بظلال الرموش
ويتساقط عشقي …
كشلال متمرد
بين يديكِ
اتدرين…
اني اسابق العصافير.
.الى حقول حرفكِ
لاسرق حباتٍ..من لؤلؤ عينيك
وهاقد.مرت العاصفه..الان..
وتمردت السحب..
وانا الشارد ابحثُ عن مأوى
فهلا خبأتني بين الجفون..

١٩- عرفان الجميل … الساعدي عبد الكريم الشيخ

هيا بنا ، في استذكار ماهو جليل ، عضة وعبرة وعبره ودليل ..
في رحلة قصيرة ممتعه ،تستيقض فيها أعز ذكرياتنا وأحلاها بما هو دال وأصيل ..
كنت في زيارة لأحد اصدقائي في المشفى ، فرأيت طفلا في الخامسه من عمره ، يحتضن علية صغيرة من الورق المقوى ، يطل برأسه في كل غرفه من غرف المشفى ثم يتركها ويذهب إلى غرفة أخرى !!؟
وكأنه يبحث عن شيء ما !!؟
ترى اهو حبيب او قريب لذلك الطفل الغريب !!؟
اوقفت احد الاطباء وسألته عن قصة هذا الطفل فأجاب : — هذا الطفل كان مريضا بالمشفى ، حرص بعد شفائه على أن يذهب كل اسبوع ويقدم علبة « شوكلاته » للممرضه التي سهرت بجانب فراشه لما مرض ، ولازمته وهو في طريقه إلى الموت ، ثم راحت تحرسه وهو في طريقه إلى الحياة !!
ولم يدهشني عرفان الجميل في هذا الطفل ..فعرفان الجميل يولد مع الاطفال ويتبخر مع السنين !!
ولكن ماادهشني إن « الشوكولاتة » التي يقدمها كل اسبوع إلى « الممرضه » هي مجموع القطع التي تعطيها له أمه كل يوم ،فيحرم نفسه منها ويجعلها في علبة كرتون صغيره ليقدمها إلى < الممرضه > .

٢٠-العنوان…سهام بن لمدق

كانت تنتظر امام حديقة اول لقاء لهما بعد مرور السنة الاولى على فراقهما ،وقد تكرر الوضع لسنوات دون رؤيته او رؤية طيفه
كانت تستحضر ماضيها معه كل ليلة تغفو فيها مغمضة الجفنين ،كانت تحاول القاء السلام عليه او ترسله له مع احد معارفهما ولكن يتعذر عليها ذلك لانها كانت تكتم حبها له والذي كان يطل من نظراتها وهي تحاول حجبه عنه باستحياء
كانت تريده ان يبوح لها بما تخفيه عنها عينيه لانها كانت تعتقد اعتقادا متيقنا منه ان النظرات الثاقبة والحنونة لا تعبر عن الحب يمكنها انتكون نظراته كنظراته لجميع النساء والرجال . نظراته العادية هذه كانت تجدبها وتبعدها في ان واحد . كان يحبها ولكنه كان يخفي بوحه الذي كانت تفضحه لمسات يده حين يصافحها كل صباح لقائهما
وكانه يخشى شيئا يظنه سيحدث مستقبلا ، كان الشاب المغرم يبحث عن شيئ اخر حتى يصرف عنه ذلك الحب المكتوب له ،وذلك ببوحها له بحبها بعد جوابها على سؤاله الذي خدش كرامتها فانتابها شعور انه لا يريد الاعتراف او تصديق مشاعره فانسحبت بكرامة لم ترد عليه ،مما زاده ندما فحاول جذبها له ولكنها ادارت له ظهرها ولم ترد سماع كلمة منه وان كان سيبوح لها بما يريده منها .غضب الشاب كثيرا لا يعرف لما هو غاضب منها ام منه ،من تصرفه الصبياني .
التقيا وكأن شيئا لم يحدث واستمرا على ذاك الحال الى ان جاء يوم الفتاة جاءها منصب عمل في مكتب اخر لا يلتقيان فيه ومرت السنة الاولى بعد فراقهما وبالصدفة راها تمر بمحادات مكتبه فخرج مسرعا وحين كلمها وكلمته وفي صوتها حزن فاصبح الشاب يخطو خطوات لا يعرف اين يضع رجليه ذهاباايابا يبتعد خطوتين ويقترب خطوات ففهمت الفتاة انه لا يزال لا يعرف ماذا يريد فبلغته السلام وهي تريد العودة الى مكتبها فاعطاها موعدا في مكتبه فلم تحضر
فتركته وهي تنوي نسيان حبه اخذت عطلة مرضية لتفكر في اخذها قرارها والذي ختم بتغيير مكان عملها في ناحية اخرى
عندما قدمت لتقديم طلبها وعند خروجها اختارت الطريق البعيد عن ملقاه راها وكان لا يريد الابتعاد عنها ليسلم عليها كانت تظنه ينتظر صديقا له وعندما ابتعدت عنه وهي تدرف دموعا وكانها تنزف دما استدارت خلفها فوجدته يتبعها بنظراته وقد اتاها مهرولا و من شدة خفقان قلبها استحت من ضمه فهربت محاولة اخفاء نزيف قلبها الذي ذهبت اشلاؤه متناثرة تقبله خفية عن جميع الانظار
تاسفت لمرادها ولكنها اقتنعت بانه سيجد العنوان.

