المثقف العربي وأمراض المجتمع …السحر والشعوذة “1”
بقلم : هادي شلال الساعدي
….
لعل واحدة من أكبر مهمات المثقف العربي هي تنوير المجتمع وممارسة دوره المأمول في فهم وإفهام سلبيات المجتمع العربي والعمل على إصلاحها بمحاربة مكامن الجهل وبؤر الفساد من خلال وتعرية المعتاشين على المفاسد واستغلال الجهلة ليضع بعض المغرر بهم بالصورة الواضحه لمراجعة أنفسهم قبل السقوط في المكائد والشراك المنصوبة لهم .
واحدة من أشد الموبقات المنتشرة في كل بقاع الوطن العربي كثرة المدعين بمعرفة العلوم الروحانية وسبر أغوارها وأن لدى البعض منهم معرفة بعالم الجن وتسخيره في الوقت الذي نجد فيه أغلب هؤلاء الفاشلين في حياتهم في مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية وحتى الأخلاقية .
أسئلة كثيرة أمام المثقف العربي لمحاربة هذه الأفة الفاسدة التي تستهوي النساء أكثر من الرجال بل أن البعض منهن ممن أكملن دراستهن الجامعية اصبحن مهووسات في البحث عن حلول لمشاكلهن الخاصة والهروب من واقعهن ليفنعن أنفسهن بشخص لايملك حلا لمشاكله الخاصة لتضع المرأة كل أسرارها بيد دجال يمتهن الدجل ويبيع الوهم للناس فيبدأ بصورة عادية وتتطور لاحقا حتى تجد المرأة تفسها تبحث عن الخلاص من مخالب أحاطت بها من كل أتجاه .
في العديد من البلدان العربية وبدلاً من استئصال هذه الظاهرة الفاسدة وإيقاف المشعوذين والمتربصين بأعراض الناس ، نجد إن أغلب الحكومات العربية غير جادة في مكافحة هذه الآفة وهي تترك آلاف المكتبات تنشر كتب الدجل والسحر وطلاسم الفساد بلا رقيب أو حسيب وبعضها يباع على الأرصفةليسود هذا الداء وينتشر هذا البلاء ويعم هذا الخطر وتفرق النساء دون رادع أو وازع من ضمير ليصبح خطراً يهدد المجتمع وعاملاً من عوامل تفكك الأسر وهدم العلاقات الاجتماعية وتقطيع أواصر القربى وإحلال العداوة محل المحبة والخوف مكان الطمأنينة..
داء يزرع الاضطراب وينزع الثقة، بل إنه صورة من صور ضعف العقول ونقص التفكير ناهيكم بضعف الديانة وخلل العقيدة، وهو داء يمارسه الفسقة والأراذل ولا يرضاه الصادقون وأهل التقى إن نفوس من يقدم عليه تتصف بالخبث والدناءة والمكر تسلب كل الوسائل مهما خبثت وتقتحم السبل مهما انحطت ليس لصاحبه في الآخرة من خلاق فساد في الدين وشر في العمل وتهويل ودجل، إنّه السحر والسحرة والكهانة والكهنة والدجل والشعوذة، والساحر شيطان من شياطين الإنس لا يحب الخير للناس حيث نزعت الرأفة من قلبه والرحمة من نفسه، وهمّه المال وإيذاء الناس، وقبيح المسلك في أعماله ما يوقع في الكفر أو يوصل إليه: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ} وهو لا يتوانى عن الكذب ولا يتورع عن الخداع والتلون.
وفي حديث رسول الله صل الله عليه وعلى اله وصحبة : ( ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم ومصدق بالسحر ) .وفي حديث أخر (من أتى عرَّافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) .
ومن هنا تقع على عائق المثقف العربي تنوير المجتمع وتخليصه من براثن الفسق والجهل وبيان أن السحر والكهانة والشعوذة والدجل فتنٌ تصد صاحبها عن الحق وتعمي عن الهدى وتوقع في الضلال، ومن ابتلي بها تعلق بغير الله وابتعد عن منهج الله وضل ضلالًا مبينا، .
فاحذروا … يا أولي الألباب
بغداد
التعليقات مغلقة.