٢١–  شكرا …. بقلم وردة مسك الغنام 

  ورد في الحديث من لم يشكر الناس لم يشكر الله، فما بالك إن كان الأجدر بالشكر هي أحب الناس الى قلبي.
  لا تستغربوا أحببت أن أقول شكرا ... حتى لا أكون جاحدة. هو شكر من نوع خاص، نعم شكرا لأنّك أنجبتني، شكرا لأنّك ربيتني وعلمتني، شكرا أمّي لأنّك أحببتني كما لم تحب أمّا ابنتها.
  لست هنا في إطار المزايدة، لكن شكري لأمّي هو من نوع خاص. لا أدري كيف أبدأ قصتي مع هذا الشكر الذي لاح بالأفق، المهم ذات مساء وأنا معبأة بالأحزان من إحباطات العمل، وثقل الأيام... دخلت البيت بعد عودتي من العمل عصرا، كنت قد صليت فروضي بمكان العمل، جلست أرتشف القهوة التي ما إن أحتسيها أشعر بارتخاء عضلاتي من التعب، لا أدري ما الذي تفعله بنا الكافيين ؟
  كانت ملامحي كلّها مرهقة وسوداوية، لم أشأ التحدث وتلك عادتي حال الإرهاق. جلست حبيبتي إلى جانبي كعادتها لنرتشف كأسا من القهوة سويا مع بعض الحلوى التي اشترتها، شربت القهوة دون حلوى تعبيرا عن حدادي المسبق. لكن هيهات أن أفر من أمّي التي خبرت لحظات فرحي وحزني وضعفي وقوتي، دون أن تسألني عن السبب حتى لا تزيد من معاناتي راحت تقص علي حكاية من جعبتها القديمة،إحدى طرائفها ومغامراتها البريئة حتى استسلمنا للضحك، ألهذا يقولون عنها رائعة؟ وأنا أعتبرها بالحدث الاستثنائي في حياة كل فرد. روت لي من جعبة ذاكرتها إحدى روائعها. فضوليون أنتم ꜝ صبرا سأسرد القصة رويدا رويدا، أحبّ أن أعيش معكم تلك الفرحة، بكل دقائقها وتفاصيلها ... لكن دعونا نعيش لحظة حبّ "الماما".
  حكت لي بأن في أحد الأيام الصيفية الحارة رأت العائلة أن تقوم بترميم سقف البيت قبل حلول فصل الخريف خوفا من تساقط الأمطار، وأمّي بحيويتها ونشاطها كانت تساعد البناء بتقديم الآجور، تقريبا دور مساعد البناء والجد رحمة الله عليه بدور المراقب. لكن جارنا احتج للضجيج الصادر من عملية طرق السقف والحجارة، فغضب جدي، وأمر أمّي بأن تقوم برمي الأجورة بقوة وبعنوة لتزداد الفوضى والضجيج. ليثور النزاع بين الجد والجار وأمّي تضحك، عادت بها الذكريات إلى الابتسامة كما أخرجتني من حزني الذي دخلت به من خارج البيت. رحنا نبتسم وأمّي تدرك حجم مكرها تلك اللحظة ولكن لحاجة بنفس يعقوب خضعت لأوامر الجد. 

كم هي رائعة الأم حين تقلب الإحباط ابتسامة، والفشل قوة، ومن الحضور سندا، أمّي شكرا لكل الأوقات السعيدة التي لا نقدر ثمنها.
كم هي جميلة تلك الأوقات التي تؤجلين فيها مشاويرك لتشربي معي فنجان قهوة
جميلة هي تلك الأوقات حين تعانقني ابتسامتك، ساحر وقتي معك أمّي ، أتذلل كطفلة صغيرة لأرغمك على البقاء إلى جانبي لأتذوق معك سحر اللقاء.
فيا رب إحفظ لي أمّي وكل الأمهات. قبلة منّي لك أمّي ولكل الأمهات.

٢٢- حَسَرة …دلال أديب

لم تهز أصوات القذائف في مشاعره قيدُ أنمله..ولم تخيفه وهي التي كادت أن تودي بحياته أكثر من مرة..ولم يثنه أي شيء عن أداء واجب فرض عليه كما شباب وطني الجريح.
فقد كان وطنياً بكل ماتحمل هذه الكلمه من معنى .لم يترك قط نوبة حراسته ولا لأي أمر مهما كان صعباً..
في ذلك اليوم المشؤوم كان قد انهى مهمته في الحراسه وذهب ليرتاح بعد يومين من الأرق والحذر الذي ينهك الجسد….
استيقظ على صوت هاتفه يرن
نظر للشاشه وتناوله بسرعة مجيباً:
-حبيبتي كم اشتقت اليك طمنيني كيف حالك ؟….
لكن المتصل قاطعه قبل ان يكمل غزله المعتاد عندما يكلمها
-مساؤك سعيد أنا جارتكم؛لااعرف ماذا أقول ولكن كان لابد أن أتصل
-هيا تكلمي اين حبيبتي ولماذا أنت من يتصل؟
أرجوك لاتقولي أن قذيفة سقطت على البيت..لاتقولي أرجوك انا لاأستطيع الحياة بدونها.
-هون عليك يااخي انها بخير وأرجو أن تبقى كذلك..لكنها حالياً بالمشفى ومن واجبي اخبارك..
-أعطني اياها لأكلمها..
-أسفه لاتستطيع التحدث اليك وعليك المجيء بسرعه
-مابها؟؟
-عليك أن تأتي وكفى..لاأستطيع أن أشرح لك على الهاتف..
ترك الهاتف من يده فقد كان الخبر أصعب من قذيفة وقعت فمزقت جسده..لقد مزقه الخبر وشتت أفكاره..هدّه فلم يعد يقوى على الحركه وخارت قواه
كيف لا؟؟وهي كل شيء له في الحياة.لم يشعر بطعم الامان،ولم يذق حلاوة الحب ولمة العيله الا معها،فلقد خذلته الحياة منذ نعومة أظفاره لقد فقد والديه في حادث سير أليم وتربى يتيماً عند أجداده الذين فقدهم الواحد بعد الاخر وهو مازال في ريعان الشباب فعاش وحيدا يصارع الحياة وهمومها..
حتى تعرف الى مريم فكانت العوض عما فقده ومنحته الحب المليء بالحنان والاحترام لقد كان يكبرها بعشر سنوات إلا أنها أحبته حباً فيه من الاحترام الكثير وبادلها هو ذات الشعور وأكثر كان لها كل شيء العقل الراجح الذي تلجأ اليه وهي له الصدر الحنون الذي يضع رأسه عليه ليرتاح من تعب الحياة..
وحدثت الحرب وعمت ويلاتها على الجميع وفي أحد الايام تم القاء القبض عليه عندما كان عائداً من عمله بدعوة الاحتياط وتم تحويله لقطعه عسكريه ليخدم فيها عسكري احتياط وكم كان لوقع الخبر عليها من صدمه فهي لم تعتد غيابه ولاتستطيع العيش بعيدا عنه وأخدت تتمارض شيئاً فشيئاً حتى استفحل وتمكن منها المرض لكنها لم تكن لتخبره بذلك فهي تخاف عليه …
أما الان وقد علم بالخبر فعليه الذهاب ودون أي تأخير ترك مهجعه وركض الى قائده طالباً اجازة شارحاً له السبب..ذهب لأقرب محطه واستقل سيارة خصوصي وطلب من السائق أن يسير بسرعة لكن الطريق الذي سيقطعه يستغرق الساعتين..
كم كان الطريق طويل ومؤلم..
كانت عيناه معلقة بالسماء داعيا ربه أن يشفيهاليعود فيلقاها كعادتها بنشاطها وحيوتها التي اعتاد عليها في كل اجازة..كم أحبها …
وصل فأسرع للمشفى ودخل كالمجنون ليجد أمامه ماكان يخافه فالموت كان أسرع من سيارته وطريقه اليها أقصر من الطريق الذي قطعه..
جثا على ركبتيه أمام جسدها البارد احتضنها بقوة ظناً منه أنه يستطيع ان يعيد لقلبها الدفء لينبض من جديد ولروحها الطيبه الحياة لتعود وتلقاه..
وضع رأسه بجانب رأسها قائلا:
انت بداياتي ونهاياتي..أنت اسطورتي ،ياأجمل حماقاتي وجنوني ياضلعي الثابت وأتكائي الذي لم يملني يوما..
آه..ياحنونتي كم أود لو أحيطك بذراعي وأهرب بك بعيدا عن الموت وأصرخ بالجميع دعوا حبيبتي،دعوها تعيش بسلام أرجوكم امنحوها الحياة فهي تستحقها فكم عانت وكم تألمت.
لم أكن أعلم أيتها الغاليه أنني سأقف عاجزا لااستطيع أن أرفع عنك ألماً او أمنع قدراً أحمقاً أصابني قبل أن يصيبك..
كم تمنى لو يستطيع أن يعيد لهذا القلب الطيب نبضه ولتلك الوردة التي تفتحت في خريف عمره حيويتها لتتفتح من جديد
لم يتمالك نفسه فسقط على الارض وتابع حديثه:
حبيبتي عودي أرجوك..سأعترف لك لقد أحببتك ،انا أعلم انك عانيت من قسوتي وجفاف عاطفتي الكثير .وانني لم أشعرك يوماً بذلك لكن أقسم لك بكل لحظه جميله قضيناها سوية أنني أعشقك حد الجنون فأنت الحياة الجميله التي لم أعشها الا معك..كنت لي أماً معك شعرت بالحنان وكنت خير زوجة منحتيني حباً جميلا وأمسك بيدها يقبلها للمرة الاخيرة وإذ بورقة تسقط على الارض من يدها تناولها وأخذ يقرأ ودموعه تسيل على وجنتيه:
عندما ستقرأ هذه الرساله ربما أكون قد فارقت الحياة فأنا أعلم أنها لحظاتي الاخيرة قاتل الله المرض لقد دمرني ولم أشأ أن اخبرك بذلك..اعذرني وسامحني خبأت عنك ذلك لاأريدك ان تحمل همي وأنت بعيد عني..
سامحني ياتوأم الروح واغفر لي ولاتحزن فأنا أحببتك وسأحبك بعد مماتي رفعت الاقلام وجفت الصحف…
بكى فوق سريرها..بكاها وبكى قدره الاحمق ففي رحيلها انتهى كل شيء..الحب والحنان وبذلك ينتهي اجمل فصل من فصول حياته…

٢٣- مجرمة ولكن …خالد كمال عز الدين

وما أن اكتمل القمر في تلك الليلة الباردة حتى فوجئنا بقتيل جديد
بنفس الاسلوب الأنتقامي
انه قاتل متسلسل
منذ أن اسند التحقيق ألي
وأنا احس بأن القاتل أنثى
لماذا
لأنها كانت تترك أنفاسها الرائعة
عند كل ضحاياها
لأني كنت أشتم عطر أنوثتها يهف
فوق رأس كل ضحاياها
أدرك بااحساسي المرهف أنها أمرأة
الطبيب الشرعي صرح بأن نظرة الضحايا هي نظرة رعب وذهول من هول مارؤا قبل موتهم على يد القاتل
ياله من غبي
لا يعلم ان نظرة الضحايا كانت نظرة
ذهول لجمال مارؤا
نعم
فأنا كنت أرى انعكاس جمالها في عمق عيون الضحاية
وبأصراري وفضولي
تابعت بحثي وتحقيقاتي
وعرفت بحاستي السادسة
أسباب القتل
كانت تقتل
كل من خذلها .. كل من خدعها .. كل من عرقل نجاحها .. وكل من أستغلها
وكانت احد ضحاياها انثى
قد شوهت جسدها
فعرفت انها هذه التي سرقت حبيبها
ومع مرور السنين
الضحايا تكثر
كثيرون هم من أذوها في هذه الحياة
ولفشلي في ايجاد القاتل
تم اقصائي عن القضية
ولمواساتي عزمني صديق لي على احد المطاعم
وكانت هناك إمرأة تجلس بالقرب منا على احد الطاولات
لم أكد أراها حتى أرتعد فؤادي
هي من أبحث عنها

ودعت صديقي وانتظرتها حتى انهت عملها وتبعتها
وماأن حانت فرصة لألقاها وحدها
حتى اقتربت منها
فنظرت الي مستفسرة
ومن نظرتها عرفت أنني آخر ضحاياها
لا .. لم تقتلني
لكن قتلتني نظرة عينيها
فأستدرت لأهم بالمغادرة
فقالت : ايها المحقق
استدرت اليها
كيف عرفت انني محقق
تابعت قائلة :
اعرف من أنت واعرف انك تعرف كل شيء فبهذه الحياة امور كثيرة لايدركها العقل
ألا تريد أعتقالي
أبتسمت وقلت :
لا
قالت :
ربما تكون انت ضحيتي القادمة
قلت :
منذ ان رأيت عينيك
أحسست بالدفء
تراقصت الدماء بأوردتي
ياربة العشق
لك قلبي
وأن كنت قاتلتي

.. ……. .
نعم
هي قاتلة
وضحاياها هم
كل من نظر الى عينيها
وقتله العشق
واما ضحيتها
هي تلك الحاسدة لها
التي تراقب نجاحها
ويقتلها الحقد والغيظ
ههههههههههه

يسعد اوقاتكن
…………………………

٢٤-لغه القدر ….أم رامي

. كان النهار في صوله شبابه ،وكانت الشمس تبعث باشعتها كلما تساقطت نسجت ثوبا جديدا
عصافير وحب وامل وتفاؤل رسمه القدر بدرب شابه نظره كانت حياتها وضحكه شبابها عنوانها في مسكنها ومدرستها وجامعتها عرفوها به اهلها وجيرانها واصدقائها واصحابها هكذا عرفوها
ساعات مرت وايام وسنوات جميله انقضت واختفت خلف عشرين عاما
كما هو الحال جاءت قسمتها فتزوجت وانجبت صبياناواناثا فكتب لها القدر كلمات ذابت في قلب حزين تحاول الخروج لكنها لاتستطيع في كل محاوله يصيبها الفشل وفي كل مره تحاول الدخول فتعود بكلمات ذابله وقلب جريح ونفس حزينه .فتسال الروح مرارا لماذا عاشت حواء حزينه ؟
لفها القدر بجمله هموم ومصاعب لاتكاد تغادرها تاتي ساعات
يرتعش الحب الذي يسرقها للحظات في عش الزوجيه والاطفال . لكن بنبرات مكبوته ودوام الحال من المحال
مامدى الحياه لها لاتعرف وعمق الحقيقه تجهل قد كانت تدرك طعم الحياه الا انها اليوم يهزها الم الممات
تسكن مقلتها دمع الاهات ويحرق المر الفؤاد
انها قويه لكي تعيش لانها فارقت يأس واستبدلت طريق

عفوا استميحكم عذرا انني اكتب عن الزمان لانه لعبه قمار …

٢٥- دموع القمر … سولافا بسيوني

عبير طيفه يداعب أحلامي ، يحملني إلى الماضي البعيد حيث براءة الطفولة المفعمة بالحيوية والنشاط ، حنانه المنقطع النظير لا يشبهه أحد سواي فهو للروح قرين وللقلب نبض وحياة ، كان كالملاك في صورة بشر وهدية منحها القدر ، أمسى لآفاقي كالنور و الشمس ونجم بل قمر، الزاهد في الحياة الذي لم يكن يسعى يوما لاقتناء ماهو نفيس، كان المعلم الدؤوب الذي يئس الإرهاق من موالاته فقد جبل على أن لا يكل ولا يمل، كنت أتأمل خطوطه المحلقه على محيا دفاتره فأتعجب من روعتها ودقتها فهي بريشة داعبتها أنامل فنان ،كان المتبسم رغم آلامه،القانع بابتلائه،الصامد بثبات يثني الجبال، الصابر على ذاك اللعين الذي ينهش أحشاءه وينغص عليه أوقاته ويسلبه لذة الحياة وهو في ريعان الشباب، لطالما قاومه وتعايش معه محاولا مجاراته إلا أنه ليس سوى بشر يضعف تارة وتخور قواه تارة أخرى خاصة عندما يلمح صغاره فينهمر الدمع ليحرق وجنتيه وقلبه .
وذات ليلة كانت الأخيرة لمرآه ،سمعته يبكي كأنه يلتمس الغوث من الله ليحظى بالمداد من أجلنا فقط وليس طلبا للبقاء ،معللا خوفه بأن الأيام مرت على عجالة وكبر الصغار ،فهمت شريكة الدرب لتمحو عنه اوجاعه وتهديء من لوعته وتطبب له الجراح كما اعتادت فقد رافقته وامتزجت عبراتها بآلامه وطوت اغراضه بين طيات جعبته المحملة بريح وداع وذهب مصاحبا آلامه متكئا على كتف صهره رحل كي يقضي على اللعين في أخر محاولة للفتك به ووأده ، لكن باءت محاولته بالفشل الذريع فقد رفعت الأكف وجفت العروق معلنة عن نبض صريع وجسد هامد لاذ أخيرا بالراحة والسلام فانسدل الستار على محياه مات أبي ومات معه كل شيء .

٢٦-هو و المسافات ….هدى أبو العلا

خُطى على طريق المسافات، تهدهدنى تُحلِّق بى فى سماء الخيال , تلبسنى البراءة، أخاف أن تضيِّعنى المتاهات.. فألوذ بأحضانه، كطفلة بجوار المدفأة فى ليلة شتاء تنعم بالأمان.
رأيته فى حلمى، يسبح بى فى بحر هادئ الأمواج، يعلو بى حيناً على مستوى الماء، وفجأة يغوص بى إلى القاع، وأنا مغلقة فمى، مفتوحة العينين، ورغم ذلك يعلو صوت قهقهة ضحكتى على صوت هدير الأمواج، ألهو بين الأسماك سعيدة منتشية بروعة الألوان، فجأة تجفُّ مياه البحر، لأجدنى وحيدة على أرض متعرِّجة أعانى التخبُّط، فى مكان يشبه الصحراء، ملىء بالسراديب والصلبان، تحولت إلى قلب يرتجف، يئن من غربة الأوطان، كالرادر بحثت عيناى فى كل الأنحاء ربما بحثت عن براءتى وبعضٍ من سناه، صرختُ بأعلى صوتى:
أينك يا أنا….؟!
أخبرنى كيف تبدَّل المكان، فاكتشفتُ أنِّى أصبحتُ بكماء، وشعرتُ بلسعة الوحشة تغوص فى المسام، عندما يضيع منك الأمان، لابُدَّ أن تستند إلى ذراعك بكل قوَّتك، لتهزم الخوف وتنتصر على الأوهام، حاولت القفز على سطح البحر .. إنِّى ألمح من بعيدٍ خيال إنسان… كلَّما قفزتُ أفشل فى الوصول إلى حافة المكان فأعاود مرَّة أخرى، إلى أن نجحتُ وتشبثتْ يداى بحافّة البحر، وقبل الخروج أفقتُ من الحلم، لأجدنى ووسادتى غارقين فى بحرالدموع.
قلت أطمئن نفسى: لعلَّها أضغاث أحلام، لقد نمت قبل أن أتلو أذكار المساء.
وانشغلت بأعباء الحياة، وبين الحين والآخر يطلُّ على خاطرى هاجس الحلم، فأهرب منه بالانغماس فى الأعمال، وجاء المساء كسحابة طار بى الشوق إلى صوته الدافئ، لهمسه، لكلمة أحبك من بين شفاهه تصمت أمامها أقلام الشعراء، ثرثرنا، ضحكنا، تشاكسنا، سمعنا الغناء، تنهَّد فؤادى من نشوة السعادة ونحن نستعرض صفحات المُنى ونلوِّن بشوقنا الكلمات.
ابتسمتُ ساخرة من هواجس حلم كاذب، قلت له : تصبح على خير
كعادتنا كل ليلة، بعدما سبحنا معا فى الآفاق..فقال هو :
أريدك أن تعلمى شيئاً.. لن أترك يدك أبداً، لن تأخذنى منكِ المسافات.. لكنى أخاف عليكِ من ألسِنَة اللئام، الحب مسئولية ليس مجرد كلمات تقال لذا أرجو أن تفهمينى.
فأطلَّ الحلم بثقله أمامى وتحجرت الدموع فى مقلتي .

٢٧- الصبـــَّار … الشاعر محمد الشريف

لست الوحيدة تحت السماء وإن كنت أشعر بأنني فريدىة ، ففي وجه البيداء لي صديق قد ألفته وهو السكون أو حبات الرمال الجافة وفي فصل الربيع تهب رياح الخماسين ويا لها من رياح لولا أن جذوري عميقة ممتدة في الأرض لاقتلعتني ، ولكن يا لها من تحفة فنية ! فبعد هبوب الرياح تكسوني الرمال الذهبية حتي أصبح مثل الوتد الذهبي .
قد صنعته يد القدرة الإلاهية المتجلية في الكون كله بآيات ومعجزات نفهم النذر الضئيل منها أما الغالبية العظمي فيخبؤها القدر ليوم تتجلي فيه حقيقة كل شيء وتكشف الحكم الإلاهية عن وجهها فيبدو لكل المخلوقات حمقها وضيق فهمها أمام تدبير الله العظيم.
وأحيانا تزورني أفواج من جماعات النمل التي تفتش في أنحائي علها تجد القليل من بقايا ماء أو بعض اليرقات التي تقتات عليها ، تأتي تارة ثم تختفي وإن كانت تزعجني ولكنني اعتدت عليها.
وفي الليل سكون رهيب وبرد قارس ، وسلواي الوحيدة في النجوم اللامعة أعدها واستمتع بمنظر السماع المزينة بها ، ما أجمل صنع الله .
حولي تنمو بعض البراعم كالتوائم المتشابهة في كل شيء ، لا يشذ أحد عن القاعدة وكله يشبهني تماما ، أشعر بالفخر من منظرها فهي امتدادي وتحمل سر بقائي ، وأفكاري وأمنياتي ، طموحي بعيد أن أزهر وأثمر كي أطعم الطير والحشرات وحتي الإنسان لو مر من هنا ، فأنا أحمل الخير لكل الناس .
ولكني منذ عدة أيام أشعر بطيف مخيف يحلق فوقي ، وكأنه شيطان أو ربما ملك لا أدري ما الذي تخبأه لي الليالي القادمة .
وأكثر ما يخيفني هو الليالي الحلكة التي لا قمر يؤنسني ، ولا نجوم تضيء لي وأستأنس بها وحدتي ووحشتي .
هذه الليلة أشعر فيها بانقباض شديد ، فيومي كان قاسيا بسبب الرياح العاتية وليست كأي مرة ، فلقد أتت بعد ركود طويل ، وهبت عاصفة علي غير توقع ، اقتلعت كل الشجيرات من حولي ولم يبق غيري .
والحقيقة أنني سعيدة بذلك ، سعيدة كوني شجرة صبار ، لا تستطيع الرياح اقتلاعها، وسعيدة ببراعمي الجميلة المتشابهة وكأنها نسخة مني قد طبعت بنفس الطابعة ، وبنفس الألوان.
لقد اقتربنا من منتصف الليل ، وأشعر بهذا الطائف يدور حولي ويقترب مني، ولا أعرف ما هو، لقد ارتفع الصوت واقترب الطائف ، يا للهول ما هذا ، إنه نسر عظيم لو ضربني بمنقارة أو مخالبه لاقتلعني من جذوري.
النسر يقترب مني ها هو قادم سلم يا الله ، ماذا يريد مني ، أيظنني قطعة لحم أم يخالني طائرا يريد افتراسه ، يا رب سلم .
النسر ضربني بمخالبه ، وانكسر عنقي المتدلي إلي الأسفل وأصبحت أنظر إلي الأعلي .
ما هذا المنظر ؟!ما هذة الشجرة العملاقة ، ألست صبارا ؟! ، لا فأنا مجرد برعم في شجرة عملاقة.
ممتلئة بالأزهار والرياحين ، مختلفة الأشكال والألوان، ويكأني في حديقة من الجنة علي الأرض.
النسر ينظر إلي، ويكأنه يريد أن يحاورني ، تري ماذا يريد .
النسر : أنت أيها البرعم ، لست سوي برعم يبس وفات وقت تفتحه ولا يصلح في هذة الشجرة العظيمة برعم مثلك.
لقد خلق الله الكائنات مختلفة الأشكال والألوان كي يكمل كل واحد منهم الآخر ، أما أنت فلقد تقوقعت وأنتجت براعم تشبهجك وفاتك وقت التفتح والإزهار .
لذلك أنت مثل التينة الحمقاء التي حجبت عطاؤها عن الناس فاجتثها البستاني لأن منظرها قبيح وسط الحديقة البديعة .
ولو أنك أطلقت العنان لبراعمك كي تختلط وتعبر عن أفكارها وتختار ألوانها ‘ لصنعت حديقة بديعة بدلا من الحجر الذي يثمر الجمود ، ضاعت فرصتك ولا تستحق أن تحملك هذه الشجرة العظيمة ، فلقد مضي زمانك وانقضي أوانك فبم تتفتف في موسمك ، وما أنت إلا وتد يابس قبيح في شجرة باسقة بديعة ، وأفضل شيء يمكن أن تصنعة هو أن تهوي إلي التراب فتتحلل وتصير غذاءا يغذي أمك العظيمة إن كنت صدقا في نواياك أتريد لها الخير؟ ، لست صبارا ولكنك برعم شذ عن قانون الطبيعة فاستحق السقوط .
هذا الجمود يقتل الإبداع ، ولا يجد المبدعون فيه انطلاقة الخيال , ومن جمد فلا بد أن يندثر , قال أبو القاسم الشابي:
وقالت لي الأرضُ – لما سألت
أيا أمُّ هل تكرهين البشرْ؟
أُبارك في الناس أهلَ الطموح
ومن يستلذُّ ركوبَ الخطرْ
وألْعنُ من لا يماشي الزمانَ
ويقنع بالعيْشِ عيشِ الحجَرْ
فلا الأفْق يحضن ميْتَ الطيورِ
ولا النحلُ يلثم ميْتَ الزهرْ
ولولا أمُومةُ قلبِي الرّؤوم
لَمَا ضمّتِ الميْتَ تلك الحُفَرْ
فويلٌ لمن لم تشُقه الحيا
!ة, مِن لعنة العدم المنتصِرْ
اترك نفسك تهوي وعد إلي أمك غذاءا ورصيدا زاخرا من الخبرة ، لعلك تغذي زهرة تثمر في يوما من الأيام فتعيد مجد أمك.
تري هل يترك البرعم نفسه ليذوب في التراب ليغذي أمه أم يتمسك بما ألفه من طاعة مطلقة ربَّي عليها صغاره ؟!.

٢٨- امرأةٌ بلا ظل …وداد معروف

لم تكن بي رغبة أبدا لحضور هذا الزفاف، لكن إصراره وإصرار أهله جميعا على اصطحابها معه؛ جعلني أصر أنا أيضا علي الحضور، ربما هناك سبب أخر أهم هو أني لا أريد أبدا أن ترافقه في سفر طويل ومناسبة مفرحة يتحررا فيها من وجودي، عرفت أن أمه استاءت جدا حين علمت أني سأشاركهم السفر، فرحتها بها واضحة لم تشأ أن تخفيها، ولأسباب عديدة ربما لأنها هي الأخرى حصل لها تحديث في مرحلتها العمرية السبعينية بانضمام زوجة ابن جديدة وشابة لمملكتها، ربما أشعرها أنها ما زالت حماة خمسينية، لم أكن أدري أنهم يحملون لي كل تلك الكراهية، والسبب الأهم شماتتها فيّ، أكثر من عشرين عاما وأنا معهم لم يصدر مني ما يحملهم علي ذلك، كان زواج حسين إيذانا بثورة قامت عليّ من أهله، أمه التي كشفت عن كراهية دفينة لي لم تستطع إعلانها إلا في مواقف متباعدة كانت تفتعلها هي وكنت أقابلها بالتغاضي، فيكفي أنه يعاملني بمودة وأنه لا يسمع لهمساتها في حقي، حسين يحبني نعم ...نعم يحبني، لكن حبه للأطفال أشد، هولا يمتلك تلك الروح الرومانسية التي تجعله يضحي بما يتمني من أجل من يحب، وإن كان الطبيب لم يجزم في حالتي ولم يخبرني أبدا أني غير قادرة علي الإنجاب، في الأخير وبعد توسلات وبكاء مني أن لا يفعلها؛ ها هو قد فعلها وقد اختارها مطلقة عشرينية كي يضمن أن تكون أرضه شديدة الخصوبة، أربع شهور مروا كأنهم أربعون عاما، عجيبة أنا في تعاملي مع تلك المصيبة التي حلت بي، كنت كالمكتوفة لم أهرب ولم أقاوم رفضت وما زلت لكني فضلت أن أعيش في ظله علي أن أفارقه لمجهول لا أعلمه، أقسي ما مر عليّ من كراهية أهله التي أماطوا اللثام عنها فظهرت بشاعتها، كان يوم أن عدت من عملي ثالث يوم تزوج فيه؛ كان قد اتخذ الشقة المقابلة لي مسكنا لزوجته الجديدة دخلت شقتي مهدمة فلي ثلاث ليال لم يرقأ جفني بنوم، تبعتني عروسه الجديدة وفي يدها لفافة، تحاول أن تتقرب مني وتتودد في كلامها معي، لكن الحزن الذى سكن روحي أكبر وأعتى من أن يعتليه إنسان. قالت : يا أبلة زارتني زوجة شقيق حسين وأهدتني هذا،  فتحت اللفافة وبي كم من الدهشة عجيب، فردت ما فيها....قميص نوم أحمر قصير من الشيفون والدانتيل، هززت رأسي بحزن وصعد الدم لرأسي وحملت معي كل انكساراتي وظنوني الخائبات وذهبت لها، طرقت الباب، فتحت لي دهِشة فنحن في الظهيرة ولم أتعود أن أزورها في هذا التوقيت، أشارت لي كي أدخل، لم أستجب، قلت بصوت تسيل منه المرارة: إلي هذه الدرجة هنتُ عندكِ يا صفاء! كنت لي أختا طوال عشر سنوات، أيكون دعمك لي في أزمتي الممرضة أن تهدي شريكتي في زوجي قميص نوم ساخن هكذا أكان نذرا منك؟! إن هو فعلها أن تكون هديتك لعروسه هذا؟! وفردته مشنشنة به أمامها، تهتهت واصفر لونها ولم تستطع أن تجمع كلمة لترد عليّ، ظنت أن العروس ستكتم عنها ما فعلت، ونَزَلت أعدو علي سلمها وأنا أرتجف من الغضب، دخلت شقتي وأغلقت بابي عليّ واستسلمت لدموعي التي لم تجف يوما منذ أن تزوج، وها هو الغد سيجمعني بكل هؤلاء الكارهين، أأبتلع الكراهية ولا أبتلع الغيرة !! الغيرة عندي أقتل من كرههم لي! حضَرْتُ العرسَ واتخذتُ مكانا بعيدا عنهم؛ جلست، رافقني حسين طول العرس وترك عروسه لهم، قرأ وجوههم فلم يشأ أن يتركني وحيدة، عدنا إلى بيت عمه والد العروس، اجتمع أهله؛ أمه وإخوته وزوجات أشقائه وأولادهم وأهل بيت عمه وتبادلوا الضحكات والنكات وأنا وسطهم غريبة، ساعتها تجسد لي حرماني من الذرية كما لم يتجسد من قبل، شعرت أني شجرة تساقط ورقها، وقفت  عارية وحيدة وسط الرياح والغيوم تحت دكنة السحاب الثقيل، ترتعد بردا ولا من يدفئها، بعد ما يزيد على عشرين عاما بينهم وحدي لا ظل لي، كل من تزوجن بعدي من إخوته وزوجاتهم يصحبن أبناءهم وأنا وحدي بصحبة شريكتي فيه، هذه المشاعر لم أمر بها من قبل، الرضا الذي عشت به تخلى عني هذه اللحظة، ربما ما أشعرني بأني دونهم أني كنت في غيابة ثلاثة جبب، جب الحزن وجب الغيرة وجب الكراهية. أطلقت أمه هذا السؤال بصوت عال فصيح: تدرون يا أولاد من أجمل من في العرس؟ 

تحيروا ونظرت لها بترقب ثم أطرقت، واختلف الحضور في تحديد من أجمل من في العرس، فأرادت أن توقف الحيرة وأجابت وهي تبتسم لي ابتسامة صفراء: أجمل من في العرس عروس حسين الجديدة، انظروا لعينيها العسليتين ووجهها الأبيض الجميل، هل أنا بكل تلك البلادة؟! أما زلت أجلس بينهم ولم أغادر؟! من يعيدني إلى بيتي لأبكي فيه وحدي؟! الساعة الثانية عشرة ليلا وبيني وبين بيتي سفر ثلاثمائة كيلومتر، من يعيدني إليه؟! إلي أين أهرب بوجهي من نظراتهم التي وجهوها لي بصمت، البيت ممتليء بالناس، كل الغرف فيها مدعوون سيبيتون، أين أذهب لأختلي بدموعي دون أن تعريني أمامهم ؟ أوشكَت أن تفضحني وتنزف، قمت إلي الشرفة لم تكن فارغة، كان بها بعض الثنائيات من المخطوبين في العائلة، يهمسون بحب، ويتناغون بعذوبة، الشرفة مطفأة الأنوار، وقفت في زاوية منها وحدي تطلعت للسماء ولقمرها المنير أذنت لدموعي بالهطول، ناجيت ربي كثيرا دعوته أن ييسر لي من يعيدني لبيتي، أن يعيد لي الرضا عن قدري، فدونه أنا عارية، وجاءت استجابته سريعا.

٢٩- الوفاء بالوعد….مروة عبد الفتاح

صدقا أن الوعود التي نقطعها علي انفسنا في إطار الأسرة من أ هم وعود نقطعها في في حياتنا وارقها علي الاطلاق .

عنما بلغت الرابعة عشر من العمر، وعدني أبي بأن يصطحبني معه رحله إلي خارج مصر ،وكم تحمست للفكرة ! وتحدثنا كثيرا لمدة شهر اواكثر ووضعنا كل التفاصيل ، وكنا سنقضي في المدينة يومين وليله ، كان من المفترض أن يكون اليوم الاول حافلا باللقات العمل والاجتماعات لهذا قررنا ان ابقي في الفندق وبعد ان ينهي والدي عمله سيأتي ونستقل سيارة ونتوجه الي الحي الايطالي حيث نتناول طعامنا المفضل ، ثم نشاهد بعد ذلك فيلما في السينما ثم نركب التري فريك ونشاهد المدينه من اعلي ونعود الي الفندق ونشاهد التلفاز معا وناكل من خدمة الغرف وكنت اترقب الرحله علي احر من الجمر.

وجاء اليوم الموعود ومرت الساعات وانا انتظر في الفندق حتي جاءت الخامسه ،جاء والدي برفقة صديق وهذا الرجل يتمتع بنفوذ كبيره وبينهما الكثير من الاعمال،غاص قلبي في قدمي حينما سمعت الرجل يقول لوالدي “أنني في منتهي السعادة لأنك معنا اليوم “.

اود ان اصحبك علي العشاء حيث نتناول ماكولات البحر الشهية ،وعندما اخبره والدي بوجودي قال له بالطبع يمكنها ان تاتي معا ،رايت امالي وخططي تذهب ادراج الرياح ، وكانت خيبة املي كبيرة كنت اريد ان اتحدث مع والدي واخبره هذا وعدك لي ! الوقت هذا ملكنا نحن الاثنين فقط ولكن لم اتحدث .

لقد اندهشت ولن انسي ابدا مشاعر السعادة التي احسست بها عندما سمعت والدي يقول كان بودي اتناول العشاء معا ونتحدث ولكن هذا الوقت مخصص لابنتي، لقد خططت لكل شي بالتفصيل وكان كرما منك ان تدعونا ،ورايت صديقه اصابه الضيق ولكنه تفهم موقف والدي .

في هذه اللحظه !انتبني شعور كاني فراشه تحلق في السماء ، وتدفق دموعي واسال هل هذا حقا ما سمعت!

فعلنا كل شي خططنا له ولم نترك شيئا واحدا وكانت اسعد لحظات حياتي ، وما تخيلت ان اي فتاه اخري في العالم تحب اباها مثلما احببت ابي في تلك الليلة.

٣٠- الحلم الغائب …عبد المجيد الديهي

.
الشمسُ تذوبُ وراءَ الأُفُق .. خلفَ الأسوارِ العالية ..والحَقِيقة مختفية خلفَ
الأقنِعة .. رائِحتُها كثِيفةُ عارِمَة .. تحسَّستْ بطنُها .. وغاصَـتْ الصَّرخاتُ
فِي الأعْماق .. وها هيَّ النّبـُــوءة .. نِبــُـوءَة الحُلم الكَاذِبْ الحُلم الـــــزَّائِف
إنْفَجَــرَتْ تَبْكِيّ .. ومَاذَا بَـعْــدَ الْبُكاء .. هل إكْتَشَفَتْ الحَقِيقَة ..هَلْ إكْتَشَفَـتْ
نِـبـُـوءَة الْحُلـــم الكَاذِب .. هلْ إكْتَشَفَتْ أنَّها حامِل .. وَمَاذَّا يـُفِـيد .. بعْـدَ أنْ
آمَنتْ بمَا كانَ يـُرِيــد .. خُيِلَ إلَيْها أنَّها سَـمِـعَـتْ صَـوْتَ الـْجَـنِـين بِدَاخِلُهَــا
أغْمَضَتْ عَيْنَّاهَا .. وَجْهٌ شَاحِب هَـزِيل لهُ عَيْنَان مُغْلَقتان يُنَادِي .. أُمَّــاه ..
أُمَّاه .. فَتَحتْ عَيْنَّاهَا مَرْعُوبَة إلْـتَـفَـتَـتْ إلَّي الْوَّرَاء ..أسْطُحْ بِيُوتَ الْفَلاَّحِين
مُتلاصِقَة يَحْتضنْ بَعْضُها الْبَعْض الآخـرْ .. وضَـوْء الفَـوانيـس الشَّاحِــــبْ
يَتـَـراقَصْ فَوْقَ مِيَاه الْتِرْعَة وصَـوْت الصَّـرَخَات فِي الأعْمَاق ..والْهَمْس ..
والإسْتِجْداء .. والْضَّراعَة يَحْتَضِرْ .. يَحْتَضِرْ .

.
وَسَقَطَ الْلَّيْل .. وبَاتَ كُل شَيْئِِ غَارِقاً فِي الْظَّلام .. تَحسَّستْ جَبِينُهــــــــا
بِأطْـرَاف أصَابِعُها البَّارِدَة .. ولّمْلَّمَتْ مِعْطَفهَا حـوْلَ جَـسَـدِهَا وسَــــارَتْ
بِخُطًّي مُتَمهْلَة .. نَاعِمَة .. وسَحَّابَة مِنَ الْحُزْن تَطُوف .. تُـسْــقِـطْ .. فِي
داخِلُهَا إحْسَاساً بِالْعَذاب .. إنْحَنتْ مع إنْحِنَاءِة ضَّوْء الفَانـُـوس الْمُعَلَّــــقْ
علَّي باَبْ الْحَارَة الْضّيْقَة .. ودَلَفَتْ إلَّي دَاخِلْ الْدَّار .. والْجُدْرّان الْطِينِيْة
صَامِتَة .. سّاكِنَة .. فّي الْظُلْمَة الْدّامِسَة .
.

.
نَظـّرَاتٌ سّـرِيعة حَائِـرَّة فَـوْقَّ الْفِرّاش .. والأُمّ الْعَجُوز .. هَّا هِيَّ نائِــمَة
ناعِسَّة .. يـَصْـدُرْ عَنْهَّا هَـمْـساً خَافِتاً مَـذْبـوحاً .. ومَا هِيَّ إلاَّ لحَظــــات
وتَتحَوّلْ الْحَقِيقَة الْدّاخِليْة إليّ حَقِيقَة خَارِجِيّة .. دَفنَتْ وَجْهِهَا بَـــــــيـْـــنَّ
كفْيَّها .. الْعَار.. الْعَار.. شَرف الْحيّاة .. وتَشابكَتْ الصّرخات الْمُجْهَضة
بِدَاخِلها .. وتَراجّعتْ الْقَدمان إليّ الْوَراء .. والْعَيْنَّان الْخُضْروان تـَنـْحدِر
تسِيل مِنْها الْدِمُوع .. وقَفتْ أمَام الْنّافِذة .. ضَوْءُ الْـقَـمـرْ يُضِيئ الأرْض
الْسّمْراء .. وَرؤس الأشْجَار الْخَضْرّاء تَهْتز .. تُصْدِرْ أصْـوَاتاً حَـزِينَة
تَترَدّدْ فِّي داخِلها .. صَدرتْ عَـنْهَا تَـنْهيِـدَة طَوِيلة .. كسِيــرة .. وتَشبَّثتْ
أصَابِعُها بِقُضْبان النّافِــذة .. وتَلامَستْ أصَابِع قَــدَمَيْهّا .. وإنْفَلّتتْ مِنْ
بَيـْنّ الْشِفاة الْمُطْبقة .. آهِة ألمْ .. صَــرْخِة أمَلْ .. في النجاة مِن نـُبــوءَة
الْحلـم الْـغّـائِـبْ .
. تمت

٣١- شرخ في جدار رجل …. عزة التوني

وبعد ؟ قد يمنعنا الخوف من الخوض في تجارب العلاقات الإنسانية خشية الفشل او التعرض لسقطه ما أو تكرار للمحاولة الثانيه
فالعلاقات الإنسانية القائمة على أساس من الصحة والوضوح لاشك أنها هي الشرخ الذي بالامكان معالجتة قبل ان يتداعي الصرح بأكملة

إذن فهناك خيط رفيع بين الخوف,,,, والوضوح

فشلت جميع محاولاتة ومحاوراتة في إيجاد ولو ملء حفنة يده شيئا يملأ بة ولو جزء ا بسيطا من هذا الشرخ حاول الكثير وجاءت النتائج عكس مايتوقع

ازداد الشرخ اتساعا ولم يجد لنفسه حلا إلا أنه وضع جسده داخل هذا الشئ المتسع حتي يسد الجزء الأكبر من الفراغ الذي ينمو بسرعة سقوط جسد من الفضاء الرحب ,, مرت الأيام ,, وجد نفسه مجرد شيئ صغير في هذا الفراغ المتسع

إنهار الصرح وسقط تحت إطلالة
والأن لم يعد يفكر في شيء سوى الخروج من تحت الأطلال

ربما لعدم درايتة بإقامة علاقات انسانية على أساس من الصحه

ربما لعدم تدارك الموقف أولا بأول

ربما لعدم دخوله من الباب الخلفي

ربما
ربما
ربما

احتمالات كثيرة
ولكن الذي اعرفة عن ذلك الشخص أنة في يوم ما,, واجه موقف ما ,, في ظرف ما ,, في لحظة ما وقال
كلمة حب

٣٢ -فايروس سي .. و شوكة الجمل ….محمد المصيلحي عودة

.. أكدت له التحاليل الطبية أنه مصاب بفايروس سي ، انقلبت موازين حياته ، وتغيرت نظرته للحياة .. ولهوها .. ومتاعها القليل ، خاصم الابتسام ملامح وجهه .. وتحجرت دموعه بين جفونه ، إذ كيف يضحك وهذا الفيروس المستبد بنتهك حرمة دمه ؟ و يعيث فيه فسادا ؟
لم يبخل بجهد في البحث عن وسيلة لمقاومة هذا المرض الشرس الذي يلتهم كبده ببطء .. سمع عن لبن الناقة الصحراوية و فاعليته في العلاج ، و لكن أين الصحراء ؟ و أين ناقتها الحلوب ؟..
تأكد من الخبراء أن الناقة الصحراوية اكتسب لبنها تلك الخاصية لتغذيها على نبات صحراوي يسمى ( شوكة الجمل ) ظل يبحث عنه حتى حصل على بذوره
اصطنع تربة زراعية لها على سطح بيته .. وألقى فيها البذور .. نبتت .. افترشت سطح البيت .. أوراقها كبيرة مفلطحة .. تمتلئ حافاتها بالأشواك المدببة كالحراب ، أثمرت أكوازا مزهرة بلون البنفسج ، تحيطها الأشواك المشرعة في كل اتجاه .. لا تستطيع الحشرات ولا الفراشات الوصول اليها دون وخزة مميته ، طابت الثمرة ، وقويت أشواكها ، مد يده إليها دون مبالاة .. اقتطف منها ما استطاع .. طحنها و غلاها كما أوصى الخبراء .. ظل يحتسي منقوعها المائل للمرارة عدة أشهر .. عاود الكشف عن أثر الفايروس .. أكد له الطبيب عدم وجوده ، حمد الله وشكره .. شعر بألم بقايا ذوائب الأشواك التي تقطن كفيه .. قراح ينقب عنها واحدة واحدة ..
مبتسما كلما تخلص من إحداها .. ودماؤه تسيل من كفيه ، حمراء فاقع لونها

التعليقات مغلقة.